أعمال فيكتور هوجو ، رواية أحدب نوتردام .. أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع ، مقال مطول للكاتب فؤاد الكنجي تناول فيه حياة الكاتب ، وأعماله الأدبية وأشعاره
فيكتور هوجو قدم لنا أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
فواد الكنجي
رواية أحدب نوتردام
اما رواية (الأحدب نوتردام) التي نشرها عام 1831 فان (فيكتور هوجو) ينطلق في كتابة روايته هذه ليعبر فيها عن الكثير من مواقفه الأدبية.. والفكرية.. والإنسانية؛
فوظفها في أحداث الرواية بحبكة متقنة لدرجة التي لا يذكر عمل روائيا عالميا إلا وتضمنت لاحتها على رواية (احدب نوتردام)،
فقد لاقت هذه الرواية نجاحا منقطع النظر لدرجة التي منحت لـ(هوجو) مكانة مرموقة في عالم الأدب الفرنسي،
فـ(هوجو) قدم في هذه الرواية شخصيات من طراز خاص تحمل في طياتها حسنات وسيئات كطبيعة نفس البشرية؛
إذ لا كمال مطلق،
ولهذا سعى (هوجو) في طرح فلسفته عبر منظومة من القيم بغية الوصول إلى الحقيقة وعبر خطوات تتواكب مع الأحداث لتصل الرواية إلى قلوب الفقراء والبسطاء ليقرءوا العالم على ما هو عليه بدون رتوش،
وليطلع عن الوجه الحقيقي للحب وبشكله النقي؛ بعد إن تمكن (هوجو) عبر مكنونات مشاعر التعبير عن الهم الإنساني،
فاخرج مشاهد وصور ومشاهدات محبوكة عبر العواطف وقيم أنسائية تسبح في فضاء تراجيدي غير مألوف؛
وعبر قصة حب خارج نطاق المألوف أيضا؛
لنكون إمام العاطفة والمشاعر الإنسانية الصادقة بالحب الإنساني النبيل،
فرسم (هوجو) شخصية رواية بشكل غير مألوف ليعبر عن ملامح شخصية إنسانية حقيقية مدهشة تعبر عن مكنونات حبها بصدق ووفاء وإخلاص،
فقدم شخصيته وهو (احدب) يعاني من عوق ولأدي؛ كطفل لقيط من عائلة غجرية جاءت إلى (نوتردام) وهي تمارس السرقة والسلب،
وفي إحدى محاولاتهم للسرقة فشلوا؛ فتركوا طفلهم الأحدب وهربوا،
فيأخذه القاضي (الدوم كلود فرولو) وهو قس لكنيسة (نوتردام)، ويربيه في الكنيسة،
ومن خلال هذه الواقعة تبدأ إحداث القصة تدور عبر إحداثها في العاصمة الفرنسية (باريس) أرخها (هوجو) في أواخر العصور الوسطى في أوروبا،
تلك الفترة التي اشتهرت بالإعدامات في كل ساحات أوربا؛ وليس في فرنسا فحسب،
فكان (هوجو) يمقت ذلك ويعتبره جزء من أفعال بربرية وحشية لا تليق بالقيم الإنسانية؛
لذلك كان يعارض إنزال عقوبة الإعدام بحق أي إنسان مهما كان نوع جرمه،
فعبر عن مواقفه هذه في كل إعماله الأدبية؛ وقد جسدها تجسيدا في روايته (أحدب نوتردام) هذه التي فصح عن مواقفه بخصوص الإعدام .
ومن كاتدرائية (نوتردام) التي تقع في (باريس) – وما زالت قائمة إلى يومنا هذا – تدور إحداث الرواية،
فالقس القاضي (الدوم كلود فرولو) الذي يربي الطفل الأحدب والذي عرف تحت اسم (كوازيمودو) وقد سميي بهذا الاسم من قبل القاضي أو القس (الدوم كلود فرولو) عندما وجده الأخير على درج كنيسة (نوتردام) فحمله وقرر تربيته،
وقد كان الطفل (كوازيمودو) مشوه و أحدب و مظهره في غاية البشاعة،
وبعد مرور الوقت أصابه عاهة إضافية على ما هو علية وهو فقدانه لحاسة السمع بسبب صوت الأجراس التي كان يقرعها،
وقد أحب سكان مدينة (باريس) أصوات الأجراس؛ وكانوا يطربون لسماعها؛
وقد سموها غناء (كوازيمودو) .
فالطفل ألأحدب رغم مظهره القبيح فقد اعتنى به القاضي (الدوم كلود فرولو) ودربه ليكون على الدوام متواجدا في الكنيسة وخوله بقرع أجراس كاتدرائية (نوتردام) في أوقات الصلاة،
ومع مرور الأيام نشأ وكبر هذا الطفل الأحدب مما تسببت عاهته الكثير من المعانات بسبب مظهره الخارجي المشوه،
الذي كان الناس يعتبرونه قبيح الشكل والمظهر،
رغم ما كان يحمل في داخله الكثير من قيم النبل والشهامة ويحمل في قلبه الكثير من العواطف والمشاعر الإنسانة النبيلة .
وذات يوم تم اختياره إن يكون زعيم المهرجين في الاحتفال السنوي الذي كان تقيمه المدينة،
مع أن القاضي القس (الدوم كلود فرولو) لم يوافق على هذا الأمر بسبب مظهره؛
ولكي لا احد يجرح نفسيته ويتسببوا له بالمشاكل، ومن جهة أخرى،
كان يريد له إن يواصل الحياة وأن لا يبقى طوال عمره في خدمة الكنيسة،
وحين يبد الحفل تظهر على المسرح راقصة غجرية اسمها (أزميرالد) في غاية الفتنة والجمال والإغراء،
و(أزميرالدا) واسمها الحقيقي (أجنيس) وهي فتاة فرنسية من (رايمس)، و كانت في منتهى الجمال،
وذات يوم جاءت مجموعة من الغجر إلى المدينة وسرقوا (أزميرالدا) واستبدلوها بالأحدب (كوازيمودو) القبيح،
ومع مرور الأيام شبت الطفلة عند الغجر وتعلمت كل أساليب الغجر من العادات والتقاليد وطرق معيشتهم وسموها الغجر بـ(لا أزميرالدا)،
في وقت الذي اعتقدت أمها الحقيقية بان الغجر قد قتلوا طفلتها،
أخذت تصلي وتصوم لتبق طوال حياتها ناسكة تتذكر ابنتها وتحتفظ بـ(فردة الحذاء) الذي أضاعته طفلتها عندما اختطفوها الغجر،
لتقوم الطفلة (أزميرالدا) بالاحتفاظ بـ(فردة الحذاء الثانية) فحملتها كميدالية وعلقتها حول عنقها لاعتقادها أنها ستجد أمها في يوما ما،
في وقت الذي كان الإحساس عند الأم والبنت بأن (فردة الحذاء) هذه قد تكون الأمل في رؤية بعضهما،
وشاءت الأقدار كما تدور الإحداث الرواية إن تلتقي الأم بابنتها قبل إعدام ابنتها (ازميرالدا) .
فـ(أزميرالدا) لم تكن حياتها بأفضل حال من الأحدب (كوازيمودو) الذي تم مبادلته بها،
فقد عاش ونشأ في ظل تربية صارمة من قبل القاضي (الدوم كلود فرولو) الذي كان سببا في مقتل أمه وحبس أبيه بحجة تطهير (باريس) من الغجر،
ولتكفير عن خطأه؛ قرر أن يعتني بالطفل الأحدب (بكوازيمودو) بنفسه،
وأطلق عليه اسم (كوازيمودو) وهي كلمة بمعنى (ليس مكتمل)؛
فعاش الأحدب حياة منعزلة في كنيسة ( نوتردام) بكون القاضي (الدوم كلود فرولو) استمر بتعليم الطفل ويغرز في ذهنه بان يتجنب البشر بكونهم أشرار،
لذلك فان الطفل لم يرى في حياته سوى هذا القاضي الذي رعاه وأطعمه وكساه بعد أن هجرته أمه وكل البشر بحسب قوله،
ولكن الطفل الأحدب (كوازيمودو) كان يرغب دائما في اكتشاف العالم والاختلاط مع الناس؛
حيث دأب على مراقبتهم من موقعه في أعلى البرج،
ولم يجد إمامه من سبيل للاختلاط بالناس سوى الذهاب إلى (مهرجان الحمقى) الذي كان يحتفل به سنويا في (باريس) كفرصة ليرى الناس عن قرب لأول مرة في حياته؛
ومن دون علم القاضي (الدوم كلود فرولو)،
فذهب إلى ميدان الاحتفال متنكرا لكي لا يعرف القاضي (الدوم كلود فرولو) بخروجه وعصيانه لأوامره،
وفي وسط المهرجان والحاضرين ضن الناس بان الأحدب ( كوازيمودو) متنكر لدخول مسابقة أبشع رجل في (باريس)،
ولكن عندما اكتشفوا حقيقته وأنه ليس متنكرا أساءوا معاملته وقيدوه ساخطين من تواجده معهم؛
فاخذوا يضربونه بالسياط،
وكان ذلك بحضور القاضي (الدوم كلود فرولو) ومعرفته بان الأحدب خالف أوامره،
ولم يجد معينا له في أزمته إلا الغجرية المختطفة (أزميرالدا)،
التي صرخت بوجه الحضور وقدمت يد العون له وحلت وثاقه .
و عندما شاهد القاضي (الدوم كلود فرولو) ما قامت به (أزميرالدا) مخالفة أوامره؛
أمر باعتقالها بتهمة عدم الانصياع لأوامره،
فهربت؛ وكما ساعدت (أزميرالدا) الأحدب (كوازيمودو)؛
ساعدها على الهرب من حرس القاضي ووعدته بأن تعود إليه ثانية،
وفي هذه اللحظة خفق قلب (كوازيمودو) باتجاه (أزميرالدا) وأحس بأن قلبه قد أحب هذه الغجرية منذ اللحظة الأولى، وصارت الحياة أكثر إشراقا في قلبه .
وبعد إن اكتشف القاضي (الدوم كلود فرولو) هروب (أزميرالدا)، جن جنونه،
فأمر باعتقالها لرغبته في الزواج منها، وإن لم توافق فانه سيحرقها وهي حية،
ويأمر القاضي (الدوم كلود فرولو) باعتقال كافة الغجر في محاولة للعثور على (إزميرالدا)،
وقام بإضرام النار في كافة أنحاء (باريس) محاولا العثور عليها،
ولكن قائد الحرس (فوبوس) يرفض هذا الأسلوب مما يتسبب في حدوث خلاف بينه وبين القاضي (الدوم كلود فرولو) الذي يأمر بقتله،
إلا أن (فوبوس) وبمساعدة (أزميرالدا) يتمكن من الهرب،
ولا يصيبه إلا سهما أسقطه في نهر (الرين ) الذي سرعان ما انتشلته منه (أزميرالدا) وأرسلته إلى صديقها المخلص (كوازيمودو) ليرعاه بعيدا عن بطش القاضي (الدوم كلود فرولو)،
ويتحطم قلب الأحدب (كوازيمودو) ثانية بعدما علم أنه ليس هو من تحب (أزميرالدا)،
وإنما هو القائد (فوبوس) الذي اتخذته حبيبا لها،
ومع ذلك يعد (أزميرالدا) بمساعدتها والإبقاء على (فوبوس) أمنا معه،
ولكن وعلى غير العادة، يقوم القاضي (الدوم كلود فرولو) بزيارة (كوازيمودو) في وقت متأخر من الليل،
فيسرع بإخفاء (فوبوس) حتى لا يعتقله القاضي (الدوم كلود فرولو)،
وهنا يتهمه القاضي بتهريب (أزميرالدا)،
ويلقى على عاتقه مسؤولية الدمار الذي حل في (باريس)،
وبأنه يخدعه وهو يعلم بمكان (ساحة العجائب) المكان الذي تتواجد فيه (أزميرالدا) وبقية الغجر،
لذلك أعد عدد كثير من الجنود للهجوم على المكان،
وعلى وجه السرعة ينطلق الأحدب ( كوازيمودو) و (فوبوس) في محاولة لإبلاغ الغجر المتواجدين في (ساحة العجائب) بنية القاضي (الدوم كلود فرولو) نحوهم،
ويتبعون قلادة أعطتها (أزميرالدا) إلى الأحدب لـ(كوازيمودو) تحمل خريطة لمكان تواجد (ساحة العجائب)،
ولكن القاضي (الدوم كلود فرولو) يتبعهم،
ويقتحم (ساحة العجائب) ويأسر كافة الغجر المتواجدين فيها .
فيخير القاضي (الدوم كلود فرولو) الغجرية الحسناء (أزميرالدا) أما بالزواج منه أو بحرقها حية،
فترفض (أزميرالدا) ذلك،
فيقوم القاضي (الدوم كلود فرولو) بإضرام النيران بالأخشاب المقيدة بها (أزميرالدا)،
ولكن (كوازيمودو) ينقذ (أزميرالدا) للمرة الثانية من النيران،
ويصعد بها إلى ملجأه في محاولة لحمايتها من القاضي (الدوم كلود فرولو)،
ولكن القاضي يأمر باقتحام كنيسة (نوتردام) لإعادة (أزميرالدا) والنيل من الأحدب (كوازيمودو)،
إلا أن (فوبوس) أقنع أهل (باريس) بضرورة التصدي لذلك الهجوم،
وهنا تقوم المعركة بين جنود القاضي (الدوم كلود فرولو) وأهالي (باريس) في محاولة لمنعهم اقتحام (نوتردام)،
ويشارك في المعركة الأحدب (كوازيمودو) وأصدقاءه (التماثيل الثلاثة) من موقعهم بأعلى (نوتردام)، وأثناء المعركة يتمكن القاضي (الدوم كلود فرولو) من اقتحام (نوتردام)،
ويصل إلى الأحدب (كوازيمودو) والغجرية الحسناء (أزميرالدا) محاولا قتلهم،
ويطلع القاضي (الدوم كلود فرولو) على حقيقة والدة (كوازيمودو) بقوله بأنها ماتت في محاولتها إنقاذه مثلما يحاول (كوازيمودو) التضحية بنفسه في سبيل إنقاذ (أزميرالدا)،
وهنا يتهشم أحد التماثيل تحت قدمي القاضي (الدوم كلود فرولو) ليموت القاضي بشكل مفاجئ ويسقط ميتا وسط النيران التي تسبب في إشعالها،
ويسقط الأحدب (كوازيمودو) من فوق البرج ولكن (فوبوس) ينقذه ويرد له جميل حمايته كما فعل،
وتهد المعركة ويخرج الأحدب (كوازيمودو) إلى الناس الذين حملوه على الأعناق بعدما اكتشفوا أنه رغم خلقته المشوهة إلا أنه يمتلك قلبا طيبا وبأنه بطل حقيقي؛ فيحملونه على أكتافهم لأنه أنقذ المدينة من عنف القاضي(الدوم كلود فرولو)،
ليدركوا بان جسده القبيح ما هو إلا قبح خارجي لا أساس له ولا يعني شيء بما يحمل في أعماقه من قيم ومشاعر إنسانية جميلة .
ومن خلال صفحات هذه الرواية استطاع (هوجو) تسليط الضوء عن الكثير من القضايا التي كان المجتمع الفرنسي يعاني منها آنذاك؛
فطرحها بأسلوب أدبي شيق لنجد كيف طرح (هوجو) مشاهد التعذيب لتجبر البريء على الاعتراف بذنوب لم يرتكبها كما طرحا في مشاهد تعذيب (أزميرالدا)،
فيصور (هوجو) المشهد في غاية القسوة حين فرق الجنود بين الأم (أزميرالدا) وابنتها (أزميرالدا)،
ليقودوا ابنتها للشنق بعد لقاء قصير من بعد خمسة عشر سنة من الانتظار،
ومع هذه القسوة تموت الأم قبل أن تشنق ابنتها فقد رحمها الرب قبل إن تشاهد ابنتها وهي معلقة تعاني سكرات الموت .
وكذلك فان (هوجو) لم يصور القس والقاضي (الدوم كلود فرولو) إنسان فاضلا بل صور حاله كحال أي إنسان؛ يحب ويكره،
وقد أحب لدرجة التي وقع في فتنة جمال (آزميرالدا)، ثم بدأ يفقد السيطرة على نفسه،
لان وسواس الحب سيطر عليه؛ إذ فضل أن تقتل من إن يجد هذه الفتاة تعيش مع غيره،
هذه الأنانية سمحت لنفسه إن يرتكب الجرائم؛ حاله كحال إي مجرم منحرف؛
وليس كقاضي يحكم بالعدل على الدوام،
و رغم ذلك فقد كان القاضي (الدوم كلود فرولو) له جانب طيب فقد أحب وعطف على أخيه الصغير إذ كان لا يحتمل أن يرد أي طلب منه رغم أن أخاه كان فتى فاسدا،
كما انه قام برعاية الأحدب (كوازيمودو) .
كما ان (هوجو) استطاع إن يعطي صورة من الأخلاق والفضيلة في شخصية الأحدب (كوازيمودو) على عكس أخلاق القاضي (الدوم كلود فرولو) الذي تولى رعايته،
فالأحدب عطف على الغجرية (آزميرالدا) لنبل أخلاقها معه،
فرغم إن الناس كانوا يستهزئون به لتشوهه؛
وقد اثر سلوكهم هذا في نفسية ومشاعر الأحدب وعاملوه كمنبوذ ومكروه؛
ولكن وجد الأحدب من (آزميرالدا) عكس ذلك فهي كانت تحن عليه وتحترمه ورغم معرفته بان (آزميرالدا) تحب (فوبوس) إلا انه لم تعمي الغيرة قلبه كما فعلت بالقاضي (الدوم كلود فرولو) بل عمل على تقريب بين الحبيبين فحاول الأحدب (كوازيمودو) أن يحضر (فوبوس) إلى (آزميرالدا) لما عرف حبها له،
رغم إن (فوبوس) لم يحبها وإنما كان معجب بجمالها وخضوعها له؛
ولكن حب (فوبوس) لم تتعدى علاقته بها بكونها لهو ليس إلا،
إما (آزميرالدا ) فبعد إن كان حلمها أن تجد والديها ولكنها تخلت عن هذا الحلم بعد أن قابلت (فوبوس) بكونه أصبح كل شيء في حياتها؛
لدرجة التي أحبته بصدق؛ وكانت مستعدة لفعل أي شيء كي يبقيا معا
وصدقت كلماته بكل سذاجة حين قال بأنه يحبها أيضا؛ ولكن لم يكن صادقا ،
ومع ذلك فقد كان حبها حبا جنونيا ولكن غير متبادل،
وهو الحب الذي أوصلها إلى الهلاك،
كما أنها لم تستطع أن تحب الأحدب (كوازيمودو) الذي أنقذها، ل
ان (فوبوس) كانوا عائقا أمام تكون هذا الحب .
لنستشف من خلال وقائع هذه الرواية العظيمة بان (هوجو) استطاع بجدارة تشخيص قيم الفضيلة.. والتضحية.. والظلم.. والحرمان.. والجريمة.. والعنف.. والحب.. في شخصيات التي قدمها في روايته إلى أعلى مستويات الوصف؛
ليثبت أن المظاهر ليس كل شيء في الحياة وان شخصية الإنسان وحقيقة الإنسانية تمكن في جوهرها،
وقد قدم شخصية (الأحدب) بمظهره القبيح والمشوه جسديا كما يراه الآخرين؛
فيقدم شخصية (الأحدب) بعاهته الجسدية وما يتعرض من معانات القمع الآخرين له،
ففي أعماق هذا المخلوق – بغض النظر – عن شكله ومظهره المشوه؛ مشاعر وأحاسيس إنسانية رفيعة،
فهو يحب.. ويكره.. ويتألم.. وهو كانسان يشعر بالحب ودفئه وبالحرمان؛
فما إن وجد عاطفة من إنسانة رقيقة حنت له حتى خفق قلبه بالحب وشعر لأول مرة في حياته بهذا العطف الإنساني المحروم منه،
لأول مرة يقف وجها لوجه مع حسناء جميله لم تسخر من عاهته أو تشويه جسده بل تكلمت معه بعطف وحنان وكانسان له مشاعر وأحاسيس .
فذات مره حين عاقب القاضي (الدوم كلود فرولو) الأحدب؛ حين عصى أوامره؛
وقرر معاقبة (الأحدب) بالجلد أمام الناس ظلما،
وكان الناس يتفرجون على مشهد التعذيب وهم يضحكون عليه ساخرين من (الأحدب)، خاصة حين طلب بعض الماء،
فلم يبادر أحدا بتقديم العون له إلا حين خرجت من بين الجموع (آزميرالدا) فسقته الماء بنفسها من بين جميع الناس وفكت قيوده،
في تلك اللحظة هز كيان ومشاعر(الأحدب ) لهذه الفتاة التي تقدمت وساعدته وهي تنظر إليه بحنان وعطف وقد خفق قلبه لها،
لذلك عمل (الأحدب) كل ما بوسعه من اجل مساعدها حتى وان وصل الأمر به بالتضحية من اجلها من أجلها إبقاء هذا الإنسانة موجودة في حياته فلا يحرم من رؤيتها حتى وان لم تبادله العواطف؛ فكان التضحية من اجلها خياره؛ لأنه أولا وأخيرا هو (إنسان)،
نعم إنه بقى طوال عمره منعزلا وقابعا في كاتدرائية (نوتردام)،
عاجزا عن الاتصال مع الآخرين بسب مظهره بكون المجتمع آنذاك لم يتعاطف مع الضعفاء والعاجزين والمحرومين؛
حتى جاءت اللحظة الحقيقية في حياته لتنير له أفاق الحياة حين عطفت عليه فتاة حسناء وحاورته كانسان له مشاعر وأحاسيس كبقية البشر؛
فحدث له التغير بما دفعته هذه الفتاة إلى تغير مجرى الأحداث في حياته،
فتثير في داخلة قوة الحياة بما دفعه للوقف بوجه الظلم والطغيان؛
فيسمو بكون جوهره مليء بالقيم.. والإحسان.. والفضيلة.. والنبل الشريفة.. التي تكتمل فيها شخصيته الحقيقية فينتصر على ظلم الحاكم .
- فيكتور هوجو الفنان الذي قدم لنا أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- سيرة حياة فيكتور هوجو ،وأعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- أعمال فيكتور هوجو ، رواية البؤساء ، أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- أعمال فيكتور هوجو ، رواية أحدب نوتردام .. أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع
- أعمال فيكتور هوجو الأخرى
- أشعار فيكتور هوجو
- الخاتمة .. فيكتور هوجو الفنان الذي قدم لنا أعمال فكرية عبرت عن قضايا المجتمع