حينما نغلق ابواب البر الواسعة بأرادتنا، مقال للكاتب الأستاذ أحمد سالم الغزواني، حول فقه الأولويات في أعمال البر، يطرح سؤالاً : أيهما أولى بناء مسجد مزخرف أم الإحسان إلى محتاج ؟
حينما نغلق ابواب البر الواسعة بأرادتنا
احمد سالم الغزواني
ما لفت انتباهي وانا متجولٌ في مدينة أو قرية او حيٍّ صغيرٍّ، تزاحم المساجد
مساجد قيد الانشاء واخرى جاهزة،
ومساجد عامرة بالمصلين ، هنا وهناك.
يفصل بينهما امتار قلائل .
منها ثارت في نفسي تساؤلات ونظرات في ظلال غير مألوفة .
الفضول الانساني من طبعي الفضولي
وجلوسي في زوايا واماكن مختلفة في ساحات مجتمعي، متأملا ماسحا بفكري على فئام متنوعة، ذو رؤى متباينة .
حاولت بناء أفكاري وإعادة ترتيبها بطرق مختلفة عما عليه واقعنا ،
فانبثق من بنيات أفكاري سؤالا ليس عصيا على احد، ولا محالا لذي عقل ،
الناس ضمن حدودهم الفكرية والعقلية
الناس مما اعتادوا عليه ضمن حدود معينة رسمت في عقولهم ، وغابت عنهم ابعاد ما ورائها.
من خلال احاديثي ومسامراتي الكثيرة مع جمع من الاصحاب والاصدقاء جمعتنا بهم الصدف في اماكن عامة وأماكن أخر.
دائما ماأحب الغوص في قضايا مجتمعية وكنت ذا شغف بالسؤال من حولي – السؤال بداية كل معرفة –
لو أن شخصا اراد انفاق مبلغا من المال في البر وابوابه كثيرة.
وحسب رأي كل شخص .
وتمخض عن سؤلي لهم .
بما أردته بدأ من إثارته نقاشا معهم، ظل يؤرق تفكيري، على حسب ما شاهدته وعايشته في مجتماعتنا .
السؤال
فنقلت نقاشي الى ساحتهم قائلا لهم :
أيهما افضل انفاقه ؟ على مسجد مزخرف بعدة أشكال هندسية ودقة معمارية ، من الحسن والاتقان ألبس وتوج.
أو تحمل تكاليف مرضى هدت أجسامهم الامراض،
أو قضاء دين عن شخص أو أرملة ضج الكرى من عيونهم.
أو بناء دار لجار يحلم بعيش تحت سقف يملكه… او تجفيف دمعه يتيم منكسرا،
أو توفير لقمة لفقير متعفف، او اعانة طالب علم صابر…… الخ
قد يتبادر الى اذهان البعض بأنني أحرض واشنع على من يتولي بناء المساجد وخدمتها
و انا اعلم بفضلها وعظم شأنها، ومكانتها وقدسيتها في قلوبنا
لكن ما يصرف على بناءها من مبالغ كبيرة تذهب الى مبان متعالية القوام ناشزة الاوجه ،
لأجل الذكر والثناء بين اواسط الناس روعه وجمالا .
لا انكر ولا اتهم القصدية من اعمارها – الاجر والمثوبة –
لو استطعنا ان نغير التفكير النمطي السائد لدى جميع الناس .
وصرفت هذه المبالغ الطائلة على اصناف المحتاجين الانفة الذكر
لا وضعنا أسس بمعيارية عالية، في مفهوم الخير
بهذا التفكير الهادف البسيط، استطعنا ترميم وتحسين ومعالجة امور مجتمعية بمبالغ زهيده،
ربما عمت سحابة الخير الكثير منهم ، فيما لو انفقت دفعة واحدة على دور للعبادة .
الاحتياج الانساني في الاولوية
حينما نتمعن في الاولويات الانسانية والضرورات الحياتية سوف نجد الاهتمام بأمور الناس، ومساعدتهم، والاخذ بأيدهم لتجاوز كل فرد مايهمه من مشاكل، او تقليل اثرها عليه،
افضل من أمور خيرية تختص بأماكن العبادات نفسها ،
الأهداف والسياسة المنشودة
نستطيع تكوين مجتمعات سليمة مترابطة اخويا،
بينهما جسور من العلاقات البناءة من الود والتراحم الانساني السامي.
قال المصطفى صلي الله عليه وسلم (من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)
مسلم في صحيحه .
والله من ورا القصد .
احمد سالم الغزواني