النخبة وأمانة تغيير الأمة مقال للكاتب د. محمد علي عبد الوهاب ، نحن في حاجة إلى صفوة أهل العلم والخبرة والنخبة والأحزاب لتغيير الأمة إلى الأفضل
النخبة وأمانة تغيير الأمة
د. محمد علي عبد الوهاب
مما لا يدع مجالًا للشك أن تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الأمة والمجتمع هو من ساهم في وجود العديد من المشكلات المزمنة على مستوى جميع المجالات في وطننا العربي الحبيب.
فهناك العديد من المشكلات تتضمن الفساد الإداري والرشوة والتضخم ونقص المياه، وسيطرة شهوة الإستيراد وسرقة أراضي الدولة والاستيلاء عليها واحتكار الإستيراد والتصنيع على سلوك العديد من رجال الأعمال والمستثمرين بخلاف البطالة وعدم الإنتماء.
السؤال الذي يطرح نفسه كيف نساعد القيادات السياسية ونتكاتف في الخروج من النفق المظلم؟
والإجابة تكمن في حقيقة ساطعة مثل الشمس لا يمكن لأي طرف مهما بلغت سيطرته سواء حكومة أو قطاع خاص أو مجتمع مدني في قيادة عملية التحول والتطوير بمفرده دون مشاركة ومساعدة الأطراف الأخرى، فلا يستطيع طرف بمفرده أن يضع حل لجميع ما نواجه من مشكلات ولا نستطيع أن نلقي المسؤلية في وجود هذه المشكلات على طرف واحد فقط منهم.
فيجب أن يتكاتف الجميع في بلوغ هذا الهدف لأن التحول والتطوير لا يستهدف مجالا وأحدا بل جميع المجالات منها ثقافة الأمة والاقتصاد والزراعة والري والصناعة والثروة المعدنية والبحث العلمي وتطوير الإدارة العامة..الخ.
فنحن في حاجة إلى صفوة أهل العلم والخبرة والنخبة والأحزاب في بلوغ هذا المراد.
دور النخبة في التغيير
ويبقى السؤال: من يجمع هؤلاء وينسق بينهم ويحثُّهم على وضع هذا الأمر على أولويات اجندتهم؟
ويتبنى الأمر لأخر المطاف حتى يتحقق الهدف المنشود؟.
رأيي الشخصي نخبة من المجتمع يجب أن تتبرع وتتكاتف لفعل ذلك ليس من أجل الظهور أو الحصول على مكاسب لكن من أجل المحرومين والفقراء الذين يصطرخون من نار الأسعار وضيق المعيشة لأن أنينهم قنبلة موقوته لن ترحم الجميع.
ويجب أن يتعلم الجميع من تجارب الدول الكبرى أن الاقتصاد يأتي قبل السياسة ولنا في دولة الصين مثال عظيم، فالطموحات التي نسعى إلى الوصول إليها جميعا حكومة وشعبا وقوى مجتمعية وسياسية تتطلب نبذ كل خلاف في الرأي والبعد عن كل صراع سياسي أو طائفي أو عرقي لا طائل منه غير الفرقة والضعف.
لذا يجب أن يكون هدف تطوير الأمة وتبني نموذج للتحول هم يحيك في صدور النخبة من أهل العلم والسياسة وفي ضمير كل عربي يحب وطنه ويقاتل من أجل ذلك.
ويجب أن يعلم الجميع أن التحول لا يحتاج إلى استغلال الإمكانيات المتاحة بطريقة تقليدية، لكن الأمر يتعدى ذلك بكثير فنحن في حاجة إلى تبني طرق مبتكرة ومتطورة في استغلال الموارد المتاحة ودفع المجتمع نحو الإنتاج والرقي.
د. محمد علي عبد الوهاب
دكتوراه اقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة
استشاري دولي في التنمية والإصلاح الإداري.
Be the first to comment on "النخبة وأمانة تغيير الأمة"