قوة الكلمة ، قد لا تعلم ما تثيره كلماتك في أنفس الآخرين ربما أنقذت نفسًا وربما قتلت أخرى، وكم من منصتٍ إذا تحدث ألجم ركيك الكلام وأخرس الثرثار . نعمة القحطاني
قوة الكلمة
نعمة القحطاني
للكلمة قوةٌ تضاهي قوة السلاح بل هي في الأصل سلاحٌ ذو حدين.
فبخطاب تستطيع أن تستنفر أمة،
وبمقال تحرك مجتمعًا بأسره،
وبعباراتٍ بسيطة تغير أفكارًا ومعتقدات،
وبالكلمة تستطيع أن تدفع وتدافع عن نفسك.
وقد لا تعلم ما تثيره كلماتك في أنفس الآخرين ربما أنقذت نفسًا وربما قتلت أخرى،
فانتقِ كلماتك كما تنتقي طعامك وشرابك فبعض الكلمات هادمٌ وضار وبعضها بانٍ ومفيد،
والكلمات الصغيرة تصنع أفعالاً كبيرة،
ولسانك له سلطة عظيمة ترفعك أو تضعك،
فعلى كل متكلمٍ أن يتنبه لما يقوله وعليه أن يتحمل تبعات كلامه فكما يقال:”لسانك حصانك إذا صنته صانك وإذا خنته خانك”.
لن يجبرك أحدًا على التحدث ولن يكرهوك على قول ما تكره قوله ما لم ترغب أنت في ذلك،
ولكن لابد أن تحاذر وعندما يطلب منك الحديث فأوجز فالبلاغة هي الإيجاز قل ما هو مفيدٌ وبليغ ودع عنك الاسترسال الفارغ والإبتذال الممل،
ولن تندم حين تصمت طويلًا فالكثير ممن يتحدثون بعد صمتٍ طويل هم في غالب الأمر أفصح الناس وأبلغهم إذا تكلموا وأنجحهم عندما يطرحون ما لديهم،
فالصمت طويلًا يعني استيعابٌ أكثر وفهمٌ أوسع،
فكم من منصتٍ إذا تحدث ألجم ركيك الكلام وأخرس الثرثار.
كما أن للكلام آدابٌ وجب على كل عاقلٍ الإلمام بها فلا تتحدث في ما لا يعنيك فقد تصدم بكلمة تجعلك تكره الكلام أبدًا،
ولا تنبش عن كلام قد عفى عليه الزمن واثارته لا تجلب سوى المتاعب،
ولاتتحدث بلسان غيرك فربما ظلمته وألحقت به الضرر عن غير قصد،
ولتعلم بأن الجميع قد لا يملكون وقتًا لاضاعته فإن لم يكن هناك داعٍ أو ضرورة للكلام فلا تتكلم،
ولا تنقل كلامًا لست متأكدًا منه فسيضعون على كلماتك كلمات ثم قصة كاملة لا أصل لها.
وأخيرًا تذكر بأن لسانك هو الصديق الذي به تنجو أو تهلك.
بقلم/ نعمة علي القحطاني
Be the first to comment on "قوة الكلمة"