ظاهرة أفعل التفضيل في أساليب الشيخ علي الطنطاوي – دراسة تحليلية 13\12

أساليب الشيخ علي الطنطاوي

دراسة تحليلية

بقلم : عبدالعظيم بدران

ظاهرة أفعل التفضيل

لم يكن الطنطاوي مبالغا في عموم أحاديثه، ولكنه كان يخص بعض الشخصيات، والأماكن، والكتب، والحوادث بصفة أفعل التفضيل؛ إذ يطلق هذه الصيغة مدحا أو ذما، ليوحي لقارئه بخلاصة ما يريد قوله في ذلك.

ومما كتبه في هذا:

1. “هذا تاريخنا ما سمعت أذن الزمان تاريخا أحفل منه بالمفاخر، وأغنى بالنصر، وأملأ بالأمجاد، ووالله الذي جعل العزة للمؤمنين وجعل الذلة لليهود لنكتُبن هذا التاريخ مرة ثانية، ولنتلون على الدنيا سِفْر مجدٍ يُنسي ما كتب الجدود… ولنحاربن بالنار والحديد والبارود، وبالسيوف والخناجر والعصي، فإن لم نجد يومًا السلاحَ حاربنا بأيدينا. ولنسوقن إلى الحرب شبابًا أنضر من الزهر، وأبهى من الضحى، وأثبت من الجبل، وأمضى من العاصفة، فإن لم نجد يومًا شبابًا سُقنا إليها الشيوخ والأطفال والنساء”[120]. وقد جاء هنا بأسلوب حماسي، حيث كان يلقي ما سماها “خطبة الحرب”.

2. “كباب الموصل وحلب أشهى وأشهر كباب في بلاد العرب”[121]. ورغم ما يتبدى لقارئ هذه الكلمة من مقصود “علي”؛ فإنه لا يمكن التسليم له بمصداقيتها الواقعية، وخاصة فيما يتصل بالعموم والشمول.

3. “أين تلك الأقلام تفضح أكبر خدعة سربت إلينا، وترد أفظع كذبة جازت علينا… وهذا من أقبح ما خلفه فينا الاستعمار… ها هم أولاء المسلمون… يكتبون بدمائهم على جبين الزمان أروع قصائد المجد، وأبلغ آيات البطولة والبذل”[122]. وهو يكتب كلمته الحماسية هذه سنة 1946، وينشرها بعنوان “أين الأقلام؟”.

4. “رجال كانت لهم في تاريخنا أضخم الأسماء وأكثرها بريقا وأشدها دويا”. وهو يقدم لكلماته التي جمعها حول “رجال سموا إلى سماء العز وبلغوا من السعادة ما لم يكن يبلغ مثله أحد، ثم هووا فجأة إلى قرارة المذلة وقاسوا من الشقاء ما لم يكد يقاسي مثله أحد، فكانوا عجبا في رقيهم وكانوا عجبا في هويهم”[123].

الهامش

[120] – هتاف المجد، علي الطنطاوي، ص27-28.

[121] – ذكريات، علي الطنطاوي، 5/169.

[122] – في سبيل الإصلاح، علي الطنطاوي ص20.

[123] – رجال من التاريخ، علي الطنطاوي، ص372.

المصدر

فهرس البحث

Be the first to comment on "ظاهرة أفعل التفضيل في أساليب الشيخ علي الطنطاوي – دراسة تحليلية 13\12"

تعليقك يثري الموضوع