كيفية حل مشكلة الانطوائية .. امنح الآخرين الرغبة في التعرف اليك ، موضوع مترجم عن كيفية تطوير مهارات العلاقات بالآخرين واكتساب العلاقات بطريقة صحية
كيفية حل مشكلة الانطوائية ..
امنح الآخرين الرغبة في التعرف اليك
إن أفضل طريقة لكي يتقبّلك الآخرون، هي أن تمنحهم الرغبة في أن يتعرفوا إليك.
لماذا؟ لأن كل شخص، أياً كان، يهتم في الدرجة الأولى بنفسه،
ولأن الاهتمام الذي يمكنه أن يبديه نحوك ليس دوماً عفوياً ولا منزهاً عن الغرض.
نحن جميعاً مخلوقون على هذه الصورة.
ان غريزة المحافظة على العنصر البشري تريد ذلك. ولكن لا تنسَ أننا جميعاً الباعة، وأنه يكفي فحسب عرض شيء على الآخر لكي يصغي إليك.
ولدى الاتصال الأول، يتساءل الآخر منا عما لديك من أمور مهمة تقترحها عليه يمكنه الاستفادة منها.
كيف؟ بتقدمك خطوة إلى الأمام..
تجنب عرض حالتك الشخصية، أي ما تتوقعه من الآخر، قبل أن تكون ذكرت كل شيء مما يكسبه هو من هذه المحادثة.
إن أول قاعدة ينبغي اتباعها تتضمن دوماً التفكير في الشخص الآخر قبل التفكير في نفسك.
ريجين أُمّ عزباء لولدين أحدهما في شهره الثالث عشر والآخر عمره ثلاث سنوات،
وجدت نفسها بين ليلة وضحاها عاطلة عن العمل من دون أي تعويض.
وكانت تحصل بمشقة على ما يكفيها،
وكانت أواخر الشهر صعبة بالنسبة إليها.
وفي ذات مساء، ولم يكن لديها مال لشراء ما تقيت به ولديها، رأت مراجعة جارها في الطبقة التي تقيم فيها لتعرض عليه بيعه مجلدات الموسوعة العشرة التي ابتاعتها في أيام اليسر.
وتقدمت إليه ملحّة، ذليلة، وحيية في آن..
وبسطت لجارها صعوباتها الآنية، وحاجتها الماسة إلى المال لإعالة طفليها الصغيرين، وتسوية متأخرات الإيجار.
ولم يبالِ الجار كثيراً بهذا البؤس. وبالنسبة إليه كانت السيدة الصبية امرأة مزعجة ينبغي طردها بأسرع ما يمكن لأنه يحس بالخطأ إزاء فقرها.
وبالنسبة إليه كانت السيدة الصبية امرأة مزعجة ينبغي طردها بأسرع ما يمكن لأنه يحس بالخطأ إزاء فقرها.
لعله يقدّم إليها ورقة نقدية من فئة الخمسين فرنكاً ويصرفها بلطف ولكن دون أن يردّ على توقعها.
الحل الجيد؟ دون بسط بؤسها، كان عليها أن تحاول إثارة رغبته باقتراح عملية شيقة عليه.
بذلك كانت قدّمت إليه الميزات التي كان بوسعه أن يجنيها من شراء هذه المجلدات الموسوعية القيمة بثمنٍ متدنّ.
وكانت بالأحرى وفرت له الشعور بالأهمية فيما لو ألحّت على أنه امرؤ مهم، وينبغي أن يمتلك مؤلفات ثقافية نفيسة كهذه،
وأن هذه الكتب لابد أن تجلب إليه ميزات ضخمة بينما هي لا تستطيع الإفادة منها لأنها ليست رفيعة الثقافة.
ربما كانت منحته هذا الشعور بالأهمية الذي يحسّ كل شخص أنه بحاجة إليه.
وكان بوسعها كذلك الإلحاح على الخصائص الإنسانية لدى جارها وتوضيح خطوتها باتجاهه باظهارها مدى تقديرها له.
ولكانت بذلك قدّمت إليه التقدير، وكل شخص يحب أن يكون مقدّراً.
فضلاً عن ذلك، كان بوسعها أن تُظهر له أنها تهتم به، وكل كائن حي يشعر بالحاجة إلى أن يكون محبوباً من الآخرين.
كان يمكن لريجين أن تتقدم بصفة تاجرة، وليس بصفة متسولة،
كان يمكن ألا تبيع موسوعات، بل تقديراً، وأهمية، واهتماماً بالنسبة إلى الشخص الشاري؛
وهذه ثلاثة مشاعر أو أحاسيس يشعر كل الرجال والنساء بالحاجة إليها حاجة لا تُشبَع!
– عدم تقديم الربح :
إن مَن يستطيع أن يقدّم عروضاً مغرية إلى كل مَن يصادفه، ويكتم ما يفكر في الحصول هو عليه من ذلك لكي لا يبسط سوى ما يكسبه الآخر،
يتأكد من أنه سيكسب أصدقاء عديدين، مخلصين وأوفياء؛ بشرط، أن يكون، مع ذلك، كل ما يعرضه حقيقياً، وألا يبيع الريح.
الواقع، أنه لا فائدة من خداع المرء جاره أو قريبه، فعاجلاً أو آجلاً سينقلب الخداع عليه.
لنتصور أنك قبلت دعوة إلى الغداء لدى زوجين يقيمان في المسكن المجاور لمسكنك، وأنك تلبي كل دعوة، دون أن تردّ هذه الدعوات بداعي التهذيب،
فلا يلبث الزوجان أن يسأما من تقديم نفقات هذه الافتتاحيات الودية، دوماً، إن كل شيء واضح :
ليس لديك ما تمنحه بالمقابل، وما كان يمكن أن يتحول إلى صداقة متينة، لن يتحقق أبداً.
فكّر لحظة :
إن أولى الوصفات للنجاح هي أن تكتسب أصدقاء، وأن تمنح الآخرين الرغبة في التعرف إليك، من أجل أن توفر لهم فيما بعد أربعة مشاعر أو أحاسيس قوية يشعر كل كائن بشري بالحاجة الكبيرة إليها:
التقدير، والأهمية، والاهتمام، والرغبة في المعرفة.
يتحتم عليك، كذلك، أن تمنح الآخرين من الأشياء أكثر مما يتوقعون.
إذا أنت اقترحت على زميلك في العمل ألا تستخدما سوى سيارة واحدة للذهاب يومياً إلى العمل، فاحرص على أن تستقل سيارتك في أغلب الأوقات الممكنة، دون أن تحسب الانتقال الذي يتم بواسطة سيارة زميلك.
في الواقع، إن وصفة المبادلات هذه تخلق الصداقة، ولكن لا ينبغي لك استخدامها فحسب بهدف معرفة ما إذا كانت “تصلح” حقاً، ذلك بأن العمل المخلص وحده هو المربح.
– الإخلاص هو في أساس كل نجاح وكل صداقة :
إذا أنت أحسست بأنك غريب أو متوحد أو منفرد في هذا المجتمع الذي لا يفهمك، أو الذي يبدو لك جد ظالم بالنسبة إليك،
والذي يبدو أنه لا يقوم بأي جهد لكي يكتشفك، ولم يقدّرك حق قدرك،
فإن السبب هو أنك لم تعرف، أو ربما لم تشأ، أن تتخلى عن كوابحك، وعن موانعك، وعن آرائك المسبقة.
بكلمة أخرى، أنت لم تتكيف: إذاً لا يسعك أن تتناغم مع الوسط المحيط بك، والأشخاص والأشياء المحيطين بك.
غالباً جداً، عندما نود اقامة الحوار، نبدأ بلعب دور ما..
وننسى إذ ذاك أننا بشر. فينا يتصادم مفهومان متناقضان :
ما نحسّ به بعمق، ورسمياً أو شرعياً، وما نعتقد أنه ينبغي لنا عمله لكي نظهر في أحسن حالاتنا في نظر الآخرين.
ولدينا نوعان من المشاعر بالنسبة إلى الآخر :
القبول أو اللاقبول.
وهكذا، لنفرض أن جارك دعاك إلى المطعم الصيني لكي يتعرف إليك بصورة أفضل، وأنت تكره المطبخ الآسيوي؛
فإنك ستحس مباشرة بشعور اللاقبول المقاوَم بالحاجة إلى تمثيل دور الجار المجامل الملاطف،
والسهلة الحياة معه الذي تود إبرازه إلى مخاطبك.
وإذا أنت قبلت دعوته كما هي، فأنت لست مخلصاً.
إن أول علاقة ستقوم على أساس خاطئ، ولكن، على النقيض، إذا أنت رفضت بلطف دعوته مشيراً إلى سبب رفضك، فإن جارك لا يقدرك فحسب لطبيعتك، بل إنه يسرع، كذلك، إلى سؤالك أي مطبخ يروق لك حقاً، وسيبذل جهده لكي يرضيك.
في الحالة الأولى، وهيهات هي الأكثر حدوثاً؛
وعندما ستتطور علاقاتك مع جارك أولاً بأول، فإنك ستكدس نوعاً من الحقد عليه، وتعزو إليه لا شعورياً الأضرار والمضايقات التي تتعرض لها.
بالطبع، يختلف الشعور بالقبول من موقف إلى آخر.
ولكن، دوماً، إذا لم تكن تدري كيف تكون شرعياً أو رسمياً، فإنك ستميل أن تبعث على الاعتقاد بأنك تتقبل تصرفاً ما
في حين أن الآخر “يحسّ” بأن القضية هي في الحقيقة قضية قبول زائف .
هذا الموقف المنحرف يترجم، على أي حال، في حديثك مع الآخر بشكل أحكام وانتقادات، وحتى التأنيب، بل التعنيف والأوامر المقنعة.
وكثير من رسائلك تنقل إلى الآخر اللاقبول بالنسبة إلى ما هو .
ويبقى الحوار سطحياً، ومجرد تهذيب محض، ولا يبلغ مطلقاً المستوى الرفيع حيث يشعر كل واحد منكما أنه يُصغى إليه ويُفهم .
أن يكون المرء رسمياً أو شرعياً يعني أن يُبرز شخصيته كما هي .
إن لك الحق بأن تكابد أحاسيس ايجابية وكذلك سلبية على السواء.
وستكسب الكثير إذا أنت عُرفت كما أنت تماماً. لا تبتعد عن عتبة تساهلك، وأفصح عن ذلك بلطف .
إن الإخلاص لهو أفضل ذريعة لكي تجعل شخصيتك جذابة .
ولكن، ربما لا يمنحك نوع شخصيتك الترضية الكاملة، وتشعر أنها لا تجتذب طبيعياً الآخرين .
لماذا لا تباشر بـ
(تنمية الجانب الإيجابي الذي يتمتع به كل واحد؟ جده، ثم ركزه إلى أقصى حد، وامنح الآخرين منه ضعفي ما تحتاج إليه منه:
بذلك تكسب بسرعة الأصدقاء الطيبين، والأوفياء الذين يُقبلون إليك في كل مرة، والذين يشيدون بك أمام معارفهم الشخصيين. إن الصداقة تعمل دوماً مثل كرة الثلج!
الخلاصة، جد في نفسك
“المسرّعات” الطبيعية والشرعية الكفيلة بمنحك شخصية مربحة في لعبة الحياة..
Be the first to comment on "كيفية حل مشكلة الانطوائية .. امنح الآخرين الرغبة في التعرف اليك"