كورونا سلاح بيولوجي بين الواقع والافتراض 2\4

كورونا سلاح بيولوجي بين الواقع والافتراض للكاتب فؤاد الكنجي ، الجزء الثاني من المقال وتناول فيه الكاتب تاريخ الحروب البيولوجية

كورونا سلاح بيولوجي بين الواقع والافتراض 2\4

فواد الكنجي

وهكذا استمرت وحشية الإنسان ترافق تحضره في كل زمان ومكان؛

وظل يفكر دوما باستخدام كل الأساليب القذرة كـ(الأسلحة البيولوجية) للقضاء على أعدائهم؛

لنشهد في عام ( 1710 ) اثر قيام (الروس) بمحاصرة قطاعات الجيوش (السويدية) في (استونيا)،

فما كان لـ(الروس) إلا اللجوء بإرسال جثث مصابة بـ(الطاعون) إلى صفوف الجيش (السويدي) لإنهاء الحصار وهذا ما تم،

وعلى نفس النحو فعلت (بريطانيا) باتجاه القبائل (الهندية) في (الهند) ليتم احتلالها؛

فقاموا بإرسال مناديل وأغطية ملوثة بفيروس (الجدري) كهدية لرؤساء القبائل (الهندية) ليفتك هذا الفيروس معظم السكان الأصليين؛

فهربوا إلى أماكن بعيدة خوفا من الوباء، واستمر (البريطانيون) يستخدمون هذه الأساليب ضد (الهنود)؛

فما إن يتوقفوا لفترة حتى يعود مجددا باستخدامه؛

واستمر هذا التعامل قائم منذ عام ( 1817 ولغاية 1910) بحق (الهنود) من السكان الأصليين بل وخلال الحرب الأهلية (الأمريكية) عام (1816) حيث اتهم جميع الأطرف المتصارعة باستخدام السلاح الجرثومي (الجدري) ضد بعضهم البعض .

الجمرة الخبيثة القمح الملوث

وخلال فترة الاستعمار والغزوات والسيطرة على منابع الثروات ظلت الدول الامبريالية تستخدم السلاح (البيولوجي) ضد الدول التي لم تستطع مواجهتها عسكريا؛

لدرج التي ربط انتشار أي وباء بوجود الاستعمار، وهذا الحال استمر حتى دخول البشرية (عصر التنوير)؛

ولكن للأسف مرة أخرى تم استغلال هذا التطور والتقدم الصناعي والتكنولوجي في صناعة الأسلحة (الجرثومية) الأكثر فتكا،

وهذا ما تم ملاحظته خلال (الحرب العالمية الأولى) حيث تذكر الوثائق بان (الألمان) استخدموا تقنية إنتاج الأسلحة (الجرثومية) في مواجهة أعدائهم من نشر فيروس (الكوليرا) و(الجمرة الخبيثة) و(القمح الملوث) و(الطاعون) والذي استخدم ضد (روسيا)،

والماشية المصابة بـ(الحمى القلاعية) استخدم ضد (أمريكا)، ونشر (كوليرا) في (ايطاليا)،

ونظرا لجرائم المرتكبة من خلال هذا (السلاح الجرثومي) قرر عام (1925) انعقاد مؤتمر (جنيف) يحضر استخدام (السلاح البيولوجي) في الحروب،

ولكن إثناء (الحرب العالمية الثانية) وجد بان الدول اتجهت في صناعة وتطوير قدراتها بإنتاج (الأسلحة البيولوجية) أكثر فتكا وتدميرا حتى ما بعد انتهاء الحرب، فـ(أمريكا) استخدمت (الجمرة الخبيثة) و(الطاعون) و(الزهري)،

و(اليابان) استخدمت هذه الفيروسات ضد (الصين) عبر قنابل انشطارية وغيرها من أساليب (الحرب القذرة)،

بينما قامت (الولايات المتحدة الأمريكية) باستخدام (أسلحة بيولوجية) ضد (فيتنام ) في الحرب (الأمريكية – الفيتنامية) حيث استخدموا بكتيريا (التلريات) التي تنتقل إلى أللإنسان عبر (القوارض) التي يصيبها هذا الفيروس وهو سلاح استخدمته (أمريكا) ضد (كوريا الشمالية)،

وفيما بعد وفي عام (1972) أعلنت (أمريكا) عن تدميرها لهذا السلاح طوعيا،

ولكن في عام ( 1990 ) أثناء قيام (أمريكا) غزو (العراق) وجدنا بأنهم استخدموا الأسلحة الجرثومية في معركة (عاصفة الصحراء) ضد قطاعات الجيش (العراقي) اثر قيام (العراق) احتلاله لدولة (الكويت)،

وكذلك قاموا الأمريكان إثناء احتلالهم (العراق) عام (2003) بإطلاق قذائف صاروخية وقنابل مشعة تحتوي على (جراثيم سامه) ومنها ما سمي بـ(البوتولينوم) و(اليورانيوم المنضب) مجددا وكما استخدموها عام (1990)،

وهي من (الجراثيم المسرطنة) التي أصابت الكثير من (العراقيين) وخاصة (الأطفال) في المدن الجنوبية .

مقاومة الضمير البشري

وعلى رغم من إن هذا السلاح (البيولوجي) قد حصد أرواح أكثر من (خمسمائة مليون) إنسان خلال الحقب الماضية؛

ورغم بشاعة الأمر وقسوته؛ إلا إن البشرية والضمير البشري لم يهز قيد أنملة؛

لا بما أوقعه هذا السلاح (البيولوجي) ولا بالسلاح (النووي) الذي استخدمته (أمريكا) ضد (اليابان) – وبدون تردد – ولا بالأسلحة الفتاكة الأخرى سواء كانت تقليدية أو غير تقليدية؛

ولم يتعلم من أخطاءه، ليفجع المجتمع البشري مجددا في كل إنحاء العالم بجائحة فيروس المصنع (كورونا – كوفيد 19) المعدي والقاتل؛ الذي انتشرا منذ مطلع العام العالي (2020) في مدينة (ووهان الصينية) وسرعان ما انتشر بسرعة البرق في كل إنحاء العالم؛

ليحصد لحد كتابة هذا المقال أكثر من مائة ألف إنسان وإصابة ما تجاوزا مليون ونصف مليون إنسان؛ والعدد قابل لتصاعد؛

لان لحد الآن لم تكتشف الهيئات الطبية المتخصصة في كل دول العالم أي لقاحا أو أي علاج ناجع لهذا الفيروس المعدي والقاتل؛

ويعتقد – وهو ضمن نطاق (الافتراض) – إن أي علاج لهذا الوباء لن يأتي إلا بعد مضي (ستة أشهر أو ثمانية عشر شهرا)، وهذا يعني قياسا لعدد المصابين الذين تجاوز اعددهم عن (مليون ونصف مليون مصاب ومائة ألف حالة وفاة) خلال الأشهر القليلة الماضية،

بان عدد المصابين بهذا الوباء قد تصل وفق مقاربة حسابية إلى أعداد مرعبة فعلا .

كيف انتشر الفايروس

ففيروس (كورونا- كوفيد 19) قد أشاع عنه بأنه (فيروس) وبائي سريع الانتشار تم تسربه من مصنع إنتاجه والذي يرتبط ببرامج سرية في مدينة (ووهان الصينية) للأسلحة (البيولوجية)،

وهذا المصنع يقع بقرب من سوق (المأكولات البحرية) التي تقول (الصين) إنه منشأ الفيروس لم يكشف في وقتها،

ووفق إحصائيات (صينية) خلال تلك الفترة غادر أكثر من (خمسة مليون صيني) إلى مختلف أنحاء العالم، ولم يعرف في حينها عن الأسباب الحقيقية وراء انتشار هذا (الوباء)؛

فلم تتخذ الدولة أية إجراءات وقائية واحترازية في حينها فحصد أرواح ألاف (الصينيين) وآلاف المصابين،

لينتشر بسرعة البرق في عموم (قارات العالم ودولها) وخاصة في (أوربا) و(أمريكا الشمالية) و(أسيا) و(إفريقيا) ليحصد أرواح ألاف الأبرياء في (ايطاليا) و(اسبانيا) و(بريطانيا) لدرجة التي زاد عددهم عما أصيبوا في (الصين)،

واليوم يحصد أرواح (أمريكان) بشكل غير متوقع وأكثر من أية دولة في العالم،

وكان لانتشاره الغامض والمفاجئ والسريع هو الأمر الذي فتح المجال إمام الرأي العام وخبراء الصحة التكهنات حول إمكانية (صناعة) هذا الفيروس عن طريق التلاعب في جينات الهندسة الوراثية لهذا الفيروس (كورونا – كوفيد 19) التي أجريت له في المختبرات،

وكان لتسربه الغير المتوقع وخروجه من طور السيطرة عليه؛

هو الأمر الذي جعل من إيجاد حلول علاجية لمواجهة تفشي هذا الوباء في بلدان العالم (مستعصية) في الوقت الحاضر؛

لعدم معرفة طبيعة الجنات وسرعة الانتشار الفيروس ودورة حضانته والتي قد تستمر بين أسبوع و ثلاثة أسابيع،

كما لم يعرف عن الفيروس (كورونا – كوفيد 19) المستجد أو ما يسمى علميا بـ(متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد)، مدى عدوى الأشخاص قبل ظهور الأعراض عليهم،

ولا عن أسباب إصابة أشخاص حتى بعد تعافيهم الظاهري؛

ليتم وضع حلول ناجعة للقضاء عليه وليتم تحديد الإجراءات المضادة والحد ومنع انتشار موجات الوباء في المستقبل .

About the Author

فؤاد الكنجي
فؤاد الكنجي فنان تشكيلي من العراق. ولد في عام 1957 في مدينة كركوك بالعراق,و حصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة الحديثة من جامعة بغداد عام 1983. إضافة إلى الفن التشكيلي اصدر عديد من المؤلفات بداية من ديوان الشعر بعنوان ( ضوء على مياه الثلج) عام 1983 في بغداد, ثم ديوان الشعر بعنوان ( مراثي الجسد ) عام 1984 في بغداد , و ديوان الشعر بعنوان ( البكاء الأخير ) قصيد ولوحات عام 1985 في بغداد , و ديوان الشعر بعنوان( سحب الذاكرة ) قصيد مرسومة عام 1987 في بغداد , و ديوان الشعر بعنوان ( أحزان قلبي ) في بغداد عام 1992 , ثم اصدر ديوان الشعر ( حرائق الحب ) في جزئيين الأول تحت عنوان ( رسالة ساخنة إلى الخائنة –م- واللامعقول في سيكولوجية الحب ) ..

Be the first to comment on "كورونا سلاح بيولوجي بين الواقع والافتراض 2\4"

تعليقك يثري الموضوع