التفصيل بعد الإجمال في أساليب الشيخ علي الطنطاوي – دراسة تحليلية 13\9

أساليب الشيخ علي الطنطاوي

دراسة تحليلية

بقلم : عبدالعظيم بدران

التفصيل بعد الإجمال

لم يفصِّل الطنطاويُّ دائما بعد إجماله، ولكنه فيما يبدو كان أحيانا يخشى على قارئه عدم الإلمام بظلال كلماته المجملة، فيُتبع ذلك بجلاء ما يقصد إليه. أو ربما حزبته بعض الكلمات في سياقها، فوجد نفسه مضطرا إلى تفصيلها. ومما قاله في ذلك:

1. “فيها كل ما في الدنيا: من سهل وجبل، وبستان وقفر، وساقية ونهر، ومسجد وقصر، إلا البحر، على أنك ترى حول البلد – أو كنت ترى – بحرا من الخضرة والنبت والشجر”[109]. وهذا في حديثه عن مسقط رأسه، مدينته المحبوبة دمشق.

2. “قف وحدك في وجه الدنيا كلها، وحطم أوثانها: أوثان الحجر وأوثان اللحم والدم”[110]. وهو يتحدث عن خطاب القرآن في سورة المدثر للرسول صلى الله عليه وسلم.

3. “قبل حرب الميدان، حاربوهم بالعلم، والأخلاق، وبالدستور الاقتصادي الصحيح، وأعدوا لهم كل أنواع القوى: قوة الجسم، وقوة العقل، وقوة القلب، وقوة المال، وقوة الجيش”[111]. وهو يتحدث إلى أهل مصر يشد أزرهم ويحرضهم على مقاومة الإنجليز، وكان ذلك في 1952.

4. “المعركة قد بدأت من زمان، وما معامل المحلة الكبرى ومصانع الطرابيس والزجاج إلا أعلام النصر في معركة الوطن، فلنمض فيها”[112]. وهو يستحث المصريين على التخلص من رواسب المستعمر البريطاني، وكان ذلك في 1947.

ومن الواضح أن التفصيل بعد الإجمال يكثر في “خطابيات” الطنطاوي، وإذاعياته، ويقل في كتاباته الأدبية المتأنية

الهامش

[109] – ذكريات، علي الطنطاوي، 1/14.

[110] – من نفحات الحرم، علي الطنطاوي، ص24.

[111] – هتاف المجد، علي الطنطاوي، ص85.

[112] – في سبيل الإصلاح، علي الطنطاوي ص49.

المصدر

فهرس البحث

Be the first to comment on "التفصيل بعد الإجمال في أساليب الشيخ علي الطنطاوي – دراسة تحليلية 13\9"

تعليقك يثري الموضوع