يوم لك … و 29 عليك ؟!

يوم لك ... و 29 عليك ؟!يوم لك ... و 29 عليك ؟!

يوم لك … و 29 عليك ؟! مقال للدكتورة سلوى حداد حول حاجات الأسرة ومتطلباتها والحاجة إلى حسن التدبير والاقتصاد ، المقال من اختيار د. نيرمين ماجد البورنو

يوم لك … و 29 عليك ؟!

د. سلوى يحيى الحداد

يفضّل غالبية الأشخاص الابتعاد عن مواجهة الحياة وتجنب صعوباتها وأزماتها،

ولكن في الحقيقة إذا أراد الشخص أن يعيش حياته عليه أن يكون إيجابياً ، ويواجه الواقع؛

فعندما يُواجه تصبح لديه قواعد تُرشده لتطوير قدرته في التعامل بشكلٍ أعمق وأفضل مع الحياة،

وتصبح الأمور التي كان يعتبرها صعبةً أسهل،

وما كان يخيفه يُصبح مألوفاً له، ويستطيع السيطرة على حياته، وتزيد ثقته بنفسه،

فمواجهة الواقع هي مفتاح القدرة على مواجهة صعوبات الحياة،

وبالتالي يتحقق الرّضا عنها.

و تغيير الأمور القابلة لذلك توجد بعض الحالات التي قد تكون خارجةً عن سيطرة الشخص،

ومهما يفعل من أجل تغييرها لا يُمكنه تغيير شيء فهو بذلك يُضيّع وقته وطاقته عليها، ويُصاب بالإحباط، ويُركّز على الأمور السلبية؛

لذلك ينبغي على الشخص التركيز على الأمور التي يستطيع التحكم بها،

لأنّها الطريقة الوحيدة التي يُمكنه من خلالها صنع التغيير.

ومن الصعوبات التي تواجه الإنسان بشكل يومي هي الأمور الاقتصادية وطلب العيش الكريم ،

فالأفراد والجماعات على حد سواء يلهثون وراء لقمة العيش الكريمة التي تعفهم عن السؤال و انتظار العطاء من الآخرين ، وعالمنا المحيط بنا سريع التغير والتبدل والاحتياجات،

فالإنسان قديماً كانت تكفيه لقمة زاد، وشربة ماء ليشعر بالشبع ، وعدم الاحتياج ،وحصيرة قش ينام عليها راضياً مرضياَ؛

بينما حاضرنا يغلب عليه احتياجات مختلفة فالأكل ونوعيته ضرورة للصحة والانتاج،

وبالتالي احتياجنا المادي أصبح أكثر إلحاحاً لتوفيره،

وكذا التعليم وجودته ومتطلباته يحتاج ميزانية منفصلة بحد ذاتها ،

أما إذا تعايشنا مع كل جديد في عالمنا اليوم فستظهر لنا احتياجات يعدها العالم المتسارع التطور احتياجات أساسية وجوهرية ،

كأجهزة الاتصال والتواصل بمختلف أنواعها وتطوراتها وتحديثاتها والتي تثقل كاهل الفرد والأسرة ،

فنجد رب الأسرة لا يدري كيف يقسم دخله الشهري بين الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة،

وبين توفير متطلبات التطور والتواصل في هذه الحياة،

ناهيك عن متطلبات الترفيه والرياضة والحصول على جسم صحي خالي من الأمراض،

فنجد غالبية الأسر تعيش على الحافة.

حافة التعليم وذلك من خلال الحصول على تعليم حكومي أقل ما يقال عنه أنه بالغ الركاكة والرتابة يفرز مخرجات بالغات الضعف والهزال ،

وإذا قررت الأسرة تحسين نوعية التعليم لأبنائها ورفع مستوى تعليمهم وتنمية قدراتهم باختيار مدارس متميزة ،

فهي تعاني الأمرين في تحمل الأعباء المادية المصاحبة من الرسوم الدراسية ومتطلبات التعليم فيها ،

ومواجهة المستجدات التي قد تحدث فيها،

وإذا أتينا إلى الصحة نجد أن معظم المجتمع يعاني من أبسط الأمراض إلى أخبثها دون وجود من يحيطه بالرعاية والعناية الصحية ؛

لهذا كله نجد الأسر بين “سندان” قلة الدخل على صورة راتب شهري و”مطرقة” الاحتياجات التي لا تتناسب مع الدخل المادي للأسرة ،

ومن هنا تبدأ مسيرة المعاناة لإحداث التوازن الشهري ولكل شهر.

د. سلوى يحيى الحداد

About the Author

د.نيرمين ماجد البورنو
نيرمين ماجد البورنو دكتورة جامعية تخصص مناهج وطرق تدريس تكنولوجيا تعليم - فلسطين

Be the first to comment on "يوم لك … و 29 عليك ؟!"

تعليقك يثري الموضوع