كورونا والوعي

يمكن لڤيروس أن يعلمك درسًا لن تنساه، يمكنه أن يؤكد لك دروسًا سبق وتعلمتها، ڤيروس كورونا ليس مجرد ڤيروس كما تظنون، بل هو كاشف لحقيقة الشعوب في التعامل مع المصائب ومواجهة المشاكل، ترعت شعوبٌ كثيرة وبان جهلها وهمجيتها، فشلت حكومات ونفرت شعوبها، أرعبتها وتعاملت معها وكأن الشعب مجرد قطيع. 

مُذ انتشار وباء كورونا يؤكد لك بعض الناس أنهم أوضع من أي كائن على سطح الكوكب، ففي مواقف كثيرة شاهدنا ممن يسخر من بعض المرضى والشعوب التي لا حول لها ولا قوة. 

كما أن الملاحظات التي نراها يوميًا من اهمال، جشع، جهل، استهتار، ومخالفات تؤكد لك أن الإنسان ما زال في طغيانه يعمه وفي جهله يغرق. 

في كثير من الأوقات لا تجد من تعول عليه سوى وعي الناس ومدى ثقافتهم. فلم تعد العقوبات ولا منح الفرص تجدي نفعا مع بعض الفئات. 

تؤكد حكومات دول العالم المعلومات وتنشرها عبر وسائل معروفة للجميع لا يجلها إلا شخص يعيش في زمنه الحجري الخاص به، لكنك تتفاجئ بمن ينشر الإشاعات دون تثبت، لا يرد ذلك لجهل من الشخص فحسب بل لإنعدام المسؤولية والمصداقية. 

الواتساب هو البؤرة الأولى لنشر الاشاعات في كل مكان وفي كل زمان.

فما من كذبة ولا خرافة ولا هرطقة إلا وقد دعمت بشهادات وقصص، والقصص وحدها لا تكفي لإثبات أمرٍ ما، لا بد من دليل وحجة حقيقية، ما الحاجة إلى مثل هذه الاشاعات؟

لا شيء سوى الرغبة في السبق بغض النظر عن الحقائق وأمانة الشخص نفسه. 

لن تتوقف الاشاعات أبدًا إلا في حال تقويضها من قبل المجتمع والتوقف عن نشر كل ما يكتب فذلك يحمل تبعات سيئة، منها الهلع وقلة الثقة والتشاؤم في الوقت الذي يحتاج فيه المجتمع الطاقة والإيجابية للتصدي لهذا الڤيروس. 

إن الهلع الذي تشهده في الأوساط لم يكن منبعه المعرفة الحقيقية بالڤيروس ومدى سرعة إنتشاره، بل منبعه الجهل بأن الله قادر على انقاذنا برحمته، وجهل بالعلم والعلماء وصدق محاولاتهم بإجاد اللقاحات والأدوية المناسبة، وتفضيل تصديق الأوهام بدلاً من التحقق ومعرفة أصل الداء وبأنه قديم لكنه تجدد مرة أخرى. 

لتفادي الوقوع في مثل هذا الفخ يجب عليك الآتي:

١-أخذ المعلومة من مصدرها الصحيح كوزارة الصحة، والإعلام الوطني. 

٢-الكف عن نشر الاشاعات التي تصلك يوميًا ومحاولة تصحيحها للناشر وتذكيره بأن هناك عقاب صارم لمروجي الاشاعات. 

٣-اتباع تعليمات وزارة الصحة المحلية أو الوطنية لتجنب انتشار الڤيروس والإهتمام بالنظافة الشخصية. 

٤-لا تصدق كل شيء ففي هذه الأزمة قد تأكد أن الكثير من الناس يدعون المعرفة، وقد بالغ الكثيرون إلى درجة أن الأطباء أصبحوا أكثر منذُ انتشار الڤيروس، أين كانوا من قبل؟ 

٥-حتى اللحظة لا يوجد علاج للڤيروس، كل ما هناك هو علاج تدعيمي والأطباء مجتهدون في إيجاد العلاج فلا تهلع ولا تتهاون، وما يشاع أن الطب البديل قد يساعد على  الشفاء فهذا يخلو من الصحة، الصين بؤرة الوباء أكبر دولة تشتهر بالأعشاب عجزت عن ايجاد حل للقضاء على الڤيروس.

٦-بدأت التجربة السريرية اليوم للقاح ضد ڤيروس كورونا وقد يستمر من سنة إلى ثمانية عشر شهرًا. 

٧-في آخر إحصاء للڤيروس هو75,355 متعافي بينما مات 6,724 من أصل 175,210 مصاب، هذا يعني أن الوضع سيكون تحت السيطرة أو على الأقل هناك أمل. 

إن شعورك بالمسؤولية تجاه المجتمع يحثك على المساعدة والطمأنة، الوعي هو من سينقذنا بعد الله ونؤكد أجمعين بأن الجهود المبذولة ستؤتي أكلها قريبا بإذن الله. 

2 Comments on "كورونا والوعي"

  1. ابدعتي♥️♥️

  2. جميييل جداً

تعليقك يثري الموضوع