جرائم … لا يعاقب عليها القانون بقلم ريم الربيعي ، أدعوك أيها القارئ للمطالبة بإقامة محكمة تهتم بالمشاعر و تعاقب الجاني . محكمة خيانة الحبيب وخداع الأصدقاء
جرائم … لا يعاقب عليها القانون
بقلم : ريم الربيعي
ربما كنت قد قرأت في السابق عن قضايا القتل و هي جريمة في الغالب يعاقب عليها القانون
و قد تصل هذه العقوبة حتى لإعدام
دخول الزنزانة ثم جلب المتهم إلباسه اللون الأحمر أو الأسود في الحقيقة هو أمر لا يهم فالنتيجة واحدة ألا و هي الموت ..
يقف الجلاد منتظرا تنفيذ القرار بشغفه المعتاد .
و يبتلع المتهم ريقه ربما لأخر مرة ..
المشنقة قمحية اللون تلتف حول عنقه كأفعى سامة تتخفى برطوبة الملمس
و بعض القراء ملتفون حوله يقرؤون كتابهم المقدس فيسألونه في ما بعد عن أمنياته الأخيرة فيجيبهم .” الحياة”
فيضحك أحدهم ساحبا الكرسي من تحت قدميه .
لكنني اليوم يا عزيزي القارىء أتطرق لقتل من نوع أخر و قد لا يبدو للبعض قتلا من الأساس ..
أما بالنسبة لي فهو أبشع و أفضع و أقصى صدقني .
هي جرائم لا يعاقب عليها القانون ..
ربما حين تتعرف عليها ستبدو لك أمرا سخيفا و لا حاجة للحديث بشأنه أو ربما تكون قد قرأت عنها سابقا ..
إلا أنها تظل جرائم شائعة عبر العصور و الوقوع في شباكها سهل جدا
حتى أن ضحاياها لا تحصى و لا تعد
و دعني أخبرك أنت بالذات أحد ضحاياها أقول هذا و أؤكد رغم أنني لا أعرفك البتة .
دعني ابتدأ لك بالجريمة الأكثر شيوعا في العالم ..
أصحاب العاطفة المفرطة انصتوا لي ..
لكل منا قلب يحب و يتعلق و يشعر فبالنهاية نحن بشر و لسنا حجر أليس كذلك ؟
التعلق بوجود شخص ما في حياتك لدرجة فائقة حتى أن مزاجك يصبح مرتبطا به ارتباط الأم بابنها و الجسد بأعضاءه ..
هو ذاك الشخص القابع ببالك الأن و هو ذات الشخص الذي لا تتوقع منه الأسى و تعتبره أمانك و مهربك الوحيد ..
حتى تصبح مجنون تعلق به.
تبتسم كالأبله بمجرد رؤيته او حتى تذكر ملامح وجهه أو عباراته.
لا يخطر لك البتة أن تتوقع أي زلة تسقطك أرضا بعد أن ارتفعت به سماءا ..
نصحوك كثيرا .. ضربوك .. هزوك هزا لكنك لم تغير وجهة نظرك و لو لمرة واحدة ..
لا تريد الإبتعاد عنه ولو لثانية .
كابوسا حقيقيا
لكن يا للمفاجأة العظمة التعيسة المدمرة
أو دعوني أقول كابوسا حقيقيا حينما تستيقظ من سباتك العميق و تكتشف أن من جننت به أصبح مجنونا في أذيتك و يستغل مكانته في قلبك ليظفر بما يريد من مصلحة .
أو قد يصبح حبك له سجنه الوحيد و يفعل المستحيل ليحرر نفسه و يقحمك أنت في الوحدة .
ربما يتركك أيضا لسبب من الأسباب التافهة ..
لكن دعني أصارحك من الممكن ان يتركك دون سبب أيضا ..
الحجة المعتادة ظروف أو ربما وجد البديل .. مزاجه متغير أيضا ..
يحبك لكن لا يملك الشجاعة ليحارب من أجل حبه
دعني أخبرك الحب للشجعان لا للجبناء و الحب الجبان لا يلزمنا ..
لكنه يحبك بلا شك يحبك
ما أبشعه و كم هو خائن و مخادع و منافق ..
هل سقت الدموع الآن شرايين قلبك العطشى ؟
حسنا تطاير كل شيء كالسراب لا عليك ..
مهما كان هذا الشخص مهما بالنسبة لك .. حبيبك , صديقك المقرب , أخاك , أحد أفراد الأسرة , جارك أو غيرهم صدقني ستنسى ستعتاد ..
الخيانة الخداع الغدر كلها مرادفات تظل محفورة في عقل الإنسان ليتفادها مجددا لا في قلبه ..
كل جديد يسرق بهجة القديم ..
لا تبكي عزيزي القارئ لأن من لا يقدر قيمتنا و تضحياتنا لأجله لا يستحقنا في النهاية ..
لا تستھن بأي نصيحة ومن البداية يا عزيزي
لا تتعلق حد الجنون
فقد تجنّ أنت وتُصبح عدوا لنفسك .. لكن من يأخذ بثأرك ؟
الأيام ربما ستغتال قلبه كما اغتال قلبك ..
أنا أدعوك أيها القارئ للمطالبة بإقامة محكمة تهتم بالمشاعر و تعاقب الجاني
محكمة خيانة الحبيب و أخرى تتكفل بخداع الأصدقاء
و أخيرا خذلان العائلة .
ريم الربيعي
Be the first to comment on "جرائم … لا يعاقب عليها القانون"