الوقت الابداعي مقال يتناول تحفيز الأفراد وحسن استثمار الوقت،
وتهيئة الأجواء لرفع مستوى القيادة لتحقيق قوة التفكير الإبداعية للوصول إلى رؤية المنظمة
المقال في 576 كلمة و 18 فقرة ، يستغرق دقيقتان و خمس ثوان للقراءة الصامتة . و 3 دقائق و 12 ثانية للمسموعة
الوقت الابداعي .
ويقصد بـ الوقت الإبداعي ؛ ذلك الذي يخصص لعملية التفكير والتحليل والتخطيط المستقبلي،
أو ذلك الذي يصرف في تحسين وضع الأداء وتطوير الإنجاز،
أو ذلك الذي نحقق منه مرابح أفضل.. وليس بالضرورة أن يكون الإنجاز فورياً،
لأن الوقت الذي يصرف لأجل ضمان المكاسب في المستقبل، كحل أزمات أو تقويم ارتباطات أو تكوين روابط وعلاقات، هو أيضاً يدخل تحت مسمى الوقت الابداعي .
والملحوظ أن أفضل الإنجازات الإدارية تتحقق في هذا الوقت الإبداعي ، كما أن المدراء الناجحين يحققون أفضل نجاحاتهم فيه،
خصوصاً إذا أعطوا الوقت الكافي لكل عمل أو فكرة أو مشروع..
ففي دراسة أجراها (129) عالماً بمركز القيادة الإبداعية في جامعة برانديز، تبين فيها أن أكثر معوقات الإبداع تعود لعدم توفر الوقت،
أي إن الوقت غير كاف لهذا الإبداع، أو إن عبء العمل كثيف جداً، فقد قال أحد المشاركين في الدراسة:
(عندما ترزح تحت عبء مشكلة ما، ويطلب منك إيجاد شيء جديد في وقت قصير، فإنك تبدأ بالبحث عما أنجز من قبل،
والحقيقة أن الأمور الجديدة لا تأتي تحت الضغط) .
إذن ينبغي إعطاء الوقت الكافي لكل ما نريد تحقيقه حتى نضمن النجاح الباهر فيه.
إن أجمل ما في التفكير المبدع هو أنه يعبر عن قوة الرؤية المستقبلية،
ويعطي أصحابه ملكة جيدة على التنبؤ بالقادم،
أو القدرة الذهنية والفكرية على إيجاد الترابط والاتصال بين أجزاء الأعمال والخطط المختلفة.
وتتمثل هذه الملكة بموهبة رؤية الذات بشكل منطقي ومتوازن ثم رؤية الغير كذلك.. بلا إفراط أو تفريط ولا غرور أو تهاون.
المواهب والقدرات الإبداعية
إن الدراسات المطبقة في التطوير الذاتي تعترف بالملكات والمواهب والقدرات الإبداعية لدى الأفراد بشكل أحادي أو جماعي،
لأنها في مجموعها تشكل جوهر القيادة الذاتية الخلاّقة التي تتكون من ملكات أو قدرات أربع هي:
1- رؤية الذات رؤية تحليلية قويمة تشخص أمراضها وتضع معالجاتها وتتعرف على نقاط قوتها ومكامن ضعفها.”
2- الضمير النزيه،
ويمثل جوهر الالتزام بالقيم الإنسانية ومكارم الأخلاق والجوانب النبيلة التي تبني شخصيات الناجحين في الحياة والمجتمع.
3- الإرادة المستقلة، وتمثل قوة العزم والتصميم والحسم في التنفيذ بلا ميوعة أو تردد أو تهاون،
وهي أكبر قدرة يمتلكها كل إنسان لدى مصارعة الحياة للحصول على ما يريد.
4- الخيال المبدع؛
وتمثله قوة العقل المتمثلة بدورها في التفكير الإيجابي والتأثير النفسي على اكتشاف مناطق الفراغ وملئها بالفكرة أو الخطة أو الإنجاز المناسب.
التسامح تجاه الفشل
ومن ذلك تأتي الأجواء التسامحية التي تبديها الإدارة في زمن الإخفاق لتساعد على المزيد من الموفقية والنجاح؛
من هنا يرى العديد من مدراء الشركات والمؤسسات الابتكارية أن وضع علامة واحدة للفشل يمكن أن تصم بها الأفراد حينما يفشلون في تجربة أو مشوار أو تحسبها عليهم نقصاً يمكن أن يذكروا به أو يؤاخذوا عليه،
يجعل الأفراد يترددون في السعي والبحث لاكتشاف الفرص الأفضل وبذل المزيد لأجل التطوير والخلاقية.
إن الكثير من الأفراد يكونون مبدعين إذا وجدوا أجواء مشجعة لذلك،
وهذا لا يتم إلا إذا كانت الأجواء تسامحية والميدان مفتوحاً للتنافس الحر، أما الأجواء المغلقة أو الصدور الضيّقة والحساسة تجاه الخطأ أو الفشل،
فإنها لا تجيد أن تصنع من أفرادها عناصر مبدعة وخلاّقة،
لأن القليل من الأفراد يعملون بروح الفاتح العظيم لما تتطلبها هذه الروح من نبوغ وشدة بأس وقوة وتصميم وإرادة وصدر رحب لتحمل الأعباء ومواجهة المشاكل والانتكاسات،
والقليل من الأفراد يتحلون بهذه الدرجة من الصبر والمثالية.
لذا ينبغي أن نؤمن بأن جميع الأفراد مبدعون إذا وجدوا أجواء لذلك والعكس صحيح،
على أي حال فإن الملكات الإبداعية تنمو إذا وجدت التربة والمناخ الصالحين وتموت في غيرهما..
كما أن تعاضد هذه العناصر والملكات وانسجامها يكوّن الشخصية القيادية للفرد المبدع،
سواء كان إبداعه على مستوى الفكر والتخطيط، أو على مستوى العمل والإنجاز، أو على مستوى السلطة الروحية وقدرة النفوذ والتأثير.
فإذا اجتمعت هذه طرّاً في مؤسسة أو جماعة، فإنها كفيلة بتسليمها زمام الإبداع وزمام القيادة معاً مما يجعلها في قمة الحياة لا في سفوحها
Be the first to comment on "الوقت الابداعي : سلسلة الإبداع في مقالات (1)"