عند أول وعكة صحية ستصيبك ، و عند أول إنكسار سيحيط بك ، ستدرك خلالها إدراكا مطلقا لا ريب فيه ، أن لا شيئ في هاته الحياة يستحق أن تقف نادما عليه ، يائسا لعدم حصولك عليه ، حزينا لأنك حاولت الإمساك به فاستعصى ، أكان منصبا ، شخصا ، مالا….أو أي أمر من أمور الدنيا .
حينها و فقط، ستلقي نظرة عميقة على نفسك ، نظرة مليئة بالحب و الخوف أيضا ، عليها لا منها ، نظرة ترجو بها الصمود ، و الثباث ، نظرة تطلب منها السماح و الغفران ،
لأنك لطلما أجبرتها على أشياء لم تكن لصالحها ,
كبحت جماحها في مواقف كانت تدعي الكلام و الدفاع عنها ، لكنك سكت ! سكت ، لإبقاء الود ،
أضمرت كل خيبة في نفسك فتفاقمت حتى أوقعت بك، فتراك الآن ضعيفا أمام نفسك ، خجولا منها ، مشفقا عليها ،
و لا تتمنى لها شيئا سوى الشفاء ، الشفاء من كل قسوة ، ألم ، خذلان، مرض !
ستعدها ان استجابت لمطلبك ، الحب ، و الفرح و السعادة ،
ستفرش لها طريقا مليئا بالورد ، سترسم على شفتيها الإبتسامة، ستحفظها كأثمن أشياءك ،
ستخبرها انك ستكون لها السند ، و ان حدث و خُيٌرت بينها و بين أمر ما ،
ستكون هي خيارك الأول و سترجح انه كان صائبا .
ستوفر لها السلام ، السلام الداخلي الذي لا ارتباط لكائن به ، سلام دون مدد من أحد …
ربما ستتشابه الأنانية هنا بالسعادة ، لدرجة أنك لن تعد تفرق بينهما . لا يهم ،
حينها ستكون مقتنع كل الإقتناع أن كل الوقت و الجهد اللذي أضعته من أجل إرضاء الآخرين لو إستثمرته من أجل نفسك لكان أفضل بكثيير .
لحظات الضعف هي نفسها ، تلك اللحظات التي تجعلنا نقوى ، نكبر ، نتحدى ، نتعلم و لا ننهار .
استغل نصيبك من الوحدة في كل مرة تحس أنك لست بخير ، في جلسة تصالح مع الذات ، هادئ البال ، معتدل المزاج ،
حدثها عن بارئها ، عن كونه أكبر ، أكبر من هذه البعثرة و أكبر من هذا الشتات ،
ذكرها بما لها و ما عليها ، إقض هذا الوقت ، في تلميم جروحك و مداواتها، قبل ان تخرج لتواجه العالم و الناس ، بنفس جديد و شخصية أقوى و كيان عال، حيث لا خنوع و لا استسلام .
فلا نفسك تخون و لا الله يرحل .
-فاطمة الزهراء