الأحداث المعاصرة وكيفية تدوينها مقال للكاتب عباس البخاتي يتناول نقطة مهمة في آلية تدوين الأحداث بعيداً عن المؤثرات والانتماءات
الأحداث المعاصرة وكيفية تدوينها
عباس البخاتي
إن تدوين الحدث التاريخي له أهمية كبيرة،
بحيث لا يمكن للباحث التغافل عنها بعد إدراك أهمية اللحظة التاريخية في بعدها السياسي والإجتماعي لبلد متنوع الثقافات والمذاهب والقوميات واللغات مثل العراق .
مهما تسارعت وتيرة الأحداث في المنطقة،
فان ذلك لا يعني التعامل معها كمفردة ثقافية بعيدة عن الهم السياسي المتعلق بالشأن العراقي .
بناء على ما ذُكِرَ أعلاه،
فإن( الصخب) الإعلامي والثقافي المعاصر لتلك الأحداث وسرعة الإتصال وسهولة الحصول على المعلومة لا يعني الإحاطة بالأحداث وحيثياتها
مالم يؤخذ بنظر الاعتبار أصالة القضية والإلمام بجذرها التاريخي .
تعتبر المتغيرات الإجتماعية والسياسية المصاحبة لعملية التغيي أجد أهم مسببات التعامل السطحي من قبل الجيل المعاصر،
خلافاً عما كان عليه الأمر سابقاً،
وعليه لابد من العمل على إيضاح بخصوص عدة مفاهيم بالإشارة إلى مصاديقها
وتفهم الحاجة الماسة لمعرفة خلفيات الأحداث وتأثيرها في الحاضر والمستقبل .
يتحمل الأداء السياسي السيء مسؤولية ولادة تصوراً سلبياً لدى البعض عن الحقبة المعاصرة،
وكأن جميع الفعاليات المتصدية والشخوص الفاعلة غير معنية بالهم الوطني،
فشاعت ثقافة الإتهام والتخوين لتشمل جميع المتصدين
وكأن الكل يبحث عن المصلحة الخاصة،
وهذا يعد إجحافاً بحق البعض ممن حمل لواء القضية وبرهن على أصالة موقفه في سلوكه السياسي وتعاطيه مع الحدث .
التاريخ تحليل وتوثيق
التأريخ ليس سرداً لأحداث فحسب _ بل لابد من تحليلها بعيداَ عن الخلغيات السياسية والعقائدية للمهتمين بهذا الشأن،
خصوصاً وإن البعض منهم في قلب الحدث
الامر الذي يجنبه إسقاطات الفاصل الزمني وتأثيره على دقة المعلومة
وإبعاد الدوافع الذاتية للاشخاص الذين تتعلق بهم .
إعتاد المتلقي وعلى مدى العقود الماضية على تقبل المعلومة وأُرغِمَ على الأخذ بها،
فقد كانت لمسات السلطات الحاكمة واضحة على تدوين الحدث التأريخي بغية ربط قناعات الأفراد بهذه السلطة أو تلك،
من خلال فرض رؤيتها الخاصة
الأمر الذي عكس تاريخاً مشوها عن الواقع العراقي لمقطع زمنية مهمة .
شهدت العقود الثلاث الأخيرة من القرن الماضي احداثاً مثيرة إنعكست على المنطقة برمتها،
وهي بحاجة الى تدوين محترف خصوصاً فيما يتعلق بالشأن العراقي ودور التشكيلات السياسية القائمة
بغض النظر عن مستوى نجاحها من عدمه .
رغم تعدد التوجهات التي ساهمت برسم المشهد السياسي في العراق وإختلافها آيدلوجياً إلا أن للبعد العقائدي اثره الواضح في هذا الصراع
فأصبحت المرجعية الدينية_ السياسية حاجة ملحة لتشخيص المصلحة وإتخاذ القرار المناسب في المنعطفات الصعبة .
وعليه فلابد من ربطها باصولها الفكرية بإعتبارها إمتداداً لتلك الجذور
وترسيخ ثقافة الإعتزاز بالمنجز الوطني المنبثق من المدرسة العقائدية التي كانت دماء رموزها مداداً يؤصل الإنتماء التأريخي لهذا العطاء الخالد
الذي تعمل على تشويه ملامحه الارادات المتصارعة .
Be the first to comment on "الأحداث المعاصرة وكيفية تدوينها"