السطحية في المعالجة الفكرية السلوكية مقال للكاتب الأستاذ احمد سالم الغزواني، التعامل مع الناس بواقعية، تخلق تبادل محترم بين السامع والمتحدث
السطحية في المعالجة الفكرية السلوكية
احمد سالم الغزواني
التعامل مع الناس بواقعية، تخلق تبادل محترم بين السامع والمتحدث،
ويحصل الأنس بكلماته عندما تلامس سمعه، ويكون لها صدى ايجابا في النفوس.
ما أحوجنا الى التعامل مع بعضنا البعض في حدود امكانياتنا المعيشية والفكرية،
نحن لسنا بحاجة الى خطابات ذو معاني عالية، صعبة الادارك طالما هدفنا التغيير
فالكلمات الواضحة و الأسلوب السهل سوف يجذب الانفس ويسكن فيها.
لانريد مصطلحات فضفاضة أكاديمية التخصص،
ليظهر المثقف في أعين الناس بالمتمكن المقتدر، حينما يتفوه ويلقي بخطاباته الرنانة على أسماع الناس.
حينما نقترب من الناس وننزل في منازلهم،
سنجد عند كل شخص القبول مصبوغا بالترحاب،
جاعلين أفكارنا تصافح أفكارهم ، محدثين جوا هادئا،
عنده تتساوى الفروقات الفكرية والاجتماعية وتذوب المناصب والدرجات العلمية،
فيتولد لدى المتلقي مجالا مغناطيسيا جاذبا لكل ماغاب عنه ، من تدفق معرفي من مخزون يحظى به المثقف او رجل الدين او المتخصص في اي مجال علمي وهلم جرا …
لو عشنا واقع الافراد بمصداقية وتقبلناها بكيفيتها، لاستطعنا ان نضع معادلة مجتمعية
مهيئين وسطا مناسبا، لتفاعل الافكار والرؤى بحيث نمنع القوالب المعدة سلفا لفهم الافراد، من تحولهم صناعيا لثقوبا سوادء العابر عليها..
بجانبها ساحبت كل شيء الى داخلها بدون تمييز.
من مبدأ المقدمات يجب ان تكون صحيحة فلا مناص أن تكون مخرجاتها صحيحة، نواتجها أفراد
يتمتعون باستقلالية في الاستنباط والاستنتاج
غالبا لا يشبوه الخطأ.
المعرفة العقلانية
البشر لا تنقصهم المعرفة العقلانية، حينما نحترم مايؤمنون به من نتاج معقولاتهم المحسوسة والغير المحسوسة
سواء اتفقنا او اختلفنا من حيث هي قضياهم.
عندما نعيش شعور واحاسيس الافراد ونغوص معهم متحدين بهم شعوريا ،
محطمين السياجات الفرقية، المنزلية والرتبية، التى غرست في اذهان الكثير من الناس لأجلينا التوقعات السيئة عنهم.
وسنذكر مثالا بسيطا وخطئا كيفيا لرجال الدين،
بأنهم لا يعيشون واقع الافراد الحقيقة بل انهم يتكلمون في أمور مثالية،
بعيدة كل البعد عن حاضر المجتمعات العصرية،
ويتكلمون بعموميات لا تخالج أفكار الكثيرين،
ولا تجد لها مجالا مؤثرا تعالج القضايا المصيرية الهامة.
عندما يطرحون أفكارهم ، ويلقون خطبهم الدينيه،
واهمين بسحر مفعولها،
لكنهم يصتدمون بواقع غير ماتتمنى افئدتهم ، على ماكانوا يرجونه ، بعدمية جدواها العلاجي وفعاليتها من تغيير واقع الكثير من حياة المجتمعات ،
التى كانو يلتمسون فيها إصلاحا فكريا وسلوكا سويا مثاليا، في اعتقادهم.
يريدون تطبيق ماقبل الالف والاربعمائة سنة مضت باساليبها في ذلك الزمن، على جيل الالفية الحديثة المعاصرة،
هنا تكمن المفارقة بتطبيق أسلوب كان صالح لجيل مضى على جيل ذو امكانيات واساليب ورؤى متغيرة كما وكيفا .
لم يتعبوا انفسهم في البحث بالطرق المثلى للتغيير، ناسين او متناسين الاساليب المحمدية في التعامل وربط مقولهم بأفعالهم،
كما كان يفعل سيد الخلق محمد بن عبدالله – اللهم صلي عليه-
لقد كانت أفعاله موافقه تماما لأقواله .
لا يناقض له قولا فعل له… وهذا سر الفعالية التحديثية.
نعم المدرسة المحمدية لو طبقناها باساليبها وقوانينها، لأصبحنا اناس ذو قدرة فائقة، بفعالية مؤثرة ، في مجتمعات يناسب اسقاط المفاهيم عليها بما يناسبها من الافكار الحديثة العصرية.
والله من وراء القصد .