الإدارة المدرسية – رؤية معاصرة ؟؟؟ مقال في الإدارة لعلي عساف و خلدون حسين ، اختيار القارئ محمد ميسر الجنابي
الإدارة المدرسية – رؤية معاصرة ؟؟؟
علي عساف & خلدون حسين
تعتبر الإدارة المدرسية حلقة مفصلية مهمة في النظام التربوي بشكل عام،
فرغم أنها تقع في قاعدة الهرم التعليمي التربوي الإداري إلا أنها تستوعب السياسات والخطط والأهداف التي يسعى النظام التربوي لتحقيقها،
ذلك أنها تهتم بالجانب التنفيذي منه على مستوى مدارس التعليم العام، من خلال تنفيذ السياسات والخطط العامة للتربية والتعليم، التي هي جزء من أهداف الدولة والمجتمع،
ويتم ذلك عن طريق توحيد وحشد جميع الجهود والطاقات واستثمار الإمكانات المتاحة وصولا لتحقيق أهداف الخطط التنموية المستقبلية،
وحتى يتحقق ذلك يجب أن تنجح المدرسة كمؤسسة تربوية تعليمية في إعداد وتهيئة الطاقات البشرية بشكل متوازن متكامل يراعي القدرات والاستعدادات الفعلية ويتعامل معها بإيجابية مما يساعد على استثمارها بشكل صحيح،
بية مما يساعد على استثمارها بشكل صحيح،
مما يسهم في تحقق الأهداف العامة للتربية والتعليم وكذلك الأهداف الخاصة بكل مرحلة،
ومن هذا المنطلق فإن الإدارة المدرسية ميدان تربوي هام يستحق المزيد من العناية والدراسة والبحث بما يسهم في زيادة فاعليتها وتطور أدائها،
وذلك لقيامها بجميع الوظائف الإدارية إلى جانب تنفيذها لجميع الإجراءات والعمليات التي تؤدي لقيام المدرسة بدورها المنوط بها ضمن منظومة العمل التربوي .
الإدارة المدرسية فرع من فروع الإدارة التربوية وبذلك تعتبر معنية بالأنشطة التنفيذية” والجانب التنفيذي هو العنصر الأبرز في الإدارة المدرسية.
فإن التعبير يدل دلالة واضحة على أن الإدارة المدرسية تتناول بشكل محدد كل ما تقوم به المدرسة من اجل تحقيق رسالة التربية التي وضعتها الدولة ووافقت عليها السياسة العامة للبلد،
ومعنى هذا أن الإدارة المدرسية يتحدد مستواها الإجرائي بأنه على مستوى المدرسة فقط، وبهذا تصبح جزءا من الإدارة التربوية ككل،
يعني ذلك أن صلة الإدارة المدرسية بالإدارة التعليمية أو الإدارة التربوية هي صلة الخاص بالعام.
مصادر بناء النظرية المدرسية
هناك العديد من مصادر بناء النظرية المدرسية وهي كالآتي :
المصدر الأول : تقارير وتعليقات رجال الإدارة المدرسية من واقع خبرتهم العملية وهي تعتمد على الناحية الذاتية والانطباع الشخصي.
المصدر الثاني : عمليات المسح التي يقوم بها الدارسون والباحثون ودراسات الكتاب الكبار في ميدان الإدارة المدرسية.
المصدر الثالث : الاستدلال العقلي للتوصل عن طريق المنطق والعقل واستخلاص بعض النتائج المترتبة على بعض الأفكار أو المسائل العامة التي نسلم بها أو نعتقد بصحتها.
معايير تقويم الإدارة المدرسية في ضوء النظريات التربوية الحديثة
هنالك عدة معايير رئيسية يمكن من خلالها تقويم الإدارة المدرسية الجيدة في ضوء النظريات الحديثة في الإدارة المدرسية، ومن أهمها:
وضوح الأهداف التي تسعى الإدارة المدرسية إلى تحقيقها.
التحديد الواضح للمسؤوليات، بمعنى أن يكون هناك تقسيم واضح للعمل وتحديد للاختصاصات.
الأسلوب الديموقراطي القائم على فهم حقيقي لأهمية احترام الفرد في العلاقات الإنسانية.
أن تكون كل طاقات المدرسة من طاقات مادية وبشرية مجندة لخدمة العملية التربوية فيها بما يحقق أداء العمل مع الاقتصاد في الوقت والجهد والمال .
تتميز الإدارة المدرسية الجيدة بوجود نظام جيد للاتصال سواء كان هذا الاتصال خاصاً بالعلاقات الداخلية للمدرسة، أو بينها وبين المجتمع المحلي، وبينها وبين السلطات التعليمية العليا.
المعلم محور العملية التعليمية
إذا كان المتعلم هو المحور الأساس في العملية التعليمية/ التعلمية،
وفي كل عملية تنشيطية لأنه هو المستهدف بالتكوين تكوينا سليما وصحيحا قصد تهذيبه وجدانيا وتنميته معرفيا وتحفيزه حركيا،
والعمل على رعايته وتنشئته تنشئة إسلامية قائمة على المواطنة والحفاظ على الهوية والانفتاح على الإنسانية وثقافة الآخر،
فإن الإدارة المدرسية تكمن أهميتها في التأطير والتنظيم والتنشيط التربوي، والعمل على تقوية التواصل بين مختلف المتدخلين في الحياة المدرسية،
ونجاحها يتوقف على مدى مساهمتها في تفعيل المنظومة التربوية، واقتراح مشاريع تربوية أو مادية، مدعومة من قبل هيئة التدريس.
الخلاصة
نرى من خلال التجربة المحلية للإدارة المدرسية مواكبتها للكثير من التطورات، وتأثرها بكثير من التجارب، وافادتها من الخبرات الأخرى،
حتى أنه تكاد تختفي الآن الإدارة المدرسية التقليدية التي ظهرت مع بواكير النهضة التعليمية في البلاد،
وذلك عندما بدأت التجارب والأفكار الحديثة في مجال الإدارة المدرسية تترك آثارها وبصماتها على النظام التعليمي لدينا الذي تعتبر الإدارة المدرسية من مكوناته الرئيسة،
ولا زالت الإدارة المدرسية لدينا بحاجة ماسة للكثير من التطوير الحقيقي وليس النظري التطوير الذي يفيد من إيجابيات الأفكار والنظريات الجديدة في مجال الإدارة المدرسية ويفعلها في الواقع كممارسة وسلوك.
أن أهمية التطوير والمعاصرة بالنسبة لتكوين الإداريين وإعدادهم بما ينعكس على منظومة العمل التربوي بشكل عام
وفي ذلك يقول” أن مجرد إعداد برامج تكوينية لفائدة الإداريين والمسيرين لا تكفي وحدها لأدراك الغايات وتحقيق الشروط لإقامة المدرسة العصرية ما لم يقترن بملكات فطرية وحس تنظيم فطري للمعنّي بالتكوين،
فالتكوين لا يمكن أن يتعدى دوره مجرد صقل الطّباع والتزويد بالمعارف الحديثة،
إن تعصير الإدارة التربوية يندرج في إطار أشمل وهو التعصير الاجتماعي الذي تفرضه هذه الحقبة وهي فترة ما بعد الحداثة فالتعصير والتحديث ضرورة اجتماعية وثقافية وسياسية” .
علي عساف & خلدون حسين
Be the first to comment on "الإدارة المدرسية – رؤية معاصرة ؟؟؟"