تصويبات للفيسبوكيين بقلم أزهر اللويزي ، تصويبات والإرشادات من مُحبٍّ ناصح عطوف ، فإن عُمل بها ربحنا جميعاً استعمال الفيس بوك على أفضل وجه وأتمّ طريقة
تصويبات للفيسبوكيين
أزهر اللويزي
لم يعد فضاء الفيس بوك الواسع الرحيب الذي يضم مليارات المستخدمين مجرد موقع إفتراضي فحسب ، بل أصبح أشبه بالملتقى الكبير الذي يجمع الأعداد الضخمة الهائلة المتزايدة على شبكته السحرية .
وقد أثارت حفيظتي وحنقي عشرة أشياء يقع فيها بعض روّاده ومستخدميه ، يلزمهم التصويب واتيكيت (قواعد) التعامل الحسن اللائق فيما بينهم ، من خلال تصويبات وإرشادات تنفعهم ، أزعم أنها تجعل استخدام الفيس بوك مثالي وايجابي ونموذجي ، وكما قال الشاعر أبو الأسود الدؤلي المُلقّب ملك النحو :
فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيكَ نُصحَهُ
وَما كُلُّ مؤتٍ نَصحَهُ بِلبيبِ
وَلَكِن إِذا ما استَجمَعا عِندَ واحِدٍ
فَحقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ
1- الصورة الشخصية :
إختر صورتك الشخصية على الفيس بوك بعناية ، فنحن نعيش في زمن ثقافة الصورة ،
ويجب أن تعكس واقعك الحقيقي ، فلا تظهر ترتدي عباءة وأنت لم تلبسها يوماً في حياتك إلا في تلك الصورة ،
والأمر ذاته ينطبق على البدلة العسكرية وربطة العنق والشّماغ والحجاب .
2- لا تكن خبراً عاجلاً :
لا ترهق متابعيك بسيل جارف من المنشورات اليومية التي تذكر فيها أدقَّ تفاصيلك ، بدءاً من حياتك الشخصية وأسرارها إلى شيش الكباب وفنجان الشاي وشيشية الأركيلة .
هذه المنشورات المزعجة والمُملّة ستجعل متابعيك ينفرون منك ، وقد يقوموا بإلغاء المتابعة ، وساذج من جعل نفسه كتاباً مفتوحاً يقرأه الجميع !
3- لا تتسوّل اللايكات :
دع الناس هي من تُقبل عليك وليس العكس ، فلا ترخّص نفسك ، أنت لست مجموعة لايكات أو عدد المتابعين ، أنت أكبر من ذلك بكثير ، وإن كانت مُغرية ويلهث خلفها الكثير .
إعلم أخي الحبيب أن عدد المتابعين واللايكات وسيلة وليس غاية ، أما جماعة التسوّل فالأمر مختلف معهم ،
وذلك لأنّهم وعيهم وادراكهم محدود ، ويطربون للمسة اللايك وشخطة التعليق ،
ولو كانت تتمثّل بملصقات الدببة والقطط وباقات الورد ، هذا مستواهم وقيمتهم !
مُهان من يتسوّل اللايكات على حساب كرامته !
4- لا تنشر صور البنات :
من المعيب جداً أن تنشر صور البنات وتتسبّب في إعادة تداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي ،
وهو أمر مرفوض دينياً وأخلاقياً واجتماعياً ، وربما تدول عليك الأيام فتجد صورة أختك أو ابنتك أو زوجتك من ضحايا النشر ، فلات ولات مندمِ .
وهؤلاء يسيئون لأنفسهم اولاً ولمجتمعهم ثانياً وآثمٌ من يفعل ذلك .
5- النّبذة التعريفية :
من حقّك أن تلمّع صورة نفسك وتجمّلها ، ولكن من غير كذب أو خداع أو تضليل .
لا تكتب نبذة تعريفية خاطئة ومغلوطة ومزورة عنك ،
وأغلب ذلك يكون في الشهادة والسكن والعمر والحالة الزوجية ، فكم هو مخجل أن ترى هذه الأشياء التي لا تخفى على بني جلدتك ؟
وبإمكانك يا صديقي إخفاء ما ترغب بإخفاءه ولا حرج في ذلك ،
وتتجنّب أشياء لا ترغب لأحد الإطلاع عليها .
خائب من كذب وهو يعلم أنّ الذي أمامه يعلم كذبه !
6- دافع عن حقك :
لا تسمح لأي شخص أن يسرق تعبك (كتاباتك ، فيديوهاتك) دون إذن منك ،
واجعل جهدك وتعبك غالياً ونفيساً ، ودافع عنه ببسالة وحماسة ، ومن تقاعس وتهيّب يعيش مُستباح الحقوق .
7- ابتعد عن السُّباب وتبادل الشتائم :
كلما زاد وعي الإنسان ترفّع عن السفاسف والدخول في المهاترات ، وأفضل طريقة للرد عليها الإنجاز ومواصلة التفوّق .
فالصقر لمّا تهاجمه الغربان ، يرتفع بأخلاقه عالياً لأنها ليست كُفئاً له ، فيستقر على ققم الجبال ، بينما تهبط هي إلى القاع مخذولة مهزومة .
خائب من استنزف حياته في السُّباب والشتائم ، ويظن أنّه منتصر والحقيقة عكس ذلك ، فالحياة أثمن من أن نقضيها في مهاترات وشتائم لا طائل منها !
8- الأسماء المستعارة :
لا يمكن للثعلب يوماً أن يكون أسداً ، كما لا يمكن للعنز أن تكون ظبية !
لا تظهر شجاعتك ولسانك السليط على الناس تحت قناع الإسم المستعار وخلف شاشة الهاتف أو الكومبيوتر ،
فالكثير من الناس يختبئون تحت ذلك ويمارسون أفعالهم القبيحة الرديئة ، كالتطاول على الناس والتحرّش والنصب والإبتزاز .
خوّار من ظنّ إسمه المستعار يشعره بالرجولة والإرتياح !
9- لا تنخدع بالسّراب :
يُصدّق الكثير من الأغبياء والسُّذّج في عالم الفيس بوك الإشاعات والأكاذيب الرائجة دون تمحيص وتعقّل ،
بل يصل الأمر لدى البعض منهم القيام بمشاركتها من أجل حيازة السبق الإعلامي ،
فيكون أول ضحاياها ، فيخسر بدلاً من أن يربح ، ويكذب بدلاً من أن يصدق .
نحن أمة نزلت عليها سورة البيّنة ، فحريُّ بنا التثبّت والتأكّد ،
وأن لا نسقط في مستنقع نشر الشائعات والأراجيف ، وعلينا الإلتزام بالتحرّي من صحة أي خبر قبل نشره .
مُخطئ من وجد في الوهم بديلاً عن الواقع ، وفي السّراب بديلاً عن الماء ، وصدّق كل ما يُقال !
10- كن أميناً في النقل :
القليل من الأشخاص كتّاب ، والأغلبية الساحقة هي من جماعة كوبي بيست (قص ولصق) ،
فإذا كنت من القليل أذكر اسمك في كل موضوع تكتبه وتنشره ، واجعله علامة كالماركة المسجّلة .
أمّا إذا كنت من الأغلبية الساحقة الناقلة ، فانسب القول لقائله ،
فهي أمانة ثقلية حملها الإنسان راغباً مختاراً ، وإيّاك أن تسرق جهدك غيرك فتجور ،
وخاطئ من إستهان بأمانة عجزت عنها السماوات والأرض والجبال ، فحملها على ظهره بإستخاف !
هذه التصويبات والإرشادات من مُحبٍّ ناصح عطوف ،
فإن عُمل بها ربحنا جميعاً استعمال الفيس بوك على أفضل وجه وأتمّ طريقة ،
وإن كانت الأخرى فعزائي قوله تعالى : ” لست عليهم بمُصيطر ” . الغاشية_22
أزهر اللويزي
Be the first to comment on "تصويبات للفيسبوكيين"