أعمال فيكتور هوجو ، رواية (البؤساء) أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع ، مقال مطول للكاتب فؤاد الكنجي تناول فيه حياة الكاتب ، وأعماله الأدبية وأشعاره
فيكتور هوجو قدم لنا أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
فواد الكنجي
أعماله
وفي خضم هذا الصراع وهذه التحولات في حياة (هوجو) فهو ما انكفأ عن الكتابة ونشر إعماله التي كنت تلقى رواجا منقطع النظير ليس في (فرنسا) فحسب بل في عموم (أوربا)،
وهنا سنسلط الضوء عن أهم رواياته التي مازالت إلى يومنا هذا مدار اهتمام القراء والمثقفين والمهتمين بشؤون الفكر والأدب والنقد؛ فنذكر منها :
رواية البؤساء
تعتبر رواية (البؤساء ) واحدة من أهم إعمال (هوجو) بكونها تعتبر رواية لكل العصور،
ولهذا حينما نتعمق التأمل بروايته الرائعة (البؤساء) والتي تم نشرها عام 1862 وحصلت على العديد من الجوائز والتي تعتبر إلى يومنا هذا من أشهر وأهم روايات صدرت في تاريخ العالم وليس في فرنسا فحسب،
إننا نستشف فيها حجم التعبير عن الظلم الاجتماعي الذي كان سائد ويلتمس وقائعه في بلاده (فرنسا)،
الرواية وان كانت توصف وتسلط الضوء عن الحياة في (فرنسا) خلال القرن التاسع عشر؛ بكل تجلياتها إلا إن الظلم الاجتماعي الذي جسده (هوجو) في هذه الرواية هو ذاته تحسها كل الشعوب المضطهدة في مختلف بقاع الأرض،
فالرواية جسدت هذا الواقع المؤلم من خلال ما قدمته من شخصيات؛ ومنها شخصية السجين (جان فالجان) ومعاناته بعد الخروج من السجن،
فتطرح الرواية تساؤلاتها حول عدة قضايا منها حول طبيعة الخير والشر.. والقانون في (فرنسا).. وطبيعة الحب والرومانسية.. و اللا مبالاة.. والفقر على الأرض،
ولهذا تعتبر رواية (البؤساء) محورا تاريخيا تؤرخ بصدق عن حقبة الثورة الفرنسية الكبرى؛
والسبل التي جعلت الشعب يطيح بالنظام القديم،
نعم هي رواية تسلط الضوء عن قصة العصر من أجل إقامة حكومة شرعية تؤمن بحقوق الإنسان والمواطن الفرنسي في العصر الحديث .
فإحداث الرواية تدور حول قصة عدد من شخصيات التي قدمها (هوجو) في هذه الرواية ؛
والتي تعد أعظم عمل كتبه (هوجو)،
حيث تسلط الرواية التي تشمل على فصول كثيرة؛
تطرح الكثير من المواقف و الجوانب الإنسانية كالحب.. والحرب الطويلة.. والأيام.. والسجن الذي أضاع حياة إنسان،
كل ذلك جسده (هوجو) في شخصية بطل الرواية (جان فالجان) وهو رجل فقير تم سجنه بسبب سرقته لقطعة خبز وحكم علية لمدة قصيرة؛
ولكن لهروبه المتكرر قبع في سجن لمدة تراوحت 19 سنة و لأسباب تافه؛
قضى حياته وهو يبحث عن لقمة العيش شريفه؛
كما تحدثت الرواية عن (نابليون بونابرت) والشباب الفرنسي في عهده الديمقراطي،
فالرواية في مجملها تتحدث عن الحياة الاجتماعية البائسة التي عاشها الفرنسيون بعد سقوط (نابليون) في عام 1815،
فإحداث الرواية تدور بين فترة سقوط (نابليون) والثورة الفاشلة ضد (الملك فيليب) في عام 1832،
أي في فترة النزاعات التي كانت لها اثر عظيم في البنية الاجتماعي والاقتصادية لفرنسا آنذاك،
فالرواية تعكس هذا الواقع في ظل غياب العدالة الاجتماعية وانتشار الجريمة.. والفساد.. والفقر .
حيث يصور الكاتب معاناة التي عاشها الفرنسيين من خلال شخصية (جان فالجان) الذي عانى مرارة السجن؛
وعانى أيضا بعد خروجه منه.
وأشهر شخصيات الرواية هي (جان فالجان) و(العمدة مادلين) و(فانتين) و(كوزيت) و(تينيارديه) و(مدام تينارديه) و(أزلما) و(المفتش جافير) و(ماريوس بونتمرسي) و(ايبونين) و(أنجلوراس) و (كوريڤير اكص) و(الأسقف ميريل)،
وكل هذه الشخصيات تحمل في الرواية صفات ارتبطت بالإحداث وسلكت سلوكا خاص وفق قيم ارتبطت بواقع الإحداث التي لا يمكن إن توصف إلا بكونها ممتعة ومثيرة،
فـ(هوجو) إذ يقدم هذه الشخصيات إنما أراد استعراض عدد مختلف ومتنوع من أنماط الشخصيات تتجاوب وتتعامل مع الإحداث والمؤثرات البيئية المحيطة بها؛
فيتم من خلال ذلك تعزيز قيم الأخلاق من حيث التسامح والتجاوز عن الخطأ من اجل تصحيح مسار وسلوك الإنسان وبكل ما يترتب عنه من تأنيب ضمير والمغفرة،
إلى جانب ما تقدم الرواية هذه الشخصيات وبهذا الروح فهناك أيضا يقدم (هوجو) شخصيات لا تكترث بأي شي ولا تصغي ولا تسمع؛
فيتوغلوا في الأخطاء والتصرف الغير المسئول والاستهتار؛
فبقدر ما تؤذي نفسها فهي تؤذي غيرها،
لذلك حرص (هوجو) في رواية (البؤساء) تقديم وطرح مختلف القضايا الاجتماعية.. والدينية.. والأخلاقية.. والنفسية؛ عبر أنماط من الشخصيات،
فشخصية (جان فالجان) الذي قدمه كانسان فقير؛ سرق قطعة خبر لإطعام أطفال أخته؛
قدمه كواقع حال بكل ما أعقبها من تطورات لاحقه .
فـ(جان فالجان) الذي كان يعيش في مدينة (ديني) الفرنسية؛
أطلق سراحه في عام 1815 ،
بعد أن قضى 19 سنة في داخل سجون (طولون)،
حيث سجن (خمس سنوات) إثر سرقته خبزا لإطعام أطفال أخته الذين كانوا يعانون من الجوع الفاحش،
واعتقل 14 عاما بسبب محاولته للهروب مرات عديدة.
بعد خروجه من السجن حاول النزول في أحد الفنادق إلا أنه رفض استقباله بسبب كون هويته مؤشرة بخط احمر لأنه كان سجين ومن أصحاب السوابق،
مما ترك ذلك غصة في قلبه ونفسيته؛ فاضطره النوم على الطرقات،
لحين إن وجده الأسقف (شارل ميريل) فشفق على حاله فاستضافه في منزله،
والأسقف (شارل ميريل) هو أسقف مدينة (ديني)،
إلا أن (جان فالجان) فر منزل الأسقف بعد سرقته بعض الأواني الفضية،
وبعد إلقاء القبض عليه ذهب الأسقف وسجل في مخفر الشرطة بأنه هو من أعطى الأواني الفضية لـ(جان فالجان) وأنه لم يقم بسرقتها.
ولن يقف الأسقف عند هذا الحد بل قام بمساعدته فأعطاه شمعدانين من الفضة كهدية لكي يبيعها ويرتب أمره لحين إن يجد عمل يمكنه إن يعيش من خلاله،
واشترط الأسقف (شارل ميريل) على (جان فالجان) بأن يهب حياته لرب السموات وأن يجعل من نفسه رجلا صالحا مقابل هذه الفضيات،
ولكن (جان فالجان) عاد وسرق مرة أخرى من أحد المارة؛
إلا أنه ندم على فعلته فبحث عن الشخص الذي سرقه ليعيد له نقوده ألا أنه تم الإبلاغ عن السرقة فاضطر للاختباء خوفا من العودة إلى السجن والعيش فيه مدى الحياة .
ولهذا فان (هوجو) في سرد هذه الوقائع المؤسفة عزاها كما طرحها في مطلع الرواية إلى ما تركته الحروب من آثار مدمرة في المجتمع الفرنسي
والتي ترتب عنها غياب العدالة الاجتماعية وانتشار الفقر وغلاء المعيشة؛
لتصبح في النهاية جحيم لا يطاق من الظلم والجبروت والتمييز العنصري بين أفراد المجتمع؛
الأمر الذي يدفع بالعديد من أبناء الشعب إلى الشعور بفقدان الأمل في العيش الكريم،
ومع ذلك فان الكثير من الفرنسيين تمسكوا بالقيم والأخلاق السامية وتحلوا بها وراحوا ينتقدون الظلم والعنف السائد،
ومن خلال هذا الواقع المرير لابد من إن نفهم نفسية (الجاني) والدوافع عمله على أنه (فرد) قابل للإصلاح إذا ما تم تقويمه وإصلاح سلوكه والتجاوز عن خطأه؛
كما فعل الأسقف مع (جان فالجان) عندما سرق منه بعضا من ممتلكاته الفضية الثمينة،
الأمر الذي دفع (جان فالجان) إلى ترك الجريمة، وتحوله إلى إنسان صالح .
ومن هنا علينا إن نبحث في الرواية عن شخصية (جان فالجان) وما ارتكبه لتنزل بحقه هذه العواقب التي لا يتحملها أي الإنسان،
لقد دخل السجن كونه كسر زجاج نافذة وسرق رغيف خبز،
فاقتيد إلى السجن كأي مجرم وفرض عليه ارتداء ملابس السجناء؛
وشد على قدميه أقراص من الحديد؛
لينام على الأرض في حجرة مظلمة بدون غطاء بقسوة المناخ وتقلباته حاله كحال المجرمين والقتلة فيهانون.. ويعاقبون بالأشغال الشاقة.. والضرب.. والشتم،
وكل ذلك كان ينفذ بـ(جان فالجان) من أجل لا شيء،
لمجرد انه سرق قطعة خبز لا غير من اجل أطعام أطفال أخته الجياع،
لذلك فانه أحس حجم الظلم الذي ينزل بحقه دون إن يبادر أحدا بالتحقيق معه لمعرفة دوافعه من وراء ما فعله؛
هو مدرك جيدا بأنه ما ارتكبه كان خطا ولكن لم يستطع إن يفعل أي شيء لإطعام أطفال أخته؛
ولكونه ليس عنده من شيء ليفعله لإنقاذ هؤلاء الأطفال الجياع،
فدخل السجن وهو نادم.. وبائس.. وخائف.. ومرتجف.. ومنهار نفسيا،
ولم يخرج من هذا السجن إلا وهو متحطما نفسيا لتمضي من عمره وهو في عز الشباب تسعة عشر سنة هباء يقضي جل أوقاته وحيد دون أنيس في هذا الوجود،
لتمضي حياته دون حب ولا زوجه ولا أب لأطفال؛
مع ما كان يحمل في قلبه من حب.. وإخلاص.. و وفاء،
فالرجل لم تكن في حياته سوى أخته وأطفالها الذين كانوا يحبهم ويعطف عليهم؛
والذين لم يترك في قلبه سوى ذكريات مفعمة بالعطف.. والحنان لتذهب حتى هذه الذكريات سدى مع مضي السنوات وهو قابع في السجن .
لهذا فان محنة (جان فالجان) هي محنة المجتمع الذي أرسى هذه القيم بين أفراد المجتمع انسلخت من أعماقهم العطف.. والحنان.. والمودة.. والتعاضد.. الكل تمضي في طريقها بطريقة أنانية لا احد يساعد احد ولا احد يشفق على احد،
ولهذا قد صدق (هوجو) بالقول (( بان البؤس ينتج رجال شريرين ولكن في كثير من الأحيان لا تفسد الجانب الإنساني في أعماقهم…))،
لذلك فان (جان فالجان) في أقصى حالات البؤس والشقاء؛ لم يفقد إنسانيته وشهامته،
فهو رجل من أهالي الريف ولم تكن لدية خصال فاسدة وشريرة،
ولكن بمكوثه الطويل في زنزانة السجن أحس بان طبائعه قد تغيرت بعد إن شعر بن لا وجود للعدل وان المجمع أصبح شريرا؛
لدرجة التي اخذ يكفر ويتجه اتجاها إلحاديا،
ولهذا فان (هوجو) يساءل في الرواية (( ا حقا تستطيع الطبيعة الإنسانية إن تنقلب رأسا على العقب،
وان الإنسان الذي خلقه الرب يحيله إلى إنسان شرير…..؟ )) .
ويمضي (هوجو) في التساؤلات من هذا القبيل لفهم ما آلت إلية الطبيعة البشرية،
لذلك فانه جسد هذه التساؤلات في تصرفات (جان فالجان) حين خرج في المرة الأولى من سجن واستضافه الأسقف؛
ولكن حين قام بسرقته وذهب الأسقف وأخرجه من سجن؛
كانت اكبر تحول في حياة (جان فالجان) حين صرخ الأسقف في وجه ليفهمه بالقول: (( أنت لم تعد ملكا للشر؛
ولكن ملكا للخير،
وإني إنما أشتري نفسك؛ أنا أنتزعها من الأفكار السوداء ومن روح الهلاك وأقدمها إلى الرب … ))،
فكانت هذه الواقعة منعطفا في حيان (جان فلجان)،
فحين عاد ليسرق طفل بائس شعر بالذنب وعاد على الفور يبحث عن هذا الطفل ليعيد ما سرقه منه؛
لان في أعماقه حدث فعل دراماتيكي غير سلوكه وهو شعور أشعره بأنه إنسان بائس؛
وانه أصبح لا يفهم ما يجري في ذاته،
لان عبارات الأسقف ضلت تترد في ذاكرته فأصبح مشتت التفكير والتصرف ويحس بالانفصال عن ذاته .
وتستمر الرواية بطرح مواقف إنسانية وأخلاقية مثيرة،
ففي إحدى المقاطع من الرواية؛
يتم إلقاء القبض على شخص كان يشبه (جان فالجان) فاعتقدوا بأنه هو،
فسيق هذا الرجل ليحاكم في المحكمة،
عندما عرف (جان فالجان) بهذا الأمر وكان يتستر على نفسه تحت اسم (مسيو مادلين)،
وما هنا تبدأ الصراعات النفسية في أعماق (جان فالجان) تتعالى في الرواية،
فإما إن يضحي (مسيو مادلين) الذي هو (جان فالجان) بمنصبه العمدة وإغداقه الأموال بشراهة على الفقراء والمحتاجين أو إن يكشف عن نفسه ويضحي بنفسه من أجل إنقاذ شخص ليس له أي ذنب إلا أنها يشبه (جان فالجان) فعليه أن يختار بين ما هو (صح) وما هو (خطا)،
بمعنى أخر إن يختار بين الطهارة الباطنية أو العار الخارجي…..!
لذلك بدأ صراعه النفسي المرير يدب في أعماق (جان فالجان) بعد إن أيقظ ضميره؛
وبما قاله الأسقف له ((بان غايته أن ينقذ روحه لا جسده،
وأن يصبح إنسان مستقيما صالحا وأن يمضي إلى الإمام ولا يفكر بالماضي)) .
وتمضي الرواية لتقدم لنا شخصية أخرى تثار فيها الكثير من تساؤلات لا تقل بؤسا عن شخصية (جان فالجان) وهي شخصية (المفتش جافير) الذي لم يعرف شيء في حياته سوى وظيفته في الشرطة كمفتش عام ورئيسه هو (مسيو جيسيكيه) الذي كان بالنسبة له إله،
لذلك لم يفهم شيء في الحياة سوى احترام السلطة وكره التمرد،
وهذا المفتش كما تقدمه الرواية قضى عشرين سنة وهو يطارد (جان فالجان) ولكن شاء القدر إن يقع تحت قبضة الثوار؛ ليأتي (جان فالجان) فيحرره،
ليعود المفتش ليجد نفسه في النهاية الأمر بين إن يطلق سراح (جان فلجان) وبين إلقاء القبض عليه،
فوقع في حيرة لا يستطيع كيف يتصرف،
لتفتح هنا الرواية فصلا فلسفيا مثير في مشكلة الضمير والأخلاق .
وفق هذا السياق الفلسفي في الرواية فان (هوجو) يطرح قضية أخلاقية بشكل أخر حين قدم شخصية (فانتين)،
فـ( فانتين) هي فتاة بالأصل لقيطة أغراها شاب غني وتركها وأنجبت طفلة سميت (كوزيت)،
واضطرت لبيع جسدها من أجل طفلتها،
ولهذا فان قصة (فانتين) في الرواية هي قصة المجتمع يشتري نفس البشرية مقابل كسرة خبز،
وتستمر الرواية بسرد وقائع مثيره حول شخصية (فانتين) وطفلتها (كوزيت).
فالطفلة (كوزيت (هي الطفلة الوحيدة لـ(فانتين) والتي أنجبتها بعد علاقة فاشلة مع حبيبها الذي خذلها (تولومييس)،
وحين سعت للعمل في المصانع تم رفضها لان لم تستطع ترك طفلتها لوحتها فاضطرت إن تترك هذه الطفلة في دار (غافروش تينادرييه) واضطرت هذه الطفلة للعمل هناك كخادمة بالرغم من صغر سنها؛
إلا إن هذه الأسرة لم تحسن معاملة (كوزيت)،
وكانت تستغل في أعمال المنزل ويسيئون معاملتها بشكل غير اعتيادي،
وذات يوم بينما (كوزيت) كانت في طريقها لجلب الماء،
فيلتقي (جان فالجان) بها صدفة وبعد سؤاله عن اسمها واسم أمها وعمرها وأين تسكن فيتعرف عليها بكونها ابنة (فانتين) لذلك قرر إن يتبناها فيدفع مبلغا كبيرا (غافروش تينادرييه) مقابل أخذها على أنها حفيدته فتعيش (كوزيت) مع هذا الرجل العظيم الذي انتشلها وأنقذها من بؤسها،
ثم كبرت (كوزيت) ووقعت في قصة حب مع (ماريوس) وأحبته كثيراً فتزوجا بعد أحداث مثيره .
كما ان (هوجو) يقدم شخصية أخرى ونمط أخر وهي شخصية (غافروش تينادرييه)،
فـ(غافروش تينادرييه) هو طفل مشرد يتسكع في شوارع (باريس) يتزوج ويصبح أب وهو طفل لم يتعدى العاشرة من العمر،
فهذا الطفل الصغير يصبح كما تقدمه الرواية أب كبير.. ثائر صغير يجتمع بين الثورة والغناء،
فهو في شوارع باريس يبحث عن ذاته وعن الثورة،
فيجول في شوارع ينادي بين جموع المتظاهرين (تعيش الجمهورية)،
لحين إن يستشهد في ثورة 1832،
حيث استطاع (هوجو) تقديمه كشخصية ثورية مناضله أتقنت نشر الحماس بكلماته الثائرة بين جموع المتظاهرين ليكون استشهاده شهادة؛
ليؤكد (هوجو) في الرواية بان مفهوم الموت في فلسفته ما هو إلا وجه أخر من الكمال.. والتحرر.. والحرية .
ومن خلال ما تقدم نستطيع القول بان محور الفكر الفلسفي عند (هوجو) تكمن من خلال ما قدمه من شخصيات مختلفة في رواية (البؤساء)،
كل شخصية من شخصيات الرواية قدمت رؤية معينه عن مواقفها اتجاه الحياة وفق منظور فلسفي، فالرواية منذ إن انطلق (هوجو) بكتابتها لم تكتمل إلا بعد اثني عشر سنه،
فإحداث الرواية في مجملها وقعت في فرنسا بعد الثورة،
فهو يقدم في هذه الرواية تاريخ (فرنسا) في أروع وأبهى تجلياته يتحدث عن (ثورة الفرنسية) و(نابليون) و(معركة واترلو)،
حيث يسلط (هوجو) الضوء في روايته هذه عن الثورة ورجالها وتاريخها والتي على دوام الأحداث تكون حاضرة بالقوة في مشاهد الرواية؛
وقد عبر عنها وفق رؤية فلسفية أتقن (هوجو) طرحها بشكل سليم ومؤثر .
- فيكتور هوجو الفنان الذي قدم لنا أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- سيرة حياة فيكتور هوجو ،وأعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- أعمال فيكتور هوجو ، رواية البؤساء ، أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- أعمال فيكتور هوجو ، رواية أحدب نوتردام .. أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- أعمال فيكتور هوجو الأخرى
- أشعار فيكتور هوجو
- الخاتمة .. فيكتور هوجو الفنان الذي قدم لنا أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع