وقفات مع القاعدة القرآنية ( فاتقوا الله ما استطعتم)

وقفات مع القاعدة القرآنية( فاتقوا الله ما استطعتم )وقفات مع القاعدة القرآنية( فاتقوا الله ما استطعتم ) مقال للكاتب يزن الغانم أبو قتيبة

وقفات مع القاعدة القرآنية( فاتقوا الله ما استطعتم ) مقال للكاتب يزن الغانم أبو قتيبة ، ماذا يجب على أن العبد إذا قدر على بعض المأمور، وعجز عن بعضه

وقفات مع القاعدة القرآنية ( فاتقوا الله ما استطعتم)

بقلم يزن الغانم

المقدمة : بسم الله والحمد لله، وبعد،
إن الإسلام دين يسر لا دين عسر، والتكاليف فيه على قدر الاستطاعة،وهذا من يسر الإسلام وسماحته ومرونته وكماله وصلاحه لكل زمان ومكان.

القاعدة :
قال تعالى:{فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ
..}[سورة التغابن ١٦].

الوقفة الأولى :

في دلالة الآية، على رحمة الله تعالى بعباده ،وأنه الرؤوف الرحيم.
قال تعالى:{مَا یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیَجۡعَلَ عَلَیۡكُم مِّنۡ حَرَجࣲ وَلَـٰكِن یُرِیدُ لِیُطَهِّرَكُمۡ وَلِیُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَیۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ}
[سورة المائدة ٦].

الوقفة الثانية :

في دلالة الآية،على يسر الإسلام وسماحته.
قال تعالى: {یُرِیدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ…}
[سورة البقرة ١٨٥].

الوقفة الثالثة :

في عموم الآية،فيدخل تحتها من الفروع، ما لا يدخل تحت الحصر من أمور الدين،فالله الحمد والمنة.

الوقفة الرابعة:

في دلالة الآية،على أن كل ما يعجز عنه العبد، فإنه يسقط عنه.

الوقفة الخامسة :

في دلالة الآية ،على أن العبد إذا قدر على بعض المأمور، وعجز عن بعضه، فإنه يأتي بما يقدر عليه، ويسقط عنه ما يعجز عنه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) رواه البخاري ومسلم.

الوقفة السادسة :

في دلالة الآية،على عدم التساهل والتفريط في تقوى الله ،وأن العبد يأتي بالأمر والنهي حسب وسعه من غير تفريط ولا تشديد.

الوقفة السابعة :

دلالة الآية، على أن العبد إذا أتى بما يقدر عليه فإنه بريئ الذمة والتبعة، ولا إثم ولا حرج عليه.
قال تعالى:{وَمَا جَعَلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلدِّینِ مِنۡ حَرَجࣲۚ…}
[سورة الحج ٧٨].

أخيرا، تطبيقات وأمثلة على القاعدة :

  • في الصلاة،فعن عمران بن حُصين رضي الله عنهما قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ))؛ رواه البخاري.

-في الصوم،قال تعالى،{شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡیَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِیضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَیَّامٍ أُخَرَۗ یُرِیدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ}
[سورة البقرة ١٨٥].

في الحج،{ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَیۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَیۡهِ سَبِیلࣰاۚ…}[سورة آل عمران ٩٧].

  • في نفقة المال ،قال تعالى{لِیُنفِقۡ ذُو سَعَةࣲ مِّن سَعَتِهِۦۖ وَمَن قُدِرَ عَلَیۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡیُنفِقۡ مِمَّاۤ آتَاهُ ٱللَّهُۚ لَا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَاۤ آتَاهَا سَیَجۡعَلُ ٱللَّهُ بَعۡدَ عُسۡرࣲ یُسۡرࣰا}
    [سورة الطلاق ٧].
    أي لينفق كل حسب غناه.

هذا والحمد لله،وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتبه يزن الغانم أبو قتيبة

About the Author

يزن الغانم
يزن الغانم أبو قتيبة باحث شرعي

Be the first to comment on "وقفات مع القاعدة القرآنية ( فاتقوا الله ما استطعتم)"

تعليقك يثري الموضوع