مصادر الفكر التربوي عند النصارى زمن العهد النبوي. من بحث مصادر ومؤسسات التربية لدى أهل الكتاب زمن العصر النبوي د. احمد حسن لبابنه ود. عصام حمد عبابنه
مصادر الفكر التربوي عند النصارى زمن العهد النبوي
1. الإنجيل: يعتبر الإنجيل الكتاب السماوي الذي أنزله الله تعالى على سيدنا عيسى عليه السلام ليهدي الناس ويرشدهم إلى طريق الحق.
فمن الناس من آمن به ومنهم من كفر به وضل عن السبيل.
وتعتبر رسالة سيدنا عيسى عليه السلام رسالة عالمية لجميع البشر، على خلاف رسالة اليهودية التي حبست نفسها في بني إسرائيل، لذلك نلحظ انتشار المسيحية في زمن الرسول عليه السلام أكثر من انتشار اليهودية، فكانت النصرانية هي الديانة الرسمية لمعظم الحضارات في ذلك الوقت.
إن وجود النصرانية داخل الجزيرة العربية يعني وجود مجتمع مسيحي، له ديانته وتربيته وثقافته الخاصة به، وله طقوسه الدينية وشعائره التي تتميز عن غيره، وقد ذكرت لنا كتب السيرة النبوية وكتب التاريخ عن هذا المجتمع.
فذكرت لنا تلك المصادر عن ورقة بن نوفل، والراهب بحيرا وعدّاس.
وكان هؤلاء الرهبان موجودون زمن النبي عليه السلام.
وكان هناك رقيق من النصارى يقرأون ويفسرون للناس ما جاء في الإنجيل.(علي، 1970)
يشير البعض إلى أن ذكر الإنجيل في العصر الجاهلي لم يرد إلا في الشعر المنسوب إلى عدي بن زيد العادي وفيه يقول: وأوتينا الملك والإنجيل نقرؤه نشفي بحكمته أحلافنا عللا
غير أن هذا لا يشير إلى عدم معرفة الجاهليين به، والدليل على ذلك ذكر القرآن الكريم له، وأصل كلمة الإنجيل – كما يقول جواد علي- من اليونانية، وقد وقف العرب عليها من السريانية أومن الحبشة.(علي،1970)
وتشير بعض الروايات المستشرقة إلى إمكانية ترجمة الكتاب المقدس إلى العربية قبل الإسلام.
وقد استندوا في ذلك إلى خبر ذكر ( ابن العبري) مفاده أن البطريق – البطرك – (يوحنا) كان قد ترجم الكتاب المقدس إلى أمير عربي اسمه ( عمر وبن سعد )
وذلك بين سنتي ( 631- 640) للميلاد (علي، 1970).
ويذكر بعض المؤرخين أنه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هناك إنجيل شائعا بين الناس يعرف بإنجيل السبعين، على لسان الرسول بلامس.(الحمد،2003) ويقول عنه أبو الريحان البيروني” إلا أن النصارى لم تعترف به، وكذلك الإسلام، والانتحال فيه واضح”.(البيروني،1923)
لقد ذكر القرآن الكريم مصطلح الإنجيل في (12) موضعاً ومن هذه المواضع: سورة آل عمران الآيات(3، 48، 65)، وسورة المائدة الآيات (46، 47، 66، 68، 110)، وسورة الأعراف آية(157)، وسورة التوبة آية(111)، وسورة الفتح آية(29)، وسورة الحديد آية (27).
ومنها قول الله تعالى: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3} (سورة آل عمران،3)
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {48} (سورة آل عمران،48)
قال الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {68} (سورة المائدة،68)
وفي صحيح مسلم إشارة إلى الإنجيل عن ورقة بن نوفل ” كان يكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء أن يكتب”(النيسابوري،2001)
إن وجود الرهبان زمن رسول الله كورقة بن نوفل – صاحب القصة المشهورة مع خديجة بنت خويلد – والراهب بحيرا وعدّاس،
ورجوع العرب إلى الرهبان لسؤالهم عن الكثير من الأخبار دليل على وجود الإنجيل كمصدر تربوي وديني لتعليم أبنائهم وتدريسهم، وخاصة أن الديانة النصرانية هي ديانة تبشيرية تؤمن بالتبشير لذا كان تدريس الإنجيل لأتباعها أمرا لازم وضروري.
2. المصاحف: وردت هذه الكلمة في شعر امرؤ القيس وهي تشير إلى أسفار النصارى وفيه يقول:أتت حجج بعدي عليه فأصبحت كخط زبور في مصاحف رهبان (علي،1970)
والكلمة على رأي بعض علماء الساميات والنصرانيات من أصل حبشي، ومفردها مصحف وصحف بمعنى كتب. وقد وردت لفظة( صحيفة ) في بيت ينسب إلى ( لقيط الإيادي ) وفيه يقول: كتاب في الصحيفة من لقيط إلى من بالجزيرة من إياد (شيخو، 1989)
كما وردت لفظة المصاحف في سيرة ابن هشام عند ذكر بكاء النجاشي حينما سمع القرآن فقال ابن هشام ” فبكى والله النجاشي، حتى اخضلت لحيته وبكت أساقفته، حتى إخضلت مصاحفهم. (السهيلي،1997)
كما تعني المصاحف كتب اليهود، ومنها قول ابن هشام “وكانت باليمن نار تحكم بينهم فيما يختلفون فيه…. فخرج قومه بأوثانهم وما يتضربون به في دينهم، وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما متقلديها “(ابن هشام، 2005)
3. المجلة: من الألفاظ المعروفة بين الجاهليين، وقد اشتهرت في العربية باقترانها باسم (نعمان) فقيل ” مجلة نعمان ” وأطلقت عند العبرانيين على أسفار الكتب المقدسة، وفي شعر للنابغة يقول فيه: مجلتهم ذات الإله ودينهم قويم مما يرون غير العواقب
وقصد بها كتاب النصارى.
فقد مدح به الغساسنة، وهم على دين المسيح (علي،1970 ).
4. رجال الدين: يتطلب الحديث عن رجال الدين المسيحيين بيان وتوضيح الكثير من معاني ودلالات الألقاب التي كانوا يتحلون بها، ومن هذه المصطلحات التي كانت مستخدمة زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
أ. القس. وذكر علماء اللغة أن القس أو القسيس ” العالم العابد من رؤوس النصارى”(المرتضى زبيدي،2007)
وقد وردت كلمة قسيسين في القرآن الكريم قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {82} (سورة، المائدة،82 )
وهناك حديث عن الرسول عليه السلام يقول فيه عن – ورقة بن نوفل- ” رأيت القس – يعني ورقة- وعليه ثياب حرير، لأنه أول من آمن بي وصدقني”. (السهيلي،1997)
ب. البطرك أو البطريق. وقد وردت في شعر منسوب لأمية بن أبي الصلت يقول فيه: من كل بطريق لبطريق نقي الوجه واضح. (المرتضى زبيدي،2007)
وقد ذهب علماء اللغة إلى أن (البطرك)، وهو مقدم النصارى، ومعناه (أبو الأباء) لأنه الأب الأول والأعلى للرعية، فهو (أب الأباء) ورئيس رجال الدين.(شيخو،1989 )
ج. الأسقف. وهي من الألفاظ التي تدل على منزلة دينية عند النصارى.
وقد وردت في كتب الحديث.
فقد ذكر ابن هشام لفظ الأسقف عندما ذكره لقدوم وفد نصارى نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم،(السهيلي،1997) كما وردت لفظة الأسقف في شروط الصلح التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل نجران ومنها “لا يغير أسقف عن أسقفيته”،(صفوت، 1971) وقال (ابن هشام، 2005) “وهو حبرهم، وإمامهم، وصاحب مدراسهم”.
د. الشماس (الواقف).
وهو الذي يكون مسؤولا عن الكنيسة، ويكون مساعدا للقسيس في أداء واجباته الدينية، ويعمل كل ذلك للتعبد، وليس لأخذ المال.(القلقشندي،1981 )
وورد في كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران لفظ يدل على مهنة الشماس وهي ” لا يغير أسقف من أسقفيته……..ولا واقف عن وقفانيته”(ابن سعد،1960 )
والواقف هو من نذر نفسه لخدمة الكنيسة. ويطلق عليه خادم الكنيسة.(شيخو،1989 )
هـ. الراهب. وهو المتبتل المنقطع إلى العبادة. وعمله هو الرهبانية. وقد ذكر بعض علماء اللغة أن الرهبانية: غلو في تحمل التعبد من فرط الرهبة.(ابن منظور، 1993)
وقد ذكرت الرهبانية في القرآن الكريم، قال تعالى: (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ {27} (سورة الحديد،27)
كما ورد لفظ الراهب في القرآن الكريم في أكثر من موضع ومنه على سبيل المثال، قال الله تعالى) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {82} (سورة المائدة،82)
وقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {34} (سورة التوبة،34)
كما ذكرت في الحديث، قال صلى الله عليه وسلم ” لا رهبانية في الإسلام “، وذكرت في الشعر أيضا.
ومنها قول امرؤ القيس)شيخو، 1989)
كأنه راهب في رأس صومعة يتلو الزبور ونجم الصبح ما طلعا
و. العاقب: وهو كما يقول أهل السير “أمير القوم، وذو رأيهم، وصاحب مشورتهم، والذي لا يصدرون إلا عن رأيه”(السهيلي،1997)، وكان العاقب مع وفد نجران الذي جاء الرسول صلى الله عليه وسلم لعقد معاهدة الصلح.
ز. السيد: وهو” ثمالهم، وصاحب رحلهم وتجميعهم”(السهيلي،1997)، والعاقب والسيد توكل إليهما إدارة الجماعة، والإشراف على الشؤون السياسية والمالية، وتدبير ما يحتاج المجتمع إليه من بقية الشؤون.(علي،1970)
4. المجامع الدينية وهي أشبه ما تكون بالمؤتمرات وفيها تناقش أمور النصرانية، حيث يجتمع فيها معظم أصحاب المذاهب المسيحية (النسطورية، الآريوسية، الملكانية، اليعاقبه) للنقاش والحوار،
ومن هذه المجامع التي سادت في فترة وجود الرسول صلى الله عليه وسلم (مجمع إسحاق الجاثليق) و(مجمع يهبالا) ومجمع (أفاق).(علي،1970)
ومن أهم الفرق المسيحية التي كانت موجودة زمن ظهور الإسلام هي الآريوسية والنساطرة واليعاقبة والملكانية.(رستم،2004)
أما الإنجيل الذي كان متداول بين نصارى مكة، وعند ورقة بن نوفل، هو إنجيل متّى،(السهيلي،1997) والفرقة التي ينتهي إليها معظم نصارى مكة هي فرقة المانوية، والتي كان سلمان الفارسي ينتمي إليها.(الحمد، 2003)
مؤسسات التربية عند النصارى في العهد النبوي.
كان لنصارى العرب تنظيمهم الخاص بدور العبادة وبالتعليم والإرشاد، وهو تنظيم أخذ من تنظيم الكنيسة العام، ومن التقاليد التي سار عليها أباء الكنيسة منذ أوائل أيام النصرانية حتى صارت قوانين عامة، فللكنيسة درجات ورتب، وللمشرفين عليها منازل وسلالم.
حتى صارت الكنيسة وكأنها حكومة من الحكومات الزمنية، لها رئيس أعلى، وتحته جماعة من الموظفين، لها ملابس خاصة تتناسب مع درجاتهم، ولهم معابد وبيوت وأوقاف وسيطرة على أتباعهم.(علي،1970)
ومن هذه المؤسسات:
1. الكنيسة: موضع عبادة النصارى، وهي مقابل ( المسجد والجامع ) عند المسلمين والكلمة من الألفاظ المعربة عن الآرامية، وتعني في السريانية اجتماع.(شيخو، 1989)
ولم ترد كلمة الكنيسة في القرآن الكريم ولا في الحديث الشريف ولا في الشعر الجاهلي، ولا في عهود الصلح التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته مع أهل نجران، غير أن هذا لا يدل على عدم وجود كنائس في ذلك الوقت.
فقد كان لنصارى اليمن كنائس مثل كنيسة نجران، كما كانت لهم كنيسة عظيمة في صنعاء هي (القلّيس) التي اكتسبت شهرة عظيمة في كتب الأخبار والتاريخ وهي كنيسة أبرهة، كما كانت لهم كنائس في (مأرب) و(ظفار).(علي،1970)
غير أن لفظة الكنيسة بصفة الجمع، وردت في عهد الأمان الذي منحه أبي عبيدة لأهل بعلبك على زمن الخليفة عمر بن الخطاب جاء فيه “هذا الكتاب أمان…..على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم….”.(صفوت،1971)
2. البيع: يرى علماء اللغة أن الكنيسة هي متعبد اليهود، وأن البيعة هي متعبد النصارى.( المرتضى زبيدي،2007)
وهي اللفظة التي وردت في عهود الصلح التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم مع وفد نجران وجاء في عهده صلى الله عليه وسلم لنجران “ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله، على أموالهم وأنفسهم………..وعشيرتهم وبيعهم”
كما وردت لفظة البيع في عهد أبي بكر رضي الله عنه.(صفوت، 1971)
وقد ذهب علماء اللغة إلى أن البيعة من الألفاظ المعربة، أخذت من السريانية، وأصل اللفظ في السريانية، هو(بعتو) بمعنى بيعة وقبة، لأنها كانت قبة في كثير من الكنائس القديمة.(شيخو، 1989)
كما وردت لفظة البيع في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ { 40} (سورة الحج،40)
وقد وردت لفظة البيعة في شطر ينسب إلى ورقة بن نوفل حيث زعم أنه قال:
أقول إذا صليت في كل بيعة تباركت قد أكثرت باسمك داعيا (علي،1970)
3. الصوامع: وهي لفظة من أصل حبشي هو( صومعت) أي مسكن الراهب (ابن منظور، 1993)
وبهذا المعنى وردت في القرآن الكريم
قال تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ { 40} (سورة الحج، 40)
ويقول علماء اللغة سميت صومعة لأنها دقيقة الرأس وهي صومعة النصارى،(ابن منظور،1993 )
ويدل ورود هذه اللفظة بصورة الجمع في القرآن الكريم، على وقوف الجاهليين على الصوامع ووجودها بينهم، وقد كان الرهبان قد ابتنوا الصوامع وأقاموا بها للعبادة.(علي،1970)
4. بيت المدراس: وهو مكان يجتمع فيه النصارى للتباحث في شؤونهم وقضاياهم العامة
وقد ورد لفظ المدراس في سيرة ابن هشام عند ذكره لنصارى نجران الذين قدموا إلى رسول الله، حيث أشار ابن هشام إلى أن “الأسقف هو إمامهم وصاحب مدراسهم “.
5. الأديرة: وهي من الألفاظ النصرانية الشهيرة المعروفة عند العرب وتعرف بمواضع العبادة أو السكن عند النصارى، وكانت كثيرة الانتشار في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام.
حيث كانت محلا ممتازا للشعراء وأصحاب الذوق والكيف.(الأصبهاني،1991)
ويقول ياقوت الحموي أن الدير: “بيت يتعبد فيه الرهبان،
ولا يكاد يكون في المصر الأعظم، إنما يكون في الصحارى ورؤوس الجبال، فإن كان في المصر كانت كنيسة أو بيعة”.(الحموي،1957).
ويشير (المقريزي، 1997) “الدير عند النصارى يختص بالنساك المقيمين به، والكنيسة مجتمع عامتهم للصلاة”
مصادر ومؤسسات التربية لدى أهل الكتاب زمن العصر النبوي
د. احمد حسن لبابنه
استاذ مساعد
جامعة البلقاء التطبيقية
كلية إربد الجامعية
د. عصام حمد عبابنه
وزارة التربية والتعليم
المجلس الأعلى للتعليم
أبو ظبي
Be the first to comment on "مصادر الفكر التربوي عند النصارى زمن العهد النبوي"