بريطانيا وعدائها للأمة العربية
عبدالهادي الخلاقي
بريطانيا ومنذ مطلع القرن العشرين وهي شريك استراتيجي للنظام الإيراني ومازلنا نتذكر كيف سلمت لهم الاحواز عام 1925م لتصبح حدود الدولة الإيرانية مطلة على الخليج العربي وكيف تعاونت مع أمريكا للإطاحة بالنظام العراقي السابق وتسليم العراق على طبق من ذهب لإيران،
التدخل السافر في الشأن الخليجي وعلى مدى عقود من الزمن من قبل النظام الإيراني لم نسمع أو نرى أي ردة فعل بريطانية أو موقف مندد بهذا العدوان المتكرر،
إيران تصول وتجول ما بين العراق وسوريا ولبنان وترسل ارتال من جنودها واسلحتها لقتل من يعارض سياستها في هذه الدول في ظل صمت بريطاني مدقع،
بريطانيا هي من ينصب المرجعية الشيعية العليا في مدينة النجف في العراق والتي يترأسها “علي السستاني” هذا ما تضمنته الرسالة الخطية التي بعث بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى رئيس جهاز المخابرات البريطاني »إم. آي. 6 « أليكس ينجر يدعوه فيها إلى إنهاء خدمة رجل الدين الشيعي علي السيستاني في العراق.
نحن نعلم أن السياسة البريطانية موالية للنظام الإيراني وداعم أساسي له وهي داعم “عملي”،
في نفس الوقت تدغدغ مشاعر العرب بكلمات عاطفية رنانة لاتسمن ولا تُغني من جوع،
والمواقف تثبت دائماً أن الكلام لا يعني شيئاً مالم يقترن بالأفعال الجلية،
بريطانيا لم تصدق قط مع الأنظمة العربية ونحن نعلم ذلك،
ولكن ضعفنا يجعلنا نهلل عندما نسمع تصريحات تؤيد موقفنا حتى وإن كانت مجرد كلام.
بريطانيا تمر بمخاض كبير بعد خروجها من الاتحاد الأوربي وتسعى جاهدة لتدارك انهيار اقتصادها المتضخم وتبحث عن حبل نجاه ينقذها من الانهيار لذلك تبحث عن مساومات تنعش من خلالها اقتصادها،
تعودنا بأن بريطانيا وأمريكا حلفاء لا أمان لهم ومصلحتهم الأساسية تقضي بامتصاص أكبر قدر من الثروات العربية واللعب على وتر العداء والامن وتوفير الحماية،
هم يعلمون جيداً العداء الذي يكنه الكيان الإيراني للعرب عامة وللدول الخليجية خاصة والذي تزايدت وتيرته بعد نجاح الثورة الخمينية عام1979م وتصدير ثورتهم للوطن العربي وازداد غيهم بعد أن أصبح العراق ضمن محمياتهم الطائفية،
بريطانيا تستغل هذا العداء لتحقيق مزيد من المكاسب وخاصة في وضعها الراهن في ظل الضغوط الاقتصادي التي تواجهها
، وإن كانت نوايا بريطانيا صادقة في التصدي للتهديدات الإيرانية المتوالية،
فأين كانوا سابقاً عندما تم تسليم العراق على طبق من ذهب للنظام الإيراني لتقترب من الحدود الخليجية؟!
أين هم من عملية تسليح حزب الله ونموه بهذه الصورة التي أصبح يُخاطب اليوم وكأنه دولة مستقلة داخل دولة؟!
أين هم من التدخلات السافرة لإيران في الجسد لعربي ودعم عناصر إرهابية لزعزعة أمن أوطانها؟!
أين هم من مشروع التسلح النووي الذي تسعى له طهران ولم يكن لبريطانيا أي دور يعارض هذا التوجه أو يحجمه؟!
ولماذا يقفون مازرين ومناصرين للمليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن؟!
القضايا كثيرة والتنسيق البريطاني الإيراني يتم بالخفاء ونحن نعلمه جيداً،
وهذا يذكرني بشعار الحوثيين ” الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام ” وفي حقيقة الامر يقتلون المسلمين ويدمرون اليمن ويستهدفون أعظم قبلة للمسلمين “مكة المكرمة”،
وبريطانيا تتخذ نفس الموقف عندما تصرح بضرورة التصدي للنفوذ الإيراني،
وحقيقة الامر أنها تؤيد عنجهية هذا النظام وتغض الطرف عما يمارسه من عداء فعلي تجاه الوطن العربي وقتل العرب وتدمير أوطانهم.
عبدالهادي الخلاقي
Be the first to comment on "بريطانيا وعدائها للأمة العربية"