تغريدات عن قيمة الإنسان وصفاء الروح ، هكذا علمتني الحياة

تغريدات عن قيمة الإنسان وصفاء الروح

تغريدات عن قيمة الإنسان وصفاء الروح ، وعن الأوهام في عصر العلم ، وعن الإفراط والتفريط ، من كتاب هكذا علمتني الحياة للدكتور #مصطفى_السباعي رحمه الله ، القسم الثاني والعشرين

رويدك!

ومنتظر موتي ليشفي غيظه رويدك إن الموت أقرب موعد

كلانا سيلقى الله من غير ناصر فيحكم من منا الشقي ومن هدي

أغاطك مني شهرة ومحبة من الناس أولتني قلادة سؤدد!

لعمرك ما ذاك الذي قد أهاب بي إلى دعوة الإصلاح في ظلِّ أحمد

ولكنه الإخلاص والعلم والظما وطول عناء الأمس واليوم والغد

أبى المجد أن يعنو لكل مضلَّلٍ تسيِّره الأهواء خبطاً بفدفد[1]أيها السائرون

فإن تكن الأيام أودت بصحتي وعاقت خطى عزمي بكل مسدِّد

فما كنت خواراً ولا كنت يائساً ولست بثاوٍ في فراشي ومقعدي

سأمشي إلى الغايات مشي مكافح ألوذ بعزِّ الله من كل معتدِ

وأحمي لواء الحق من أن يدوسه طغاة غدواً حرباً على كل مرشد

فمن ساءه عزمي على السير إنني إلى الله ماضٍ فليطل هم حسَّدي

وإنْ يأس أحبابي عليَّ من الردى لطول السرى, فالموت في الحق مسعدي

حاسب نفسك

حاسب نفسك على عيوبك، قبل أن تحاسب الناس على عيوبهم، وكن صادقاً مع نفسك في معرفة عيوبها، فالرائد لا يكذب أهله.

قيمة الإنسان

قيمة الإنسان بأهدافه، ومنزلته بأقرانه، وذوقه باختياره، وثروته بما يملك من قلوب، وقوته بما يحطم من هوى، وانتصاره بما يهزم من رذيلة، وكثرته بمن يثبت معه عند الشدائد.

معرفة الحق

من عرف الحق لذت عنده التضحيات.

صفاء الروح

بين الفضيلة والرذيلة صفاء الروح.

لا تستعجل

لا تستعجل الأمور قبل أوانها، فإنها إن لم تكن لك أتعبت نفسك، وكشفت أطماعك، وإن كانت لك أتتك موفور الكرامة، مرتاح البال.

أقسى الاستعمار

أقسى أنواع الاستعمار: استعمار العادة للإنسان.

الحرية

بدء الحرية أن لا تكون لك عادة تتحكم فيك.

الهزيمة!

كم عظيم هزم الجيوش، وهزمته عادة سيئة.

اللذائذ والأوهام

أكثر لذائذنا من صنع أوهامنا، ولولا ذلك لشقي الإنسان.

العادة

العادة تبدأ سخيفة، ثم تصبح مألوفة، ثم تغدو معبودة.

التقاليد

أكثر التقاليد من صنع أناس كان يرميهم المجتمع بالسخف أو الشذوذ، ثم ما لبث أن خضع لسخفهم وشذوذهم.

رداء الخير والشر

أكثر الناس لا يرون الشر لابساً رداءه، بل مستعيراً رداء الخير، ومن هنا يضلون.

الكرم الخالص

أكثر الناس الذين يستقبلونك في بيوتهم بحفاوة هم بخلاء ولو رأيت منهم بعض مظاهر الكرم؛ إنه كرم إجباري رخيص الثمن، والكرم الخالص: هو أن تشرك معك في مسراتك من استطعت أن تشركهم من المحتاجين؛ ببعض المال أو الطعام أو اللباس أو المواساة.

نحن والحضارة

لقد أفسدت هذه الحضارة أخلاقنا كمسلمين، وطبائعنا كعرب، حيث انمحت في مجتمعنا مظاهر الإيثار والتعاون والتراحم، وإنك لتقرأ عن الماضين وتسمع من المعمرين، من أخلاقنا في ذلك ما تجزم معه بأننا مسخنا خلقاً آخر.

الإفراط

الإفراط في الحزم ظلم، والإفراط في اللين ضعف،

والإفراط في العبادة غلو، والإفراط في اللذة فجور،

والإفراط في الضحك خفة، والإفراط في المزاح سفاهة،

والإفراط في مسايرة النساء فسولة، والإفراط في مخالفتهن لؤم،

والإفراط في الأكل نهم، والإفراط في النوم خمول،

والإفراط في الكرم تبذير، والإفراط في الاقتصاد شح،

والإفراط في الاحتراس وسواس، والإفراط في الاطمئنان غفلة،

والإفراط في الجد يبوسة، والإفراط في الراحة كسل،

والإفراط في العناية بالصحة مرض، والإفراط في إهمال الصحة موت،

والإفراط في محاسبة الناس عداء، والإفراط في التسامح معهم ضياع،

والإفراط في الغيرة جنون، والإفراط في الإغضاء جريمة.

ثواب الجهاد

لا تنتظر جزاءك من أمتك على ما قدمت لها من خدمات، فهي مهما كافأتك، فإنما تكافئك كفرد، وأنت أحسنت إليها كأمة، وانتظر الجزاء بما لا يفنى ممن لا يفنى.

اتهامك أمتك بالجحود دليل على أنك أردت السمعة، ولم ترد وجه الله.

لا يعجبك من الشهرة حلاوة التصفيق؛ فإن معها مرارة التصفير، ولا مدائح المعجبين؛ فإن فيها مناوح (جمع مناحة) الحاسدين.

هل هؤلاء عرب؟

زعموا أنهم عرب قوميون، ثم لم نرهم يقولون كلمة واحدة في ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم: ولادة أو هجرة أو فتحاً، كذبوا! لو كانوا عرباً حقًّا لهزتهم ذكرى باعث العرب، ومخلد مجدهم في التاريخ إلى أبد الآبدين.

الأخيار والأشرار

ترى! لمَ كتب على أكثر الأخيار أن يكونوا بسطاء، وعلى أكثر الأشرار أن يكونوا أذكياء؟

المغرور

عجباً لأمر الذكي المغرور! يرفعه الناس بأيديهم تشجيعاً له فيأبى إلا أن يئد نفسه بيده خرقاً منه!

جحود

لا تندم على أن شجعت من توسمت فيهم الخير، فصنعت منهم رجالاً، ثم جحدوك وحاربوك، فحسبك أنك قاومت في نفسك الأنانية، وحاولت زرع الورد، فما أنبتت التربة السبخة إلا شيحاً وقيصوماً.

اعتدل في التشجيع

اعتدل في تشجيع ذوي المواهب كيلا يقتلهم الغرور، فقلما اتسعت عقول الأذكياء من الفتيان للشهرة المبكرة، والمديح المغالي.

الطموح

الطموح إما أن ينمي المواهب والكفاءات، وإما أن يقتلها.

طموح الأحرار خلود، وطموح العبيد انتحار.

طموح العقلاء بناء، وطموح الحمقى تهديم.

طموح الحكماء زيادة في عقل الإنسانية، وطموح المغامرين السفهاء زيادة في متاعبها.

طموح العبقري المؤمن دفع بعجلة الركب الحضاري نحو الخير والسعادة، وطموح العبقري الفاجر دفع بها نحو الشر والشقاء.

من مراقد إلى مرابع

ترى! أيسوء الموتى أن يحوِّل الأحياء مراقدهم إلى مرابع للجمال، تشيع البهجة والراحة في النفوس التي أرهقتها هموم الحياة وأعباؤها؟ أو إلى مراكز للعلم والثقافة، يشع منها الوعي والنور ؟ (قيلت في مقابر حمص، وحولت إلى حدائق عامة يرتادها جمهور الشعب من الفقراء والعمال، ولي في هذه المقابر آباء وأجداد وأحبة وأصدقاء! )

الإنسان المعطاء

هذا الإنسان الكريم المعطاء الذي صنعته يد الله الكريم، عظيم الجود والعطاء كان في حياته يمنح الأرض بعقله ما يعمرها، وها هو بعد مماته يمنحها بتربته ما يزينها.

بيوت الله

نعم ما يفعلون اليوم! يحيطون بيوت الله بحدائق ذات بهجة ورياض، إن جمال الطبيعة من أعظم نعم الله على الإنسان، فما أجمل أن يكون الجمال الإلهي طريقاً إلى النور الإلهي!.. ( قيلت في الحدائق التي أقيمت حول مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه، في مدينة حمص )

يا أهل حمص!

يا أهل حمص! إن للبطل الخالد فضلاً عليكم حين اختار الثواء عندكم، فلا تقصروا في تمجيد ذكراه، فلولاه لما خلدت مدينتكم! ( لا تلتفت إلى ما يشغب به الحمويون ضد الحمصيين من أنه خالد بن يزيد لا خالد بن الوليد!)

روعة العظمة

يا لروعة العظمة تستمر مشرقة حية عبر الأجيال من غير نصب ولا تمثال! وكذلك علمنا الإسلام أن نجعل عظماءنا قلوباً تنبض، وحياة تتحرك، ونوراً يضيء، لا أحجاراً صامتة ترفع، ولا أموالاً نافعة تهدر.

الحضارات الوثنية

هذه الحضارات الوثنية والمادية، تنفق على العظماء بعد موتهم ما يحتاج إليه الأحياء في حياتهم.

نعطي الموتى ونمنع الأحياء

أليس من عظيم المفارقات في بلادنا، أن نعطي الموتى ما نمنعه عن الأحياء، وأن نكرم الماضين ونهين المعاصرين، وأن نمجد شخصاً ونحتقر شعباً؟!

العظماء الخرس!

الأمة التي لا تذكر عظماءها إلا حين تراهم خرساً لا يتكلمون، هي أمة بليدة الشعور، قليلة الوفاء، سريعة النسيان.

أيها المقلدون!

أيها المقلدون: إن خالد بن الوليد حي في نفوس رجالنا ونسائنا وأطفالنا، أكثر من حياة كل عظماء الأرض، في نفوس الأمم التي أقامت لهم النصب والتماثيل!!

هل من الاشتراكية؟

أيها الاشتراكيون المتحمسون لإقامة النصب والتماثيل: هل من الاشتراكية أن تهدر الأموال الطائلة في أبنية وتماثيل لتخليد عظماء، هم خالدون في أنفسنا، بدلاً من أن تكون هذه الأموال غذاء لجائع، وكساء لعار، وبيتاً لمشرد، وعلماً لجاهل، وقوة لضعيف؟ إن الاشتراكية قبل الدين تردعكم عن هذا لو كنتم لمعنى الاشتراكية فاهمين، وبها حقًّا مؤمنين!

هكذا يفعل التقليد

على قبر أتاتورك أنفقوا ثلاثين مليون دولار، مما يشحذون من دول الاستعمار، وشعب تركيا جائع متخلف عن ركب الحياة! هكذا يفعل حب التقليد بالضعفاء الأغبياء، يفقدهم تفكيرهم قبل أن يفقدهم قوتهم، ويوردهم البوار قبل أن يوردهم النار!

نريد سلاحاً لا زينة

العاقل الحازم من إذا علم أن له عدوًّا يتربص به في الطريق، اشترى بما معه سلاحاً يدفع عنه الخطر، لا زينة يتزين بها في المجالس، وأمتنا اليوم في حاجة إلى أسلحة مادية ومعنوية تنفق فيها أموالها، أكثر من حاجتها إلى تماثيل تزين بها مدنها.

أوسمة العظمة

من يعطي أوسمة العظمة، وألقاب الخلود؟ هل التاريخ الصادق، أم الدعاية الكاذبة؟ وهل الجماهير المخلصة، أم الأفراد المتعصبون؟

زهرات حول تمثال

حطت نحلة على زهرات غرست حول تمثال عظيم، فجنت منه عسلاً شربه بعض المرضى فشفي، فقالت النحلة: ليت لي بدل كل تمثال زهرة، وقال المريض: ليتهم يحيون ذكرى العظماء بزهور يغرسونها كل عام!

الأوهام في عصر العلم

حوَّم طائر معمر في السماء – كان قد أفلت من سفينة نوح ولم يدركه الموت بعد – ثم طاف حتى لف أجواء الأرض كلها،

فلما عاد إلى عشه، سأله طائر حدث كان يحاوره:

كيف رأيت الأرض بين الأمس واليوم؟

قال الطائر المعمر: لقد تبدلت الأرض غير الأرض في عمرانها وحضارتها، ولكنها لا تزال كما كانت في أوهامها وخرافاتها،

قال الطائر الحدث: وكيف ذلك؟

قال الطائر المعمر: لم يكن على الأرض في عهدنا أيام نوح إلا بضعة أصنام تعبد من دون الله، وكان الناس يومئذ بدائيين جاهليين،

ولكني وجدت الأرض اليوم بعد عهد الإنسان بآلاف السنين من العلم والحضارة تغص بملايين التماثيل،

ما بين أصنام تُعبد، وما بين أنصاب تُمجد، وكانت الأصنام والأنصاب في عهدنا تراباً وأخشاباً وأحجاراً، فأصبحت اليوم معادن ومبادئ ورجالاً،

ويخيل إليَّ أن الإنسان في عصر العلم ألبس أوهامه الجاهلية ثياباً علمية،

ويخيل إليَّ أيها الطائر الفتى أن أوهام الإنسان كثيراً ما تغلب على علمه وتوجه عقله!

فقد أعانك…

إذا أصابك بسوء فملأ نفسك صبراً، وقلبك رضاً، وأطلق لسانك حمداً، وغمر روحك إشراقاً وطمأنينة، فقد أعانك.

أمور نسبية

ما تشكوه من بلائه لك، قد يراه غيرك رحمة منه له.

الزواج المبكر

الزواج المبكر متعب في بدايته، مريح في عاقبته.

لا تؤخر الزواج

لا تؤخر الزواج لقلة ذات يدك، أنت لست الذي ترزق زوجك وأولادك، إنما يرزقهم من يرزق الطير في السماء والسمك في الماء.

[1] الفدفد: الصحراء الواسعة.

Be the first to comment on "تغريدات عن قيمة الإنسان وصفاء الروح ، هكذا علمتني الحياة"

تعليقك يثري الموضوع