التيار الرئيسى

التيار الرئيسى
بقلم نصر حرب
مصدرالسلطة فى اى مجتمع ديمقراطى هى راى الاغلبية”التيار الرئيسى”
ولكى نلقى نظرة شمولية فنحن نعلم اليوم ان النظام الراسمالى الذى ينتهجة العالم الغربى وبعض دول الشرق الاقصى والاوسط وكذلك العديد من الدول الافريقية والعربية

 وهذا النظام الراسمالى الديمقراطى من احد ركائزة الاساسية ان الشعب مصدر السلطات وراى الاغلبية هو الذى يسود ولكن فى ظل بعض الانظمة الفاسدة يتحول الامر الى مسرح هزلى ساخر حيث يتم التلاعب بهذة الاراء لصالح اهواء اصحاب المصالح والطامعين فى السلطة لتحقيق اجندات خاصة بهم والتى هى بعيدة كل البعد عن الصالح العام وازدهار وتقدم المجتمعات

وهنا السوال المهم لماذا لا ينتج لنا راى الاغلبية ما نصبو اليه من تقدم وازدهار فى دول العالم الثالث بشكل عام وفى منطقتنا العربية بشكل خاص والحقيقة بان الاغلبية فى معظم دول العالم الثالث الغنية والفقيرة منها لديها نسبة كبيرة جدا من الناس لا تعى المعنى الحقيقى للديمقراطية وهذة الفئة هى التى يتم التلاعب بها من حيث شراء الاصوات والمتاجرة بقضاياهم وذلك يرجع لاسباب عديدة منها الفقر والامية

والفقر هنا والامية ليس بالضرورة انا يكونا متلازمان فى كل الاحيان ولكن ربما نجد شعوبا غنية ولديها نسبة كبيرة من الامية الفكرية حيث وعدم القراءة الصحيحة لارثنا العربى والاسلامى المشترك الذى يحتم علينا ان نتحد لكى نشكل قوة حقيقة اليوم وسط عالم لا يعترف الا بالتكتلات الكبيرة فى رسم معالم عالمنا الذى نعيشة فنجد انفسنا وسط عالم يتحرك بخطوات سريعة نحو التقدم والازدهار ونحن لا نملك من امرنا شئ

ومن هنا نستطيع القول ان الجهل والفقر احد الركائز الاساسية التى تقف عائقا امام تحقيق التطور والازدهار المنشود لمنطقتنا العربية

ولكن هذا لا يسرى على شباب هذا الاجيال الذين حظوا بتعليم جامعى وترعرعوا فى احضان مواقع التواصل الاجتماعى التى جعلت من المعرفة امرا متاحا للجميع وكذلك توفرت لديهم سبل التواصل الحديثة التى تمكنهم من البحث عن حقيقة المسلمات التى تم حشوها فى عقولنا من خلال التعليم والاعلام المرئى والمسموع والمقروء التى تربينا عليها ولسان حالنا يقول هذا ما وجدنا علية اباؤنا واجدادنا وانا على اثارهم مهتدون والتسليم بالمعطيات التى تبث الينا وهنا تكمن الاشكالية حيث ان هذا الجيل الذى نتحدث عنة اصبح اليوم يملك مقومات البحث والتنقيب فى اساس هذة المسلمات وغير قادر على تغيير فكر التيار الرئيسى حيث انة لا يملك الادوات لتحقيق ذلك ولكن اليوم يتعاظم دور الاعلام البديل وهو السلاح الاخطر اليوم فى حرب الافكار ومن هنا تاتى قوة الاعلام البديل الذى ولابد وان يتم استغلالة لرفع مستوى الوعى لدى افراد المجتمع

والهوية هنا المحور الاساسى فى النزاعات وتشكيل الواقع الملموس لان ما لدينا من ارث ثقافى وعلمى وفكرى تم طمسة فى وسائل مختلفة منها التعليم والاعلام وهى من وجهة نظرى المتواضعة المصدر الاساسى لتشكيل وعى اى مجتمع وذلك ربما يكون متعمدا او عن طريق الخطا فى التقدير او للترويج لانظمة حديثة ساهمت بشكل كبير فى ما وصلنا الية اليوم من تقدم وازدهار ولكن هذا للاسف تم على حساب طمس هويتنا وكاننا لم نمر يوما على هذا السياق التاريخى الطويل.

وهنا من الممكن الاستفادة من الحضارات الاخرى بما لايخل بهويتنا وارثنا الثقافى وهنا نتكلم عن قبل العام 1400 ميلاديا حيث كانت الحضارة الاسلامية من اهم روافد الحضارة الانسانية انذاك وتلك الحقبة للاسف الشديد لا نعلم عنها الكثير سوى الصراعات وهو ما قدم صورة مغلوطة عن مدى اسهام الحضارة الاسلامية فى الحضارة الانسانية

وهنا السؤال كيف كان يسير العالم قبل العام 1400 ميلاديا وهو بداية الحضارة الاوروبية الحديثة ، وهل كان يوجد هناك ازدهار وتقدم فى ذلك الوقت ام ان هذة الفترة لا تستحق ان تضاف لتاريخ البشرية ؟
وخلاصة القول ان غياب الوعى هو ما ادى الى ما نحن علية اليوم

وشباب اليوم اكثر وعيا وادراكا من الاجيال التى سبقتنا وذلك بسبب اتاحة المعلومات وسهولة تداولها من خلال الانترنت ووسائل التواصل الحديثة وتعطى لهم ايضا ميزة نسبية وهى انهم قادرون على التواصل تحت اى ظرف من الظروف وتوصيل افكارهم لاكبر قدر من افراد المجتمع وذلك خلافا لما كان يوجد بالسابق بان العلم والمعرفة حكرا على طبقة معينة من من يسموا بالنخبة وهم فى الحقيقة عادة ما يكونوا قلة محدوة العدد فيسهل على الانظمة الفاسدة ان تشتريهم وتجعلهم يروجون لافكارهم او ان كانوا من الذين لا يباعوا فى سوق النخاسة فانهم يسهل تصفيتهم او اعتقالهم المهم ان يصمتوا ويتركوا التيار الرئيسى لهذا المجتمع يسبح فى تيارة دون تعكير صفوة او ازعاجة بحقائق قد تحرك الراكد من المسلمات التى يؤمن بها

فنحن الان امام معضلتين

الاولى هى ان الارث العربى والاسلامى وتاريخنا المضئ لم يصل بالقدر الكافى لمعظم الناس وبالشكل الصحيح ولكن ربما وصلت الى ما نستطيع ان نسمية بالكتلة الحرجة التى تحمل الرغبة فى ان نحافظ على هويتنا مع الانتفاع بما وصل الية غيرنا من تقدم وازدهار من غير ان نكون تابعين لثقافات اخرى ربما تشترك معنا فى بعض الملامح ولكن لا يجوز ان تمثلنا

وهنا على سبيل المثال نود ان نوضح انه منذ القورة الصناعية فى اوروبا وتاسيس الشركات وما تلاة من استعمار الدول الاوروبية لباقى دول العالم انذاك وانتهى هذا الغزو شكليا فى خمسينيات القرن الماضى وهنا نقول شكليا لان قوات الاستعمار خرجت فعليا من البلاد المحتلة ولكن تركت ورائها اثرا عميقا من ثقافة وهوية هذة الدول الاوروبية وعندنا هنا امثلة كثيرة ومنها الاقرب الينا دول المغرب العربى التى تتقن الفرنسية ويتعاملون بها فى حياتهم اليومية وكذلك الموروثات الثقافية الحديثة فى مجتماعنا تشبههم كثيرا لانهم استطاعوا نقل تاريخهم الينا فى السينما فصرنا لا نرى غيرة واصبح من المسلمات ان هذا هو التاريخ وهذة هى الحضارة وهذا الموضوع يحتاج الى كثير من المراجعات واعادة النظر

وذلك بالاضافة الى ترسيخ النظام الراسمالى فيها والذى يسمح لشركاتهم بان تغزوا عالمنا ويصبحوا هم قادرين على التوسع فى اسواق خارجية مما يعطيهم ميزة ان يكونوا منتجين وصانعين لهم ولغيرهم ومن هنا تبدا مسيرة الازدهار حيث لا يوجد بطالة مجتمع كلة يعمل وقادر على الانتاج له ولغيرة و هذا بدورة يجعل من مصلحة تلك الدول بان تضعف كل شئ يجعل الدول المحتلة سابقا تعتمد على نفسها واحتكار مصادر المعرفة بان تكون بلغتهم وليس لغتنا والحقيقة هنا ان هذا ليس دورهم ان يعربوا العلوم ولكن هذا ما يجب علينا فعلة

وهنا الدول المحتلة سابقا عسكريا الان محتلة فكريا وثقافيا

ومن مظاهر هذا الغزو الثقافى هو ان اللغة الانجليزية اليوم اصبحت اللغة الاولى فى العالم حيث لا يمكنك الحصول على مرتبة علمية رفيعة من اى جامعة اوروبية من دون اجتياز اختبار دولى لقياس مدى اتقانك للغة الانجليزية وكذلك اصبحت لا تمكنك اللغة العربية من البحث والمعرفة بشكل كبير
وهنا هو مكمن المعضلة التى نواجهها اليوم وهى انة من اجل ان تدرس العلوم الحديثة او لكى تطلع على اخر المستجدات على الساحة العلمية فى العالم لابد من ان تكون متقنا للانجليزية ومن المفارقات هنا انه لا احد يضع السلاح فوق راسك كى تتعلم اللغة بل يتم الربط بسكل جوهرى بين متطلباتك والمعروض لديهم من خدمات تصب فى مصلحتهم فى النهاية

وهنا القوة تتجسد امامنا فى زى اخر يسمى الهوية والثقافة وتخبرنا اننى كهوية غربية امتلك معظم مقدرات العلم والثقافة فى هذا العصر ولكى يكون لك نصيب منها لابد وان تقبل بكل شروطى وهى تعلم اللغة الانجليزية قبل كل شئ وان تتابع الفنون والاعلام الذى اقدمة لكى اشكل واقعك وادراكك وان ازرع بداخلك دون ان تشعر نمط الحياة الغربى وتجعلة تصورك الوحيد والحقيقى عن العالم ومدى التقدم الذى وصلت الية بدورة سيجعلك منبهرا ومفتونا بى والذى سوف. ينسيك من انت وما هى اصولك وما فعلة ابائك واجدادك من اسهامات فى الحضارة الانسانية

وهنا اود ان اقول كان معروف قديما بان هناك ما يسمى بندرة الموارد حيث ان الموارد المتاحة لا تكفى لتلبية احتياجات كل افراد المجتمع وبعدما ظهرت القورة الصناعية فى اوروبا وتدخلت الوسائل الحديثة فى الانتاج بعد ان تدخلت التكنولوجيا اصبحت هناك زيادة عن احتياج المستهلك الاوروبى وكانت دول اوروبا فى ذلك الوقت لديها مستعمرات عديدة فتنبهوا حينها الى انهم يبيعوا منتجاتهم فى تلك المستعمرات و ياخذوا منها المواد الخام لكى يصنعوها ويعودوا لبيعها مرة اخرى ومعزالوقت اصبح نمط الحياة الغربية يسيطر على الاوساط الراقية فى تلك المستعمرات والنخب الفكرية فى تلك الاونة ومن هنا تشكل النمط الغربى من التفكير فى اذهان المفكرين والذى ادى بعد ذلك الى انتشارة فى صورة اعلام وتعليم

وانا لا اسلط الضوء هنا من باب العداء للحضارة الاوروبية ولكن لكى نعى انه كما ان هناك اسهامات للحضارة الاوروبية فى العالم كذلك يوجد العديد من الحضارات اسهمت فى الحضارة الانسانية على مر العصور

ومنها بالطبع منطقتنا العربية والاسلامية ومن الجحود انكار ذلك فى معظم المحتوى المرئى والمسموع والمقروء فى كل الدول الغربية

والمعضلة الثانية

هى هل ما تعارف علية العالم اليوم من انظمة حكم وادارة سواء كانت راسمالية او شيوعية او غيرها هى الامثل فى انظمة الحكم ام انة يمكن التعديل عليها ولكى نجيب على هذا السؤال على سبيل المثال فى منطقتنا العربية ومعظم دولنا تنتهج المنهج الراسمالى الديمقراطى

ولكى نسلط الضوء اكثر على تجربتنا لابد وان نعرف اولا لماذا يوجد فرق بين الدول الاوروبية كدول عالم اول والدول العربية كدول عالم ثالث مع تطابق الانظمة الاقتصادية فى كليهما وهنا تكمن المفارقة التى توصح ان هناك خلل فى منظومة التطبيق ، ومن اين جاء هذا الخلل نستطيع ان نورد هنا بعض ملامح الخلل التى تؤدى الى تمايز جوهرى فى النتائج

فى البداية من حيث النظام السياسى الديمقراطى .. فكيف تاتى الديمقراطية بما يجلب لها مزيد من التدهور والانحطاط مع ان الادا نفسها يتم استخدامها فى دول العالم الغربى وتجلب تقدم وازدهار
وهذا دليلا واضحا على فشل منظومة التطبيق

والتى لو تتبعنا اسبابها لوجدنا ان نسبة الامية كبيرة جدا فى دولنا العربية وكذلك الجهل والتى تكون ارض خصبة لكل اشكال الفساد والاستبداد وذلك يؤدى الى انحراف الديمقراطية عن مسارها وهو تولى افضل ما انجب هذا المجتمع من الكفائات لادارة مقدرات الدولة على النحو الامثل الذى يعود بدورة بالرخاء والازدهارعلى افراد الشعب

وعلى النقيض من ذلك ما يحدث فى دول العالم الثالث من استغلال لحاجة الناس وادراكهم لاهمية القرار الذى يتخذونة عندما يدلون بصوتهم ولما ان هذا الرافد الاساسى للفساد دعونا نستطلع اراء بعض الامم التى سبقتنا فى الديمقراطية حيث انة كان لا يسمح للاميين بالتصويت فى الانتخابات وهى فكرة جديرة بالاحترام ولكن مع بعض الضوابط وهو ان يكون التصويت لمن اتموا الجامعة وهذا الطرح لة جوانب ايجابية عديدة منها ان الناس ستسعى جاهدة للحصول على العلم والوعى الكافى لكى تقوم بهذة المهمة وايضا تحث الطلاب على التفوق وادراك مدى اهميتهم لتقدم المجتمع وكذلك التعليم الفنى لابد من عمل الية لدمجهم بهذة العملية الانتخابية بدون الاخلال بالهدف المنشود وهو ان يكون يدلى بصوتة على دراية تامة بتاريخ امتة واهمية صوتة الذى يدلى بة

والجانب الايجابى الاخر هو ان من درسوا التاريخ والعلوم الحديثة هم اصحاب القرار فيكون لديهم على الاقل وعى اكبر من اقرانهم الذين لم يتعلموا والذين تلجا اليهم الانظمة الفاسدة لكى تصل الى الحكم والسلطة فتكون قادرة على ان تتفلت من العقاب وتسعى الى تجهيل هذا الناخب لكى يكون دائما وابدا فى احتياج لما يقدمونة له من خدمات اساسية والتى هى ابسط حقوقة ولكنه لا يعلم ذلك فيظنها منحة ويظل مدين له باقى حياتة بالخدمات الذى يقدمها

ويكون اقصى طموح ذلك الناخب هو ان توفر له الدولة حياة ادمية كريمة وتلبى احتياجاتة من الماكل والملبس والمشرب والمسكن والرعاية الطبية اللازمة

ولكن هنا تستخدم السلطات المنتخبة بشكل صورى بما يسمى الديمقراطية خدماتها التى تقدمها للمواطن ولكن ليس فى شكل حقوق لهذا الناخب ولكن كمنحة يقدمها للجماهير مقابل ولائهم له وانتخابة مرات اخرى وهكذا تدور العجلة

ويقع الناس الغير مدركين لمدى اهمية اختيارهم فريسة لهولاء الفاسدين ويتحول المشهد الديمقراطى الى مشهد هزلى وذلك فى دول العالم الثالث فقط ولكن فى دول العالم الاول على النقيض تماما لاننا نزيل من تلك المعادلة الجهل والفقر فتصبح المعادلة صحيحة وهى ان الديمقراطية فى المجتمعات الواعية والتى تتمتع بقدر كبير من العلم والرخاء تؤدى الى وصول قيادات ذات كفائه عالية الى الحكم والذى ينعكس على المجتمع بالتقدم والازدهار

وعلية فاننا كدول عربية واسلامية لدينا ارث ثقافى وحضارى لابد وان يتم اعتبارة عندما نقيم الحضارة الانسانية وان نفرد لذلك مساحات اكبر فى تناولنا لقضية الحضارة الاسلامية والعربية ومدى اسهامها فى الحضارة الانسانية

وهذا ليس تحاملا على حضارة بعينها ولكن لتسليط الضوء على انه اننا لابد وان نعيد النظر فى قرائتنا للحضارة الانسانية بحيث نقف على مسافة واحدة من كل الحضارات ومنها الاسلامية التى لابد واعطائها حقها حيث انها اسهمت بشكل كبير فى تاسيس العلوم الحديثة التى نراها اليوم ولكن لا يتم التطرق اليها وكذلك العديد من الحضارات الاخرى

وان كنا لا نستطيع تغيير هذة المفاهيم لشباب ونشئ العالم الغربى الذى لا يعرف عن الحضارة العربية والاسلامية سوى الارهاب ولكن على الاقل نعيد صياغة افكارنا وتاريخنا وندرك مدى اسهامة فى الحضارة الانسانية ونعلمة لاولادنا والاجيال القادمة لعلهم يوسسوا لحضارة عربية واسلامية جديدة تكون محل احترام وتقدير من الجميع

نصر حرب

المصدر

Be the first to comment on "التيار الرئيسى"

تعليقك يثري الموضوع