تغريدات من كلام الدكتور مصطفى السباعي.. هكذا علمتني الحياة – القسم السابع عشر، مسابقات ملكات الجمال، بين التوكل والتواكل، بين التصوف والشريعة
مسابقات ملكات الجمال
من أبرز مظاهر مكرالحضارة الغربية بالمرأة ابتداعها مسابقات ملكات الجمال، وملكات الأناقة، وملكات الإغراء وملكات لا نهاية لممالكهنَّ الوهمية، هل في ذلك إلا دليل على رغبة الرجل الغربي في الاستمتاع بأنوثة المرأة، ودليل على أن المرأة عندهم لا تهمُّها كرامتها بقدر ما يهمها لفت الأنظار إلى جمالها وأنوثتها؟
هذه المسابقة مصيدة
مسابقات ملكات الجمال مناسبة لاستمتاع رجال التحكيم والمتفرجين بأجسام الفتيات المتسابقات تحت ستار مشروع في رأي هذه الحضارة, كما هو مناسبة لاصطياد الأزواج لفتيات يخشين أن يصبحن كاسدات.
رقية الساحر
مسابقات ملكات الجمال رقية الساحر الماكر لاستخراج الفتيات من بيوت آبائهن إلى حيث يصبحن تحت سلطته وتصرفه.
مسكينة هي المرأة
مسكينة هي المرأة، ما تزال ألعوبة الرجل في جميع عصور التاريخ والشرائع، إلا في تاريخنا وفي شريعتنا، أليس ذلك دليلاً قويًّا على أن الرجل أوسع منها عقلاً، وأقوى إدراكاً، عند من يدعي تفوق الرجل على المرأة في العقل؟
اللوحة الفنية
التقت فتاة جميلة عاقلة، مع فتاة جميلة ساذجة دخلت مسابقة الجمال فقالت هذه لتلك بغرور ساذج: لقد صرت مشهورة، تنشر الصحف صوري وتنقل وكالات الأنباء أخباري.
فقالت الأخرى: إن اللوحة الفنية التي لم تلمسها الأيدي أغلى ثمناً وأبلغ لفتاً للأنظار من التي لمستها الأيدي حتى غيرت روعة ألوانها الطبيعية.
الطائر الحبيس
مرت فتاة مغرورة ممن دخلن مسابقات ملكات الجمال بطائرٍ حبيسٍ في شبكة الصياد، فبكت حرقة له، فقال لها الطائر الحبيس: لا تبكي على من لا تزال أمامه فرصة للإفلات من الشبكة، ولكن ابكي على من لم يعد يستطيع الإفلات منها بحال من الأحوال، ابكي على نفسك أيتها المسكينة لو كان لك عقل تفكرين به.
أيهما أشد مكراً؟
يقولون: إن المرأة أشد مكراً من الرجل، أما أنا فلم أعد أؤمن بهذه الخرافة، بعد أن استطاع الرجل أن يجذبها إليه ليستمتع بها حيث يريد، ومتى يريد.
الطائر الطليق
الطائر الطليق الذي استعصى على شبكة الصائد، أغلى وأشد جذباً للنفوس من الطائر الحبيس في قفصه، مهما كان زاهي اللون، ومهما كان جميل المظهر.
الدمية الصغيرة
يا دميتي الصغيرة الجميلة! ستظلين دمية صغيرة مهما جسموا صورتك، ومهما ألبسوك من ثياب، وأينما وضعوك في غرف الزينة والاستقبال.
لم يدخلن مسابقات الجمال
إن أمي كريمة عليَّ – وكذلك كل أم في الدنيا – لأنها ولدتني، لا لأنها كانت جميلة تتحدث عن جمالها الصحف، ومسابقات الجمال وأندية الرجال.
الخالدات في التاريخ
ملكات الجمال يُنسيْنَ بعد أيام، ولكن العالمات والمخترعات والأمهات اللاتي ولدن عظماء التاريخ، سيظل يذكرهن التاريخ ما بقي إنسان يقرأ التاريخ.
نصيبنا من الآلام
لكل إنسان نصيبه من الألم والحزن والهم، فمن رضي وصبر، كان له الأجر، ومن سخط وتبرَّم، نفذ عليه القضاء، وكان عليه الوزر.
العدو والخصم
لا تطلق لفظ “العدوِّ” إلا على الأجنبي المحارب، أما المواطن الذي تختلف معه فهو “خصم”. والعدو لا تنفع معه إلا الشدّة، والخصم يفيد معه كثيراً حسن الخلق، والإغضاء عن الإساءة.. وترك الفرصة له ليفهمك.
هل يحب العدو
العدو لا يمكن أن يُحَب، ولكن يمكن أن يعدل معه، فالأمر بحبه خيال، والأمر بالعدل معه إنسانية وكمال.
بين التوكل والتواكل
من اتَّكل على الله في أمر معيشته، وسعى لذلك، كفاه أمرها،
ومن اتكل على ذكائه ووسائله، أرَّقه همُّها، وأرهقته همومها،
ومن تواكل عن السعي لها أذلَّته مطالبها،
فالسعيد: من سعى وتوكل على الله، والشقي: من سعى واغتر بنفسه، الذليل: من ترك السعي تواكلاً وكسلاً.
بين التصوف والشريعة
الصوفي العالم وقَّاف عند حدود الشريعة، مهذّب لنفسه وأخلاقه،
وهذه هي صوفية الصحابة والسلف الصالح، وتلك هي حياة المجتمع وروحه، وزهرته النضرة الفوَّاحة،
والصوفي الجاهل منحرف عن الشريعة، متظاهر بما ليس فيه، وهو علة المجتمع ومرضه، مبعث انحراف الأخلاق فيه،
والصوفي الزنديق هادم للشريعة مخرب للمجتمع مشكِّك في الدعائم الراسخة للنظام الاجتماعي والعقائدي للأمة،
وبهذين الصنفين أضاع الإسلام رفعته، وفقد المجتمع الإسلامي قوته.
ابدأوا بالإصلاح من هنا
الإصلاح الحقيقي أن يبدأ بالضرب على المتاجرين بالدين وروحانيته وأخلاقه، فهم حجر عثرة في سبيل كل إصلاح نافع، وهم الأعداء الحقيقيون للمصلحين المخلصين.
أيهم أهون على الشيطان؟
الشيطان يتعامل مع الفاسقين، وهو وجل من تركهم له بعد قليل حين استيقاظ عقولهم وضمائرهم، ولكنه يتعامل مع الدجَّالين من الزهَّاد والعبَّاد وأدعياء العلم،
وهو على ثقة من استمرار سيطرته عليهم؛ لأنه أفسد دينهم، وأمات ضمائرهم.
أيهم أشد ضرراً؟
فساد الدين أشد ضرراً من غفلة الضمير، واستغلال الدين أشد خطراً من مناصبته العداء، ولَزاهد محتال أحب إلى الشيطان من ألف منغمس في لذائذه وشهواته.
كلنا نحب الحياة
كلنا نحب الدنيا، ولكن منَّا من يحب مع الدنيا حب النجاة في الآخرة، ومنَّا من لا يبالي في أي واد هلك.
كيف تعيش في الحياة
لا تيأس؛ فاليأس كفر برحمة الله،
ولا تغضب؛ فالغضب قتل لفضائل النفس،
ولا تحقد؛ فالحقد تشويه لجمال الحياة،
ولا تحزن؛ فالحزن إتلاف لأعصاب الجسم والروح،
وتحمل من الهموم ما لا يضنيك، وما لا ينسيك سلطان الله قضاءه وقدره في تصاريف الزمان،
ولا تعش غير مبال بما يجري حولك؛ فالمشاركة الوجدانية أنبل خصائص الإنسان،
ولا تكن أنانيًّا؛ فالإيثار أجمل فضائل الإنسان.
كيف تكون سعيداً
أدِّ واجبك على خير ما يرضي الله، واخدم الناس على خير ما يرضي الناس،
وتعلَّم أكثر مما تستفيد من العلم به، وافتح قلبك لأكرم ما في الحياة من مباهج، وأغمض عينك عن أقبح ما فيها من أسواء، تكن سعيداً في الأرض وفي السماء.
كيف تكون عظيماً
من أطاع ربه وبرّ والديه، ووصل رحمه، وأعان إخوانه، وأكرم أصدقاءه، ونفع سائر الناس، وأسهم في تقدم الحضارة وإسعاد الإنسانية، فذلك هو الذي يدعى في ملكوت السموات عظيماً.
أنفع من الموسيقى
ساعة يتذكر فيها المؤمن عظمة الله وروعة صنعه، تنسيه من الهموم والآلام، أكثر من أيام يستمع فيها الغافلون إلى جميل الأصوات والأنغام.
فارق جسمك مرة بعد مرة
لا بد أن تفارق جسمك مرغماً، مهما طال بك العمر، فاحرص على أن تفارقه الفينة بعد الفينة، طائعاً مختاراً، تخفِّف عنك غُصص مفارقته عند الموت، وتعوِّض عليه ما هو خير منه بعد.
حقائق!
لا يجزع من الموت إلا من ساء عمله وطال أمله،
ولا يخشى من الفقر إلا من ساء بالله ظنُّه، وتقاعست عن السعي عزيمته،
ولا يجانب الصدق إلا من خبثت نيّته وساءت في الحياة طريقته،
ولا يشكو سوء حظه إلا جاهل أو خامل، ولا يشكو جحود الناس لفضله إلا من كان همُّه ثناء الناس عليه،
ولا يزهد في ثناء الناس إلا من كانت وجهته الله، ورغبته في رضوانه،
ولا يصل إنسان إلى هذا المقام إلا بالتوفيق من الله وإحسان.
مناجاة
إلهي! لو حاسبتنا على خطرات النفوس، لحشرتنا مع الأشرار، ولو حاسبتنا على تقصيرنا في حقِّك، لحشرتنا مع أهل النار،
ولو حاسبتنا على نسياننا لآلائك، لما أمددتنا بجزيل نعمائك، ولو حاسبتنا على تبرُّمنا بقضائك،
لما حشرتنا مع المؤمنين، ولو حاسبتنا على استبطاء رزقك، لما كنا من المتوكلين، ولو ركلتنا إلى نفوسنا، لكنَّا من الهالكين.
انتسب إليه ولا تخشَ
من انتسب إلى الكريم لم يخشَ الفاقة، ومن انتمى إلى العزيز لم يرضَ الذلَّة، ومن وثق بالحكيم لم يبد له اعتراضاً،
ومن آمن بالعادل لم يخف من الظالمين، ومن لجأ إلى القويِّ القهار، لم يخشَ صولة الطاغية الجبَّار.
من أحب..
من أحب الله تقرَّب إليه بصالح الأعمال، ومن أحب الرسول صلى الله عليه وسلم، تحبَّب إليه بمحاسن الأحوال،
ومن أحب الجنة، هجر سيئ الأقوال، ومن أحبَّ الخلود، أقبل على ما اشتدَّت مرارته، وأعرض عما عظمت حلاوته.
ما يقوي الأمم ويضعفها
ثلاثة تقوِّي أضعف الأمم: العقيدة الصحيحة، والعلم النافع، والأخلاق القوية. وثلاثة تضعف أقوى الأمم: تبذّل المرأة، وطغيان الحاكم، واختلاف الشعب.
سحر المرأة
من عجيب سحر المرأة، أنها كلما أردت أن تبتعد عنها اقتربت، وكلما أردت أن تغضب منها رضيت،
وكلما أردت أن تتخلَّى عنها تمسَّكت بك، ولست أقول ما قال ذلك القدِّيس: إنها شر لا بد منه، ولكني أقول إنها قدر لا مفرّ منه.
ولا أقول قول الآخر: إنها محبوبة فتَّاكة؛ ولكني أقول: إنها محبوبة مزعجة.
الباطل أكثر أتباعاً
لا يقاس الحق والباطل بقلَّة الأنصار أو كثرتهم، ففي كل عصور التاريخ بلا استثناء كان الباطل أكثر أتباعاً: ? وإن تطع أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله ?.
تألب الناس على الحق
لو كان تألب الناس على الحق دليلاً على بطلانه، لكان حقنا في فلسطين باطلاً،
فإسرائيل لا تزال تخدع الرأي العام العالمي بوجهة نظرها، ومع ذلك فنحن لن نتراجع عن حقِّنا بكثرة أنصارها، وقلة أنصارنا.
الفرصة الوحيدة
الحياة هي الفرصة الوحيدة للخلود بالعمل النافع، فليس فيها متسع للهو والعبث.
اتجاه الجماهير
الجماهير لا عقل لها فيما يوافق شهواتها، فليس إسراعها إلى كل ما يخالف الشرائع، وقوانين الأخلاق دليلاً على صحة اتجاهها.
اتجاهات أهل الحضارة
الذين يتخذون من اتجاهات أهل الحضارة اليوم مقياساً للصحيح والفاسد، يخطئون؛
فالحضارات القديمة، وحضارة اليوم، كان انهيارها نتيجة اتجاه الجماهير نحو الانحلال أو الفوضى.
أتباع الحق وأنصاره
الحق أقل أتباعاً وأقوى أنصاراً، والباطل أكثر أتباعاً وأضعف أنصاراً.
كن كالطبيب الإنساني
لا يروعنَّك تهافت الجماهير على الباطل، كتهافت الفراش على النار، فالطبيب الإنساني هو الذي يؤدي واجبه، مهما كثر المرضى،
فإذا استطعت أن تهدي واحداً فحسب فقد أنقصت من عدد الهالكين.
ضياع الحق بين ثلاث
إنما يضيع الحق بين ثلاث شهوات: شهوة الجاه والشهرة، وشهوة المال والمنفعة، وشهوة اللذة والمتعة.
ثلاثة يضيعون الحق
ثلاثة يضيعون الحق في ثلاثة مواطن: مخلص يسكت عند قوم مبطلين، وعالم يسكت بين قوم جاهلين، ومنافق يتقرَّب إلى قوم ظالمين.
ستة لا يرتجى منهم نصرة الحق
ستّة لا يرتجى منهم نصرة الحق أبداً: قوي مغرور متسلِّط، وشهواني سدَّت عليه الشهوة منافذ تفكيره،
ومبطل وجد له أتباعاً يغرونه بالمضي في طريقه، وعالم اتَّخذ من علمه وسيلة لتحقيق أطماعه،
ومتزهّد اتَّخذ الزهد في الدنيا ستاراً لحيازتها، وطموح للشهرة اتَّخذ من مخالفة الحق سبيلاً إليها.
خمسة كتب لا تجد فيها الحق
خمسة كتب لا تجد فيها الحق خالصاً: كتاب أراد مؤلفه أن يتفلسف وليس بفيلسوف،
وكتاب أراد مؤلفه أن يظهر بمظهر المتحررين في تفكيرهم، وهو يقلد آراء غيره تقليد الببغاء،
وكتاب أراد مؤلفه أن يكتب للجماهير ما يلذ لها دون ما يفيدها، وكتاب أراد صاحبه أن يدوِّن أحداث التاريخ وهو ممن أسهموا فيها،
وكتاب أراد صاحبه أن ينقد شخصاً أو يتحدث عنه، وهو خصم له أو منافس أو حاسد.
أربعة لا تقبل شهادتهم في أربعة
أربعة لا تقبل شهادتهم في أربعة: قوي في ضعيف، ومستبد في مضطهد، ومتهالك على الشهرة فيمن ينافسه فيها، وزوجة غاضبة في زوجها.
الحق والدين
من ليس له دين يردعه عن الكذب؛ لم يقل الحق إلا حين يكون له في ذلك هوى.
لا ترج إنصافه
من لم ينصف ربه بطاعته له، ولم ينصف نفسه بكفها عما يضرها، ولم ينصف إخوانه بتقدير فضائلهم، ولم ينصف الناس بتقدير ظروفهم، لا يرتجى منه الإنصاف في الخصومات.
حلاوة الحق ومرارته
من سمت نفسه عن مطامع الدنيا وشهواتها، وجد الحق حلواً عذب المذاق، من حيث يجده غيره مرًّا كريه المذاق.
عبد الهوى
من استعبده هواه لم يتحرر من الرق أبداً، وهو مستعبد لأسخف الآلهة الكاذبة، وأشدها قوة وضراوة.
تغريدات من كلام الدكتور #مصطفى_السباعي
Be the first to comment on "تغريدات من كلام الدكتور مصطفى السباعي.. هكذا علمتني الحياة"