مبارة الترجي والأهلي وأهل الحماقة والتعصب
مبارة الترجي والأهلي وأهل الحماقة والتعصب
شرذمة من مشجعي كرة القدم المتعصبين أساءت إلى سمعة أهلينا في الوطن العربي، أصبحنا ننسى أن ما نشجعها لا تزيد عن لعبة فيها خاسر وفائز،
وأن على الجميع تشجيع اللعب النظيف والمهارة المتميزة، نادي الترجي نادي عربي شقيق والنادي الاهلي نادي عربي شقيق فلماذا التعصب والتشاحن؟!
لماذا يُصِرُّ البعض على أن نظهر أمام بعضنا قبل أن نظهر أمام الغرب أمم متخلفة؟! أو مجموعة غوغاء متعصبين؟!
هل يجوز لمواطن عربي أن يعتدي على حافلة اخوة له لترويعهم؟
أو إقامة الضوضاء أمام فندقهم لحرمانهم من النوم؟
أو التراشق بالبذائة والكلام الجارح والصور التي لا تليق بنا؟
مثل الذي حدث بين بعض مشجعي النادي الاهلي ونادي الزمالك في مصر بعد المباره…
لماذا كل ذلك؟
في ظلّ هذه الأحداث كان هناك من يحلم بوطن واحد وأمة واحدة وحضن واحد،
تصرفات السذج منكم وأهل الجهل والتعصب تقضي على حلمنا الأكبر،
الظروف التي تمر بها أمتنا العربية تفرض علينا أن نتكتل ونتلاحم،
وإن كانت قد ظهرت قلة قليلة من المشجعين من النوادي المنافسة غلبت عليهم الوطنية والعقلانية واحترام الذات.
نقص الأدوية والحبوب والمياه خطر داهم لن يتركنا وسوف يداهمنا بقوة فلا بد أن نستعد له،
سوف تحل السيارات التي تعمل بالمياه والكهرباء مكان البنزين وسوف تتوسع المصادر الطبيعية لتوليد الطاقة،
وسوف يحل على أهل الخليج عامة وأهل الوطن العربي سنين عجاف وأيام قحط فماذا نحن فاعلون؟
كل ما فعلتموه وتفعلونه يجعل مجرد الحديث عن التلاحم والتعاون العربي المشترك مجرد أحلام في صدور البعض بل مجرد أوهام وأحلام يقظة وتخيلات تصيب فئة منا تحب تراب هذا الوطن وتعشق أراضيه..
هل نحن نستحق ما تفعلونه بنا؟ نحن من علّم العالم، أسالوا عن ماذا قدم أبن سينا في الطب،
فقد قدم ابن سينا كتاب القانون في الطب الذي أضحى مرجعاً أساسياً في الطب لفترات طويلة، كما أن ابن خلدون هو أول من تكلم عن علم العمران، ويعتبر بذلك مؤسس علم الاجتماع الحديث،
أما ابن الهيثم فيعتبر المؤسس الأول لعلم المناظر ومن رواد المنهج العلمي.
كما عرض الخوارزمي في كتابه (حساب الجبر والمقابلة) أول حل منهجي للمعادلات الخطية والتربيعية، ويعتبر مؤسس علم الجبر.
كما برز الإدريسي في الجغرافيا ورسم الخرائط، وقد برز غيرهم الكثير اللذين تمت ترجمة مؤلفاتهم إلى اللاتينية واللغات الأجنبية الأخرى.
اسالوا عن الفارابي، يعقوب بن إسحاق الكندي، صدر الدين الشيرازي، ابن باجة، ابن رشد، ابن القف، الإدريسي، أبن التلميذ، أبن سقلاب، أبن النفيس، أبن حزم، ابن الخطيب، أبن ملكا البغدادي، الغزالي….الخ.
تصرفات الغوغاء والشرذمة من أهل الجهل يسأل عنها أهل العلم والحكمة والصفوة ووجهاء القوم أهل الثقافة والدين،
ولا ننسى تقديم الشكر لدار الأفتاء المصرية التي قدمت بيانا عاجلا نبذت فيه التعصب والعنف.
يجب أن تغير من حولك، أنت مسئول عن ذلك.
لو أنّ كل واحد استطاع تغيير فكر من حوله فسوف نستطيع العبور بأحلامنا لبر الأمان وإلى مستقبل مشرق.
#د_محمد_علي_عبدالوهاب
دكتوراه الإدارة العامة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.
استشاري دولي في التنمية والإصلاح الإداري.
Be the first to comment on "مباراة الترجي والأهلي وأهل الحماقة والتعصب"