الماركسية الثقافية
«عن الماركسية الثقافية»
قبل ذي بدء، لنلقي نظرة على المبادئ «الليبرالية الكلاسيكية» وإيديولوجيا الحريات:
- هي الدولة محدودة الصلاحيات،
- سوق حر،
- حرية حمل السلاح للمواطن،
- تشكيل ميليشيات بسلاح ثقيل توازي جيش الدولة،
- فيدرالية حرة،
- حق الإنفصال،
- تقديس الملكية الفردية،
- حرية الخطاب….
مدرسة فرانكفورت (الماركسية الثقافية)
حركة فلسفية نشأت في مدينة فرانكفورت سنة 1923، وبدأت في معهد الابحاث الاجتماعية.
بعد فشل نبوءة ماركس بالثورة العمالية الكبرى، انطلقوا في طروحاتهم من سؤال جوهري هو:
مالسبب في عدم قيام الثورات الاشتراكية في أمريكا وغرب أوروبا؟
وكان الجواب هو الثقافة المنتشرة وأسس الحضارة الغريبة .
فكان يجب هدمها بالغزو الثقافي الذي سيجعل كل القيم والأخلاقيات فارغة المعنى ومن هنا صاغ “ماكس هوركهايمر” المصطلح الذي سيصبح شعلة اليسار الجديد (النظرية النقدية).
النظرية النقدية هي عبارة عن انتقاد لكل شيء دون توقف ودون كلل وملل لتمزيق النسيج الإجتماعي.
الدين، العادات والتقاليد، الثقافة، الهوية العرقية والاثنية، الميول الجنسية الطبيعة، الفطرة البيولوجية للذكر والأنثى الخ..
النطرية النقدية لا تهدف لبناء حضارة بل على النقيض تماماً
تدمير الحضارة لخلق مجتمع عدمي بما فيه الكفاية ليتقبل ديكتاتورية البروليتارية..
(هربرت ماركوزه، ايريك فروم، ثيودور ادورنو، مـاكس هوركهايمر، فيلهم رايك) كلهم اضطرو للهروب من ألمانيا والإستقرار في أمريكا بعد صعود أدولف هتلر الى السلطة.
في أمريكا تم قبولهم في جامعة كولومبيا وأصبحت النظرية النقدية تدرس رسمياً في جميع الجامعات والمدارس..
بعيداً عن الموضوع وبالتزامن مع ذلك الوقت في فرنسا ظهر اثنان من أبرز منظري وفلاسفة و رموز النسوية “سيمون دي بوفوار” و حبيبها “سارتر”،
سيمون دي بوفوار كانت قوادة بكل معنى الكلمة فكانت تغري رفاقها القاصرين من الثوريات وتقدمهم لصديقها البيدوفيلي سارتر برضاهم او دونه..
ادورنو استغل الهولوكوست لدفع الماركسية الثقافية عبر لوم التقاليد الغربية وتحميلها المسؤولية على ظهور النازية
وفيلهم رايك قال: السبب الأساسي لظهور النازية هو (الكبت الجنسي) ومؤسسة الزواج الظالمة.
رايك كان طبيب نفسي وسجن لاحقا بتهمة التحرش بمرضاه هو من وضع لبنة التفكير النسوي المعاصر.
قام سيمون وسارتر بتوقيع وثيقة تطالب بتشريع البيدوفيليا،
وفي الواقع ان البيدوفيليا كانت جزء من مجتمع ال(LGBT) ولكن تم تخفيض المطالب لاحقاً،
فالتغيير يجب ان يكون تدريجي، ويمكن تتبع قادة الحركة البيدوفيلية “نامبلا” بأن أغلبهم كانوا أعضاء في حركة المثليين.. . . . .
فليس من الغريب عندما تُشرحّ عقل النسوية لن ترى سوى اغتصاب، تحرُش، بيدوفيليا الخ..
فتلك صِفات من أسّسَ الحركة!.
بالعودة الى أمريكا ومع الاضطرابات والمظاهرات الاشتراكية ضد حرب فيتنام والتي كانت مرحلة مفصلية بصعود الماركسية الثقافية، صاغ ماركوزه نظرية جديدة تسمى ب” التسامح القمعي” او “الصواب السياسي”
وجملة ستظهر لاحقاً في الحرب السورية حتى “مارسوا الحب لا الحرب”.
الصواب السياسي هو مصطلح كان يستعمله الجزار الشيوعي ماو والذي كان يسمى مؤيديه بالصائبين سياسياً ،
بالعودة للنظرية فإنها تنص على التالي :
الأقليات الضعيفة والصغيرة ، يجب ان تُساعد ،
استمرار بقائها أكثر أهمية ، من الحفاظ على حقوق وحريات الأغلبية التي تظلم تلك الأقليات..
فالتسامح يجب ان يكون فقط مع الأفكار غير المزدهرة ولا يمكن ذلك إلا بقمع الأفكار المسيطرة.
والمعنى : إذا كنت توافق ماركوزه فيجب التسامح معك وان كنت تعارض ماركوزه يجب أن يتم اسكاتك.
فتم صياغة العديد من المصطلحات لضمان عدم انتقاد الاقليات وجلد الاغلبية بالنظرية النقدية
( هوموفوب (رهاب المثلية)
اسلاموفوب (رهاب الإسلام)
ميسوجيني (كراهية المرأة) هيتروسيكشوال،
أنتي سيميتيك(معاد للسامية)،
عنصري الخ..).
وبالمقابل لن تجدَ مُصطلَح واحِد ضِد من يَنتقد الاغلبية البيضاء المسيحية
فحتى العنصرية لا تشّمل الأقليات،
حسب أراء الليبراليين الجُدد (السود لايمكن ان يكونو عنصريين !!)
القومية مقابل تعدد الثقافات،
العائلة مقابل النسوية ،
المسيحية مقابل الاسلام ،
البيض مقابل السود،
السلطة الأبوية “البطريركية” مقابل استقلالية الاطفال وعدم غسل ادمغتهم
(طبعاً لاينطبق غسيل الادمغة على الدولة)
الشهوة الجنسية الطبيعية مقابل الشواذ ،
الذكر الطبيعي مقابل تعدد الجندرة..
مالهدف من كل ذلك؟؟
الهدف بإختصار تدمير المجتمع بتدمير أهم عنصر فيه (العائلة).
تمثلت كل تلك المبادئ بالثورة الجنسية في السبعينيات ،
وأصبحت فلسفات مدرسة فرانكفورت لها نفوذ في النِظام المدرسّي، وسائل الإعلام، الجامعات، هولييود، الدارسات الإنسانية والجندرية المعاصرة..
صعود ترامب كان رد فعل على هذه السياسة المجحفة وللأسف اليسار يستغل المسلمين ويجعل من الحجاب رمزا لثورة يشارك فيها المعقدات والشواذ!.
اليوم هناك استيراد شرس لأفكار اليسار وبالمقابل نرى جموداً وحيرة من الطرف المقابل فهم لايفهمون جيداً مالأيديولوجيا التي يحملها هؤلاء
(وفي الواقع هم اغلبهم لا يفهمونها) ويكتفون بجملة لماذا لاتنتقدون سوا الإسلام
(الموضوع متعلق بالأغلبية لا بالاسلام ولا غيره).
فمثلاً لن تجد الانتقادات القومية ،الدينية ، التاريخية،الثقافية والعرقية سوا للعرب السنة ،
واذا وجه انتقاد لأيديولوجيات الدينية للأقليات فيتم اظهارها كقصص الاطفال بأسوأ الأحوال،
وإظهار اعيادهم وثقافاتهم كشيء جميل ومُرهف الحسّ،
والغالبية بكل مواصفاتها نازية و فاشية ،
والمصيبة ان تلك افكار قادرة فعلاً على قلب المجتمع رأساً على عقِب !.
م : عبد الله رجب.
Be the first to comment on "الماركسية الثقافية"