Site icon حديقة المقالات

ضرب المرأة في القرآن وتحريف العلمانيين للدكتور عبدالحميد بنعلي

ضرب المرأة

ضرب المرأة في القرآن وتحريف #العلمانيين للدكتور عبدالحميد بنعلي , تناول فيه الكاتب الرد على شبهات العلمانيين في أن القرآن يؤصل ضرب المرأة وما في ذلك من إهانة لها ، جاء رد الكاتب بأسلوب التأصيل الفقهي الشامل في 684 كلمة و50 فقرة تكرر فيها عبارات ( القرآن ، الشرع ، التشريع ، ضرب ، المرأة ، العلمانيون ، العلمانيين ، الزوج )

ضرب المرأة في القرآن وتحريف العلمانيين للدكتور عبدالحميد بنعلي

من الأساليب التي وضعها الله عز وجل للمسلمين في معالجة زوجاتهم

إذا هن نشزن وعصين وتمردن على خصوصيات الزوج وقوامته وما هو من حقوقه بحكم الشرع والخلقة والفطرة:

أن ندب الأزواج إلى معالجتهن أولا: بالموعظة الحسنة، فيذكرها بالله وبقدستية أوامره ونواهيه، ويخوفها من عواقب نشوزها، ويستمر على ذلك أياما،

فإذا تعنتت وأصرت على نشوزها وتمردها، فإن القرآن يوجه الزوج إلى حل آخر لعله يكون أقوم بهذه الزوجة،

وهو: هجرانها في المضجع، اي لا يواقعها ولا ينام إلى جنبها،

وبعض النساء سرعان ما ترضخ وتتوب إذا وجدت نفسها وحيدة في فراشها، ولكن هذا ليس حلا لجميع النساء،

فإذا أصرت بعد ذلك على نشوزها فقد أباح الله تعالى للزوج ضربها ضربا خفيفا غير مبرح ولا معطب ولا قاتل،

قال الله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا}

موقف العلمانيين

و #العلمانيون – كعادتهم – ينكرون على القرآن هذا التشريع، ويرونه نوعا من السادية والقهر والظلم،

وتراهم في محافلهم يختلقون أنواعا من التأويلات على لسان الفقهاء ليوهموا السامعين بأن الفقهاء أنفسهم ينكرون هذا التشريع القرآني،

وللرد على هذا البهتان أقول ما يلي:

1- القرآن لم يشرع ضرب المرأة كما يتشدق به #العلمانيون ، بل إنما شرع ضرب نوع من النساء لا كل النساء، وفي حدود ضيقة وبصفة معقولة معروفة.

2- هذا الضرب للمرأة الناشز جاء مشروطا بتقدم وعظها أولا، ثم هجرانها في المضجع،

فإذا أصرت وتعنتت كان ضربها عند ذلك مباحا غير محرم، وهذا غاية ما يكون من العدل والواقعية؛

فإن الناس تختلف طبائعهم فمنهم من يصلحه الكلام الطيب، ومنهم من يصلحه الهجر، ومنهم من لا تنفع معه إلا الصرامة والشدة،

وهذا مشاهد في تربية الأولاد وفي عموم الناس.

3- العلمانيون غفلوا أو تغافلوا عن مقصود الشرع من إباحة ضرب المرأة الناشز؛

لأنهم يريدون أن يخادعوا الأغمار ويوهموهم بأن القرآن ظلم المرأة،

والحق أن مقصود الشرع من هذا ينطوي على حكمة بديعة وغاية نبيلة،

فمن المعلوم أن أي زوج لو قدر أنه ابتلي بامرأة ناشز فالحل السريع والمعتاد هو أن يطلقها ولا كرامة،

ولكن الشرع الحنيف رحمة بالمرأة ورحمة بأبنائها ورحمة بالأسرة جميعها ندب الزوج إلى تجربة حلول أخرى غير الطلاق،

فليعظها أولا ثم ليهجرها ثم عند ذلك ليجرب معها شيا من الغلظة والقسوة والضرب غير المبرح

فإذا صلحت بذلك فذلك لعمري خير وأزكى وأبر مما لو طلقت هذه المرأة،

ومن هذا الأحمق الذي يسوي بين ضرب الناشز وتطليقها فضلا عن تفضيل الطلاق على ضربها؟!

تمام الاية

4- كما تعامى هؤلاء العلمانيون عن تمام الآية مثلما تعاموا عن سياقها، فلم يلتفتوا إلى قوله تعالى:

{فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا} أيَّ سبيل كان لا بالضرب ولا بالهجر ولا بالتعنيف ولا بالتهديد والوعيد.

نعم لقد تعامى بنو علمان عن هذه الوصية الربانية العظيمة بالنساء التي تحرم الاعتداء على الزوجة إذا تعاملت مع زوجها بالمعروف،

وركزوا فقط على حل طارئ لحالة طارئة في حدود ضيقة لهدف نبيل وغاية سامية،

فالله أكبر عليهم والله أكبر على تحريفهم وتزويرهم، قاتلهم الله أنى يؤفكون.

5- ليس في علماء وفقهاء المسلمين من أنكر هذا التشريع القرآني أو حرفه بأنواع من التأويلات،

وإنما هذا شيء صنعه بعض “الباحثين المرتزقة” اللاعقين لأحذية العلمانيين والباحثين عن نيل رضاهم،

وهؤلاء ليسوا علماء ولا عدولا، ولا اعتبار لتحريفاتهم الباردة.

تجاهل العلمانيين محاسن التشريع

وبعد هذا نسائل بني علمان: لماذا غضضتم الطرف عن قول الله تعالى:

{وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا}

(لاحظ أنه لم يقل {فإن كرهتموهن فطلقوهن} !!

ونسائلهم لماذا تتغافلون عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.

ولما أخبر عن قوم يضربون نساءهم قال: “ما أولئك بخياركم”.

ونسائلهم: هاهو الغرب الذي تجعلونه قدوة لكم تشهد بلاده أكثر الحوادث إضرارا بالنساء من قبل أزواجهن

لا لنشوز ولا لمعصية ولكنه محض تسلط وقهر وظلم،

فالإحصائيات العلمية تقول إن حوالي مليوني امرأة فرنسية تعرضت للعنف الأسري،

ونقلت صحيفة فرانس سوار عن الشرطة في تحقيق نشرته حول الموضوع: أن 92,7% من عمليات الضرب التي تتم بين الأزواج تقع في المدن،

وأن 60% من دعوات الاستغاثة الهاتفية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس، هي نداءات استغاثة من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن.

وذكرت أمانة سر الدولة لحقوق المرأة أن هناك أنواعاً من العنف الذي يمارس مع المرأة

منها معنوي (تهديدات وإهانات) ومنها جسدي (ضرب).

فماذا يقول العلمانيون بعد هذا ؟

#عبد_الحميد_بنعلي .

 

 

مقالات الدكتور عبدالحميد بنعلي في حديقة المقالات

اقرأ كتاب : أثر الخلاف الفقهي على الحكم القضائي للدكتور عبدالحميد بنعلي

Exit mobile version