تجربتي في قراءة سورة البقرة كاملة ( غيرت حياتنا )
قبل الاسترسال في هذا الموضوع أود أن أحمد الله وأثني عليه ﷻ فكل عمل من الطاعات هو من توفيقه عز وجل ، وبحوله وقوته لا بقوتنا ولا بحولنا
تجربتي مع قراءة سورة البقرة كاملة تجربة عجيبة ، وذات عبرة
إلى قبل هذه التجربة لم يسبق لي أن قرأت سورة البقرة كاملة بشكل متوالي في جلسة واحدة
وأعني بمتوالي أي بدون انقطاع
سورة البقرة في ٤٩ صفحة من مصحف المدينة المنورة ، ٢٨٦ آية ، تمثل جزئين وثمانية أوجه.
بمجرد التفكير في قراءتها كاملة كنت أشعر أن ذلك مستحيل ، واستصعب هذا الأمر ..
رغم أن الفكرة تتردد في نفسي منذ سنوات ،، لكن ضعف الهمة كان يحول دون ذلك
وقدر الله أن تصاب زوجتي بحالة من المرض لم يجد لها الطب الحديث تفسير
حالة صداع مستمر وألم في منطقة خلف الرأس يمنع النوم وتسبب في حالة أرق تستمر لأيام يتخللها نوم لدقائق أو ساعات بسيطة
استمرت هذه الحالة لعدة شهور
لم يبق باب من أسباب الطب لم أطرقه ، المستشفيات الحكومية والأهلية وأهل الطب البديل. وكل التحاليل والاختبارات كانت تعطي نتائج سليمة ولا أثر لمرض عضوي
حتى بلغ بنا اليأس مبلغاً عظيماً، وفقدنا الثقة في المستشفيات والأطباء ، وبدأنا نتهمهم بل نسبهم ونشتمهم.
لقد بلغ بنا اليأس مرحلة متقدمة ، حتى وصل بنا الحال اننا في قرارة أنفسنا متهيئون لسماع نتيجة سيئة ، ورم أو مرض مزمن ، المهم ان نعرف طبيعة هذا المرض
ونخرج محبطين إذا لم تظهر نتائج التحليل بشئ ، لأننا مؤمنين بوجود مرض لكن الطب لم يكشف ما هيته.
مساكين نحن بني البشر ، ضعفاء عند البلاء ، لكن الله عز وجل أرحم بنا من أنفسنا ،
سبحانه ما أعظمه وما أرحمه ، وما أعلمه ، وما أحكمه له الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
عدنا ذات يوم من أحد المستشفيات الخاصة بكمية إحباط استثنائية ، كالعادة لا نتيجة ولا احد يعرف أسباب المرض
انطرحت مريضتنا تحت وطأة الألم لا تكاد تستطيع ان ترفع رأسها من ألم الصداع وقلة النوم،
من أصعب المواقف ان تعجز عن تقديم العون لأحد أفراد أسرتك وأنت تراه في حالة من الضعف والألم .
ألهمني الله عز وجل في هذه الأثناء قراءة سورة البقرة ، توضأت وحملت مصحفي وجلست عند رأس مريضتي ، وبدأت في القراءة
بسم الله الرحمن * ألف لام ميم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون
واسترسلت في القراءة ، لم أتوقف ، رغم شعور عظيم من الخشوع والشعور بالتقصير انتابني مع بداية القراءة ، رباه أين كنت عن هذا ؟
طرقت جميع الأبواب البعيدة وتركت اقرب باب ، وأعظم باب ،
واصلت القراءة متمالكاً نفسي، ومدافعاً عبرات تكاد تخنقني ، ويدي على رأسها
بعد دقائق بدأت الحظ عينيها تغرق في الدموع ، وهي مضطجعة، ويدي على رأسها
استمريت أقرأ وأقرأ مقبلاً على ربي ، متبرءاً من حولي ، معترفاً بتقصيري ، راجياً رحمة ربي .
دقائق مرت تزيد عن الأربعين دقيقة ، واذا بي اسمع لمريضتي غطيط ، لقد دخلت في نوم عميق، منذ شهور لم ارها تنام بهذا العمق
حمدت الله ربي ، وزدت تعلقاً برحمته عز وجل ، واستمريت اقرأ إلى أن أتممت السورة كاملة.
استغرقت من الوقت ساعة ونصف تقريباً ، وتركت مريضتي مستغرقه في نومها الذي فقدته منذ شهور
النتيجة التي نراها انها استطاعت ان تنام ، والنتيجة التي نتمناها ولا نعلمها لكن الله يعلمها ، هي كم من الرحمات انزلها الله علينا ،
كانت هذه هي المرة الأولى التي أتم فيها قراءة سورة البقرة ،
لا تسل عن مشاعر الخشوع والفرح والرهبة التي مرت بي ،
لا تسأل عن حجم السعادة وانا أرى مريضتي تنام بعمق لم تعرفه منذ شهور
قررت ان استمر على هذه الوصفة يومياً ، اتوضأ وأقرأ سورة البقرة كاملة
ثلاثة أسابيع على هذه الحال ، وفي كل يوم أراها تتعافى ومن حال حسن إلى أحسن
ظللت اقرأها يوماً بعد يوم ، ثم مرة كل أسبوع ، إلى أن رأيت مريضتي وقد تعافت تماماً ولله الحمد
لقد رد الله عليها عافيتها برحمة منه ببركة سورة البقرة ،
أصبحت قراءة سورة البقرة تستغرق مني وقتاً أقل ، أصبحت أتم قراءتها في أقل من ساعة
نتائجها عظيمة ، وهي كنز ثمين بين أيدينا غفلنا عنه
وبين يدي هذه التجربة أقف وقفات لعل الله ينفع بها قارئها
١ : لا أجد أوفى ولا أتم من قول النبي ﷺ اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة.
٢ : الوضوء قبل قراءة السورة واستحضار النية والإخلاص لله تعالى ،
ولا يمنع ان تكون النية ايمانا بالله وبكتابه وطلباً للأجر من قراءتها وأيضاً بنية طلب الشفاء
٣ : يحسن ان يكون قريباً منك كوب ماء وتلطف حلقك عند الشعور بالتعب
٤ : من المستحسن تجزأتها بحيث يكون لك سكتة لطيفة بعد كل خمسة ورقات للاستراحة ،
ولا تجعل السكتة تطول إلى ان تصبح انقطاع ولا يتخللها حديث جانبي وخروج من الجو الايماني
وختاماً وصيتي لكل من اطلع على هذا المقال اقرأوا سورة البقرة ،
داووا بها مرضاكم استشفوا بها ، نفعنا الله وإياكم بما نقول ونسمع ،
واللهم اجعل القران ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وأحزاننا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد