أنا مختلف … ولست متخلف !!!
د. نيرمين ماجد البورنو
لم يولد الانسان وهو مخير بين شكلة ولونة وعرقة وجنسه وغناه وفقرة وصحته
فاذا ما احترمت الخلق في تلك الاختلافات فاحترم الخالق !!!!
فما دام الناس يختلفون في ألوانهم وألسنتهم، وطبائعهم وطُرق معايشهم، وفي البيئة التي يَحْيَون فيها، وفي الثقافة التي يَنْهَلون منها، فإنهم لا شك يختلفون في آرائهم وتفكيرهم,
ويكفي أن يسأل الإنسان نفسه: ماذا لو كان هناك صنفٌ واحدٌ فقط ممّا نأكل أو نشرب؟!
ثمّ ماذا لو كان هناك نهارٌ بلا ليل ؟؟؟ ؟!
وكيف سيكون العيش لو كان المطر ينهمر بلا توقّف،
أو لو كان الجفاف هو السائد في كلّ الأزمنة والأمكنة؟!
رغم كل التساؤلات التي تطرح لكن للأسف ما يحدث الان في العالم من انتشار لظاهرتي التمييز والتعصب في الدول المتقدمة والتي تدعي الحضارة والرقي لا تبشر الا بالخوف والقلق وانفجار النزاعات على أساس مصلحي وديني وعرقي بأشكاله,
والكارثة انهم لم يدركوا ان ارتفاع الوعي الى مستوي الاختلاف أو التنوع هو قيمة حضارية وانسانية ودليل سمو ورقي ,
وأن الإختلاف لا يفسد للود قضية ولا يفضي للضغائن وتوغير الصدور.
ما أحوجنا في هذا الزمن أن نتعلم ثقافة الاختلاف بين البشر لا الخلاف ,
ونصون الاختلاف والتنوع ونحترمه وحرية الفكر والاجتهاد والاختيار ,ورفض كل تمييز على أساس ديني وعرقي أو اجتماعي ,
وإن الاختلاف في الالسن والالوان كالاختلاف في الليل والنهار والسموات والارض,
لان الاختلاف بناء واما الخلاف فهو صورة من صور الهدم ,
وهذا لا يتم الا عبر التلاقي والحوار والتواصل مع الاخرين لنتعارف لا لنتعارك ونتكامل لا لنتصادم ,
لان الانسان لا يعيش في هذه الحياة منعزلا عن بقية المجتمع بل يلبي حاجاته بالتعاون والتواصل مع أفراد المجتمع ,
ماذا يحدث لو حملنا شعار رايي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب ,
حتى التنوع في الالوان المفضي للتكامل ظاهرة صحية , ترسم لنا لوحة منسجمة رائعة باهية الالوان ,
تختلف لتتكامل وليست تعارض وتعاكس بل تضفي جو من البهجة والجمال فتسعد الروح وتريح العين وتملي النظر جمال .
ماذا يعني ان يكون الانسان مختلفا عن أخيه الانسان؟؟؟
يعني أن يكون حرا في اختياره وفي موقفه وسلوكه؟؟؟
وحراًفي فكره وسعيه؟؟؟
وحراً في انتسابه وولائه وانتمائه؟؟؟
وحراً في إبراز ثقافته ومزاولة عاداته؟؟؟
وماذا لو جعلنا من اختلافنا ، اختلاف تكامل لا اختلاف تطاحن وتنافر !!!
اذن فلا تحاول أن تغير أحدهم حتى يلائمك ولا تغير من نفسك لتلائم غيرك فقط كن ذاتك وارتقي,
فلقد خلقنا الله مختلفين لنتكامل وليس لنتناسخ , فأهلية الانسان للحياة وتشكله وتفتحه مستمدة من الاختلاف الحر ,
وان الحرية في الاختلاف جمال اخر لا تدركه عقولنا .
مقال ضاف وثري. كل الشكر دكتورة.