في الصميم…السنوار على خطى الرنتيسي المقدام
بقلم عبدالعزيز القطراوي
بداية قد يسيء البعض الظن فيعتقد أن هذا المقال بابا من أبواب التسحيج والتطبيل لكن الذي يغفل عنه الكثيرون أن هذا القلم الذي يخط هذه الكلمات ليس من طبعه المداهنة ولا التزلف ولا التصنع فهو يكتب ويعي مايكتب..
لازلت أذكر ذلك المشهد المهيب الذي استقبلت بها الجماهير المحتشدة في مهرجان أقامه مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بغزة للدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتسي رحمه الله تعالى….
اليوم يتكرر المشهد في الاستقبال الحاشد لقائد حماس بغزة يحيي السنوار…..من قبل العوائل …الشباب والشيوخ الأطفال والنساء …..
ترى ما السر وراء ذلك؟* على الرغم من الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع نتيجة الحصار المطبق وعلى الرغم كذلك من الكثير من الملاحظات على إدارة حماس للشأن العام ،إلا أن الاستقبال كان ملفتا؟
السنوار بما قدمه من تضحيات تمثلت في مشواره الجهادي وسنوات أسره الخمس والعشرين كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال … *ماهو المختلف عند القائد السنوار؟*
لقد ثبت السنوار لقطاعات واسعة من شعبنا الرهان على قيادة المقاومة أنها كانت وما زالت الحصن الحصين والدرع المتين لشعبنا.
*بصراحة نسمع انتقادات للحركة ولقيادات بعينهامن شرائح واسعة من شعبنا وحتى من أبناء الحركة ومن الخصوم لكن عند القائد أبوابراهيم السنوار تقف الألسن ويرفع حتى الخصوم القبعة العسكرية احتراما وتقديرا لهذا القائد،أتعلمون لماذا*؟ *لأنه باختصار بسلوكه بعد تقلد منصبه كقائد للحركة بقي كما عرفه شعبنا الأسير المحرر* … *يشعر الناس أن هذا الرجل منهم صادقا في أقواله يعيش كما يعيش عامة الناس، *لقد اقتنع الناس بهذا القائد الذي لم يتغير جلده ولم يبيع للناس الوهم ولم تغيره المناصب ولم تغريه القوة ليتجبر على الناس* ….
*ولم يستغل المال العام في صناعة الأتباع والأزلام*…. *ولم يضيع المال هنا وهناك كهبات يعطيها لمن يشاء حتى يصنع لنفسه مقعدا بين القيادات* … *هذا الرجل الذي لم يستمت ليكون قائدا فلم يصنع لنفسه مجدا وهميا ليزيدالمريدين والمحبين….*
*هذا الرجل الذي ينظر في المظالم التي ترفع إليه ويحاسب المخطىء ويرد الحقوق لأهلها….*
*إن سلوك أبوابراهيم في منصبه أقنع الناس فلم نسمع حديثا عن انتفاع من منصب وغنى فاحش من وراء موقعه.*
لقد ذكر السنوار الناس بالرعيل الأول …بأسد فلسطين الدكتور الرنتيسي الذي كان كذلك مقنعا للناس ولجماهير ومحبي المقاومة..
*لقد سار السنوار على خطى الرنتيسي المقدام في تواضعه ودماثة خلقه وجهاده وأصالته وسمته وحضوره الشعبي وزهده وصدقه وإخلاصه لفكره ودعوته فكان للسنوار هذا الزخم الشعبي والحاضنة الشعبية والجماهيرية.*
*بالطبع السنوار ليس ملكا ولا نبيا ولا معصوما فهو بالتأكيد بشر يصيب ويخطىء لكن هذا لايمنع إنصاف هذا الرجل وهو يستحق أن نقول ما فيه وهو بإذن الله عزوجل وبمعيته يكن عند حسن ظن شعبه وحركته.*
اليوم وبعد مرور عامان أو يزيد على انتخابه قائدا للحركة في غزة هو *بذلك يرد على بعض المرجفين الذين شاعوا بين الأنصار والمحبين مقولة أن الأسرى المحررين بحاجة لإعادة تأهيل وهم غير مأهلين للقيادة حيث تنقصهم الخبرة والإدارة* … *اليوم خاب هؤلاء وخاب ظنهم فالعدو قبل الصديق يشهد لقيادة المقاومة حسن إدارتها للصراع مع العدو الصهيوني فهي ليست قيادة رعناء بل قيادة راشدة تتعامل بالنفس الطويل وبعد النظر* … *تصعد تارة وتهدىء وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية بمايحافظ على مقدرات المقاومة ويراكم قوتها استعدادا لمعركة التحرير بإذن الله عزوجل*.
*إن الحاضنة الكبيرة التي يتمتع بها السنوار وقيادة المقاومة هي بالتأكيد نتيجة حتمية لاحتضان الناس للمقاومة وفكرها ونهجها وإدارتها للصراع مع العدو الصهيوني…*
اليوم في ظل هذا الزخم الشعبي المحتضن للمقاومة وقيادتها وعلى رأسها السنوار *فإن ذلك يثقل المسؤولية على عاتق قيادة المقاومة وعلى رأسها السنوار أن يكونوا عند حسن ظن شعبهم وأمتهم بهم وأن يقوموا اعواج البعض وأن يحاسبوا كل من أساء للحركة واستغل موقعه ومنصبه وكل من ثبت على الفساد بمفهومه الواسع لا بمفهومه الضيق فليس الفاسد من سرق مالا، لا بل من استغل منصبه فاسد ومن ضيع الأموال فاسد ومن مارس الواسطة والمحسوبية فاسد ومن وظف محبيه دون وجه حق فاسد. إن المطلوب من قيادة المقاومةأكثر من ذلك فشعبنا شعب ابي يستحق ذلك وهذا أهم ما يقوي الحاضنة الشعبية لا بل يزيدها*…..حفظ الله المجاهدين وسدد على طريق الحق خطاهم.
عبدالعزيز القطراوي