تغريدات في العزاء والتسلية هكذا علمتني الحياة

تغريدات في العزاء والتسلية

تغريدات في العزاء والتسلية من كتاب هكذا علمتني الحياة لمصطفى السباعي ، القسم الواحد والعشرين ، إذا فوجئت بتغير الأحوال ، ورسائل إلى كل محزون

هكذا الحياة!

هكذا الحياة: نبدأ مغمورين، ثم نصبح مشهورين، ثم نمسي مقبورين، وبعد ذلك إما أن نكون مسرورين، وإما أن نكون مقهورين.

شريط الحياة

شريط الحياة مهما تعدَّدت مناظره منذ فجر التاريخ، له بداية واحدة، ونهاية واحدة.

اختلاف الأشرار

اختلاف الأشرار فيما بينهم بدء نهايتهم.

المصلح الأحمق!

المصلح الأحمق هو الذي يحاول أن يقطع الأمة عن جذورها الممتدة في أعماق التاريخ.

التيار

الأهوج يجاري التيَّار الهائج، والمجنون يقف في وجهه، والعاقل يحتاط لتخفيف أخطاره.

ألقه على المقادير

إذا ناء كاهلك بالعبء، فألقه على المقادير.

حسن الظن

حسن الظنِّ فضيلة، إلا إذا صادمه الواقع الملموس، فإنه يصبح بلهاً وغفلة.

أنت والأقدار

الأقدار أوسع نظراً منك، فلا تتحير معها. وأرحم منك، فلا تتهمها. وأحكم منك، فلا تستجهلها، وأقوى منك، فلا تعاندها. وأسرع منك، فلا تسابقها.

بين الحب والسخط

وزِّع حبَّك على الناس، ووزع سخطك على الظالمين؛ فإن الله يحب الذين يحبّون عباده، ويكره الذين يوالون أعداءه.

لا تكابر

تستطيع أن تنكر رؤية الشمس إذا أغمضت عينيك أو سترتهما بيديك، ولكنك لا تستطيع أن تنكر ضوءها، ويمكنك أن لا ترى الشمس إذا جلست في الظلام، ولكن لا يمكنك أن تنكر أن الناس يرونها.

إذا فوجئت!

إذا فوجئت بنزول المصائب فلا تيأس من زوالها،

وإذا فوجئت بتغيُّر الزمان، فلا تلجأ إلى الشكوى منه،

وإذا فوجئت بتغير الإخوان، فلا تكثر من انتقاصهم،

وإذا فوجئت بالمرض المؤلم، فلا ترفع صوتك بالأنين منه،

وإذا فوجئت بارتفاع الأغمار، فلا تستمرَّ في استصغار شأنهم،

وإذا فوجئت بتحكم الأشرار فلا تقنط من زوال حكمهم،

وإذا امتدّت بك العلَّة، فلا تيأس من رحمة الله،

وإذا رأيت في دنياك ما لا يعجبك، فاعلم أن هذه هي سنَّة الحياة،

وإذا راعك انتشار الشر، فاعمل على مكافحته إن استطعت، وإلا فتربَّص به حتى تواتيك منه الفرصة،

وإياك أن تيأس من انكماشه، ولوغمر المجتمع الذي تعيش فيه،

وإذا راعك رواج الكذب والباطل، فلا تشكَّ في أن الله سيفضحه ولو بعد حين.

العبير الفواح

تستطيع أن لا ترى الزهرة الفوَّاحة، ولكنك لا تستطيع أن لا تشمَّ عبيرها.

لا تيأس

إذا استعصى عليك أمر تريده وترى فيه الخير، فحاول أن تسعى وراء خير آخر؛ فإن الخير أكثر من أن تحصى طرائقه، وأعزُّ من أن ينال كله.

حكمة الله

لا أزال أؤمن بحكمة الله وعدالة قدره، مهما استعصى مرضي على الشفاء، واستشرى في أمتي تحكُّم الظالمين ودجل الكذابين.

انسَ آلامك!

استمرار التفكير في آلام مرضك، يزيدك آلاماً، فحاول أن تنسى مرضك ولو فترات، بقراءة ما تستلذُّ قراءته، أو سماع ما تستحسن سماعه، أو رؤية ما تحب رؤيته، أو محادثة من تودُّ محادثته،

وإذا رزقت الأنس بكلام الله، وحلاوة مناجاته؛ كان ذلك من أكبر العوامل على نسيان آلامك، حين تقرأ كتاب الله، أو تخضع بين يديه في صلاتك.

كيف تتصرف في المشكلات

إذا وقعت في مشكلة أو أزمة أو مصيبة، فافرض أسوأ ما يكون منها، فإن وقع ما افترضته لم تفاجأ، وإن لم يقع، رأيت ذلك نعمة ترتاح إليها، وفي كلا الأمرين: تخفيف من قلق نفسك وتعب أعصابك.

نعم المربي

نعم المربِّي الزمان، ونعم المنبّه العدو، وبئس المخدِّرُ المنافق.

فضائلك بين حسادك ومحبيك

خير من ينشر فضائلك حسَّادك الوقحون، وشر من يكشف عيوبك: محبوك المغفلون.

أنفع

نشر رأيك بين الناس في مقال واحد، أنفع لك من مجادلة خصومك المعاندين شهراً كاملاً.

لا تحاول المستحيل..

الحياة صخرة عاتية، وخير لك من محاولة زحزحتها، أن تستفيد من ظلِّها لاتِّقاء حرِّ الشمس، وثورة الأعاصير.

مصاحبة الأحمق

احذر من مصاحبة الأحمق، فيفسد عليك عقلك، وإذا ابتليت بمصاحبته فلا تتعاقل عليه، ولكن امتحن عقلك ساعة بعد ساعة.

اتخذ من المكروه وسيلة

اتّخذ من الفشل سلَّماً للنجاح، ومن الهزيمة طريقاً إلى النصر، ومن المرض فرصة للعابدة، ومن الفقر وسيلة إلى الكفاح، ومن الآلام باباً إلى الخلود، ومن الظلم حافزاً للتحرُّر، ومن القيد باعثاً على الانطلاق.

تفاءل دائماً

تستطيع – إذا أردت – أن تبدِّل الأحسن بالأسوأ؛ إذا لم ترضَ بالأسوأ وعملت لتغييره بروح التفاؤل.

العاقل والأحمق

الفرق بين العاقل والأحمق: أن العاقل ينظر دائماً إلى مدِّ بصره، والأحمق ينظر إلى ما بين قدميه.

فكر في مفاتيحها

إذا وقعت في أزمة مستحكمة، فاجعل فكرك في مفاتيحها لا في قضبانها.

العاجز والحازم

العاجز من يلجأ عند النكبات إلى الشكوى، والحازم من يسرع إلى العمل.

لا تركن إلى الأنين

من تهدَّم عليه البيت، فركن إلى الأنين، مات تحت الركام، ومن أمسك جراحاته بيد، والمعول بيد، إن استطاع، فإن سلمت له حياته عاش كريماً، وإن مات بعد ذلك، مات حميداً.

أنقذ ما يمكن

إذا حال دون نشاطك المعتاد حائل، من مرض أو سجن أو ظرف قاهر، فاستنقذ من نشاطك ما يمكن إنقاذه.

أتقن عملك

عمرك كله: هو اللحظة التي أنت فيها، فأتقن عملك ما استطعت، فقد لا تواتيك فرصة أخرى للعمل.

الاختلاف

في اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء، وفي اختلاف الإخوة فرصة المتربصين، وفي اختلاف أصحاب الحق فرصة للمبطلين.

دنيا المؤمنين

لكل إنسان دنياه الواسعة التي تجول فيها أحلامه ومطامعه تصول، والمؤمنون لهم دنيا واحدة محدودة بالحق الذي آمنوا به.

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي متقدم عنه ولا متأخر

المتمسحون بالحق

قد يستفيد الحق من المتمسِّحين به من ذوي المطامع، فلا ضير على الحق أن يستعين بهم إذا احتاج إليهم، ألا ترى إلى الصدقات، جعل منها سهم للمؤلفة قلوبهم؟

لا تأمن…

لا تأمن من لم تملأ مراقبة الله قلبه، على وطن، ولا على فكرة، ولا على قضية، ولا على مال، فإنك لا تدري متى يميل به الهوى، فيخونك وهو يزعم أنه لك وفيٌّ أمين.

خمسة موتهم كارثة اجتماعية

خمسة يعتبر موتهم كارثة اجتماعية: الحاكم الصالح في قوم فاسدين، والعالم الناصح في قوم جاهلين، والمصلح المخلص في قوم غافلين، والقائد الشجاع في قوم متخاذلين، والحكيم الشيخ في أحداث طائشين.

توضيح المفاهيم

توضيح معالم الحق يجب أن يسبق الدعوة إليه، وإلا كثر المختلفون الذين يدَّعون أنهم يمثلون الحق، أو يدافعون عنه، وأكثرهم مبطلون أو مستغلُّون.

أسوأ..

الاجتماع على الضلال أسوأ من الاختلاف على الهدى، والتعاون على الجريمة شرٌّ من التخاذل عن الحق، ومسايرة الظالمين شر من الجبن عن مقارعتهم، والإيمان المشوب بالكفر أخطر من الكفر الصراح، والحرب مع التخاذل أضرُّ من إلقاء السلاح.

لا خير..

لا خير في حاكم لا يحكمه دينه، ولا في عاقل لا يسيِّره عقله، ولا عالم لا يهديه علمه، ولا قوي لا يستبدُّ به عدله.

أنت أحوج..

أنت أحوج إلى أن تستفيد مما علمت، من أن تعلم ما جهلت.

روح العصر وحماقاته

مقاومة روح العصر حماقة تستحق الرثاء، ومقاومة حماقات العصر حكمة تستحق الثناء، وإن كانت كلتا المقاومتين محكوماً عليها بالفشل غالباً، غير أن البطل الذي يستشهد في ميدان معركة خاسرة، أكرم من الأحمق الذي يموت في مقاومة عاصفة ثائرة.

وفر حظك من الشكوى

إذا اشتكيت إلى إنسان مرضك أو ضائقتك، ثم لم يفعل من أجلك شيئاً، إلا أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلا تشتكِ إليه مرة أخرى، فلو كان أخاً حميماً لأرَّقه ألمك، ولو كان رجلاً شهماً لبادر إلى معونتك، فوفِّر حظَّك من الشكوى لمن كان له حظ من المروءة.

الشكوى

الشكوى إلى غير أخ صادق، أو مواسٍ كريم، مهانة يستغلُّها عدو لئيم أو حاسد زنيم، ولو استطعت ألاَّ تشكو إلا إلى الرحمن الرحيم، كان أعظم لثوابك، وأضمن لمودة أصحابك.

نعم الله

مهما اشتدَّت آلامك، لفوات ما تحب من صحة أو مال أو خير؛ فإن ما بقي لك من نعم الله عليك، رأس مال كبير لمسرَّات لا تنتهي.

أشد الآلام

أشد الآلام على النفس: آلام لا يكتشفها الطبيب، ولا يستطيع أن يتحدث عنها المريض.

لا يوجد

أروني على وجه الأرض إنساناً “سعيداً” لا يكدر صفو سعادته مكدَّر، إلا أن يكون “مجنوناً”.

لا تأتمن..

لا تأتمن على مالك طمَّاعاً، ولا على سرَّك كذاباً، ولا على دينك دجَّالاً، ولا على عقلك مخادعاً، ولا على سلامتك مغامراً، ولا على علمك غبيًّا، ولا على أهدافك ذكيًّا.

شر الفقر

شرُّ أنواع الفقر أربعة: الفقر في الدين، والفقر في العقل، والفقر في الصبر، والفقر في المروءة.

أيها المحزونون

أيها المحزونون: خلق الله الزهور والرياض، وجمال الكون لكم قبل غيركم.

أيها المرضى: خلق الله الشمس والهواء، والماء والغذاء لكم قبل غيركم.

أيها المحرومون: خلق الله أنفع الأغذية وأرخصها، لكم قبل غيركم.

أيها المضطهدون: خلق الله هذه الأرض الواسعة، لكم قبل غيركم.

أيها المظلومون: خلق الله السموات مفتحة الأبواب لدعواتكم قبل غيركم.

أيها المتألمون: خلق الله لكم فيما حولكم ما ينسيكم آلامكم وأحزانكم وعبراتكم.

أيها الحائرون: كل يوم يخلق الله لكم دليلاً عليه، فاستعملوا عقولكم.

أيها الملحدون: في عجزكم عن درء الأذى عن أنفسكم دليل على وجود خالقكم.

أيها الباحثون: في أنفسكم وفيما حولكم دليل حكمته وقدرته، فلا تغمضوا عيونكم.

أيها المؤمنين: في أسرار الوجود التي تتكشف يوماً بعد يوم دليل على صحة عقيدتكم.

جمال الحياة

جمال الحياة، أن ترضى عما أنت فيه، ويرضى العقلاء عما أنت عليه.

الأهواء

أكثر ضلال الناس من أهوائهم، لا من عقولهم.

هذا الكون

هذا الكون العظيم كتاب مطوي، لم يقرأ العلماء إلا كلمات من صفحة غلافه.

الأب وأطفاله

يفرح الأب بنمو أطفاله واكتمال فتوتهم وشبابهم، وما يدري أنهم عند ذلك يستعدون لخوض معركة الحياة بمشكلاتها وآلامها وجراحها، فهل هو فرح يا ترى لأن أعباءهم أوشكت أن تلقى عن عاتقه إلى عواتقهم؟

مناجاة!

يا حبيبي! وحقك لولا يقيني بحبك لعتبت عليك، ولولا علمي برحمتك لشكوتك إليك، ولولا ثقتي بعدلك لاستعديتك عليك، ولولا رؤيتي نعمك لاستبطأت كريم إحسانك، ولكني ألجمت الشك باليقين، والتسخط بالرضى، والتبرم بالصبر، فلك مني يا حبيبي رضا قلبي وإن شكا لساني، وهدوء نفسي وإن بكت عيوني، وإشراق روحي وإن تجهم وجهي، وأمل يقيني وإن يئس جسمي، فلا تؤاخذني بصنيع ما يفنى مني، ولك مما أعود به إليك ما تحب.

مناجاة!

يا حبيبي! ها أنا بعد خمس سنين لم ينفعني علم الأطباء، ولا أفادتني حكمة الحكماء، ولا أجداني عطف الأصدقاء، ولا آذتني شماتة الأعداء، وإنما الذي يفيدني بعد اشتداد المحنة؛ كسوة الرضا منك، وينفعني بعد القعود عنك؛ حسن القدوم عليك، ويخفف عني، جميل الرعاية لمن زرعتهم بيدك، وعجزت بمحنتي عن متابعة العناية بهم، ومن مثلك يا حبيبي في صدق الوفاء وجميل الرعاية، وحسن الخلافة؟ فإن قضيت في أمرك – وهو نافذ فيَّ لا محالة – فهم وأرضهم الطيبة أمانة عندك، يا من لا تضيع عنده الأمانات، ولا يخيب فيه الرجاء، ولا يلتمس من غيره الرحمة والإحسان.

دعاء!

اللهم إنا نسألك السداد في القول، كما نسألك الاستقامة في العمل، ونسألك الرضى منك كما طلبت منا الرضا منك، ونسألك سلامة القلب وإن مرض الجسم، وصحة الروح وإن اعتلت الجوارح، ونشاط النفس وإن عجزت الأعضاء، ونسألك استقامة نسلك بها سبيل الجنة، وهداية نقرع بها أبوابها، وتوفيقاً يسلكنا مع أصحابها، وكرامة تجعلنا مع الذين يحتلون أرفع جنباتها مع نبيِّك محمد صلى الله عليه وسلم وسائر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

#مصطفى_السباعي

Be the first to comment on "تغريدات في العزاء والتسلية هكذا علمتني الحياة"

تعليقك يثري الموضوع