طفولتي مرت من هنا !!! مقال للكاتبة د. نيرمين البورنو ، عن فلسطين و الاحتلال و الأطفال و الانتهاكات مقال من 445 كلمة يصف آثار الاحتلال على الأطفال
طفولتي مرت من هنا !!!
د. نيرمين ماجد البورنو
ولطالما مرّ على أطفال فلسطين احتلال وبقيت فلسطين شامخة راسخة كشجرة الزيتون في جبل عيبال ,
إن الحديث عن أطفال فلسطين ليس بالأمر الهين فهم يعيشون في ظل احتلال لا يرحم صغير ولا كبير ,
احتلال سلب منهم كافة حقوقهم المدنية والانسانية ,
أطفال يقبعون في سجون الاحتلال في عالم يعزف سمفونيات حقوق الأطفال وفق المواثيق الدولية والتي أقرتها الأمم المتحدة؛ فحال تلك الطفلة وغيرها يقول ارحل أنت جبان أيها المحتل رغم انك مؤجج بالسلاح لكني قوية رافعه راسي بخبز أمي وأصالة أرضي .
القوة والزعامة
وبالرغم ذلك كله فهم يمثلون القوة والزعامة والشموخ تلك الصفات التي ورثوها بالفطرة من جيل الي جيل ,
حقا على هذه الأرض ما يستحق الحياة ,
فقد بات أطفال فلسطين يمثلون الرقم الصعب في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي
بعد أن فجروا بسواعدهم التي لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة في وجه المحتل
فبعضهم شاهد بأم عينه منزله وهو يهدم من قبل جرافات الاحتلال الاسرائيلي
ومنهم من حرم التجول من الوصول الي مدرسته ومنهم من سلبته رصاصات الغدر حياته أو حياه أعز أصدقاءه
ولقد انتهج الاحتلال سياسه أخرى مع الأطفال وهي احتجاز جثامين الأطفال كنوع من العقاب الجماعي لأسرهم ، إضافة إلى أن سياسة الإفلات من العقاب أو المساءلة باتت تضمن لجنود الاحتلال الإسرائيلي الحصانة من أي ملاحقة قضائية ,
وبالرغم كل تلك الانتهاكات الا انها ما زالت مواصلة بإجراءاتها المسعورة التي تستهدف براءة الأطفال الفلسطينيين من خلال الاعتقال والمحاكمة في المحاكم الاسرائيلية فما زال نحو 700 طفل بين سن 12 و17 عاما معتقلين وتحاكمهم اسرائيل أمام محاكمها العسكرية التي تفتقر لأدنى معايير المحاكمات العادلة ,
ويتعرض معظم الأطفال المحتجزين في السجون أو مراكز الاعتقال الإسرائيلية لأشكال مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي،
إن الانتهاكات التي تمارسها اسرائيل تهدف الي حرمان الأطفال من ممارسة حريتهم ومحاولة قتل انتمائهم لأرضهم وحقهم في مقاومة الاحتلال والدفاع عن مقدساتهم والعمل على إرهاب الجيل الفلسطيني الصاعد وإخماد روح المقاومة في نفوس أبناءه.
صور القتل
وكذلك لا يمكن أن ينسى العالم صور القتل والدمار التي تعرض له أطفال غزة إبان ثلاث حروب ماضية ,
وما صحبه من مشاكل واضطرابات نفسيه ومعاناه لاحقت الأطفال في حياتهم الي ما بعد مرحلة الطفولة ,
هذا بالإضافة الي الاعاقات التي سببها الاحتلال جراء حربه على غزة للعديد من أطفالها ,
فما ذنب هؤلاء الأطفال فهم لا يستحقون حياة مليئة بالخوف والذعر والاذلال اليومي على الحواجز والطرقات ؛
انهم يستحقون العيش بسلام وأمان وكرامه وأمن في دولتهم المستقلة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ,
لذلك يجب أن تتوقف فوراً كل هذه الانتهاكات والممارسات البشعة ويجب ارغام المحتل على احترام القانون الدولي ووقف جرائمه المستمرة بحق أطفالنا ؛ ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وتقديم الحماية اللازمة للأطفال الفلسطينيين ومحاسبة منتهكي القانون الدولي سيما القوانين التي تهدف الى حماية حقوق الاطفال.
Be the first to comment on "طفولتي مرت من هنا !!!"