رسالة إلى طلاب المدارس والجامعات
بسم الله والحمد لله وبعدُ :
أولاً : النية مهمة في طلب العلم
حتى وإن كان العلم من علوم الدنيا.
قال العلامة عبد العزيز بن باز :رحمه الله تعالى : العلوم الأخرى غير العلوم الشرعية ،مع صلاح النية تكون عبادة،ومع خلوها من ذلك تكون أموراً مباحة.
العلم وأخلاق أهله(ص،٢٤).
وفي الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنما الأعمال بالنيات،وإنما لكل امرئ ما نوى)متفق عليه.
ثانياً : لا بد للمتعلم أن يحمل هم نفسه وهم أمته،لا هم نفسه فقط،وأن يتعلم من أجل أن يفيد ويرتقي بأمته.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ( خير الناس أنفعهم للناس )،(وأحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ).في الجامع،والطبراني وصححه الألباني.
ثالثاً : لا بد من الاجتهاد في تلقي العلم وليس فقط الاعتماد على ما أخذه الطالب من الجامعة أو المدرسة فالجامعة والمدرسة تعتبر مفتاح للعلم، ولا يقنع الطالب بما أخذه من العلم من الدراسة النظامية.
فلا يتوقف عن الطلب ولا يظن أن العلم منحصر بالدراسة النظامية.
فلم يكن في قديم الزمان كما هو معلوم جامعات ولا شهادات وإنما العالمُ والمتعلم هو الذي يثبت نفسه بعلمه بحق وحقيقة، لا بشهادة قد يأخذها أو وصف لا ينطبق عليه.
رابعاً : أن يجعل العلم هو الغاية ،وألا يجعل العلم وسيلة لكتساب الأموال والألقاب وغيرها ،وإذا نظرنا في سيرة السابقين والسالفين من أهل العلم كانت غايتهم العلم ويذللوا كل شيء من أجل الوصول إلى هذه الغاية ، ويبالغون في ذلك حتى أن الواحد منهم ليبيع بيته من أجل العلم وطلبه، لذلك كانوا هم الأصل وارتقوا بأنفسهم وأمتهم.
خامساً : لا بد من الإتقان والأمانة ومراقبة الله عز وجل في العلم والعمل .
قال صلى الله عليه وسلم( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه).
اي يحسنه ويكمله .
أخرجه أبو يعلى والطبراني،وصححه الألباني.
سادساً : التنبه وعدم التأثر بالعادات والثقفات الغربية التي في المدارس الأجنبيةو مدارسنا أيضا ،والتي هي زائدة على المادة العلمية التي تدرس، ويتم دسها ضمن المنهاج التعليمي واعتبار بعضها رقي وتقدم ،وما هي إلا غزو أخلاقي وثقافي لا يناسب المسلمين، وليس له علاقة بالعلم المطروح في هذه الجامعات والمدارس إنما هو دس من أعداء الله والأمة بقالب العلم وضمن المواد المقررة.
والله المستعان وبه التوفيق وعليه التكلان،وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.