رسالة الى فرحات مهنى و برنار ليفي ، مقال للأستاذ سمير حماني في الشأن الجزائري للرد على دعوى تطالب بـ انفصال الامازيغ عن العرب في دولة مستقلة
رسالة الى فرحات مهنى و برنار ليفي
سمير حماني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قال :
”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) (الحجرات /13).
والحمد لله الذي قال:
” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ” (ال عمران/ 103).
امرنا الله بالائتلاف و الاجتماع و الاتحاد و نهانا عن التفرقة و الانقسام عموما .وانا هنا ساتكلم عن الجزائر خصوصا .
هذه البلاد العظيمة الشاسعة الواسعة التى بشساعتها تظم الكثير من القبائل
ولعل اهم القبائل الجزائرية شهرة نجد الامازيع و العرب الذين ساهموا تاريخيا فى تحرير هذه البلاد
وكانوا يساندون بعضهما البعض من اجل استقلالها من العدو الفرنسي
الا اننا نسمع من حين الى اخر اصواتا تنادي بالتقسيم
اى ضرورة انفصال الامازيغ عن العرب و انشاء دولة لهم تكون مستقلة عن الدولة الحالية المعروفة بالدولة الجزائرية .
ومن بين المنادين بهذه الفكرة الاستاذ -فرحات مهنى- المدعو -فرحات إيمازيغن إيمولا-
وهو من مواليد 5 مارس 1951 و الذي اسس ”حركة من اجل استقلال منطقة القبائل” فى فرنسا سنة 2002
و هو من كبار المعارضين و المنتقدين لدولة الجزائرية
حيث اعتبر نفسه ليس بجزائري فى المقابل نجد تضامنه مع اسرائيل وقال ” كلا البلدين يشتركان في نفس الطريق…”
مما ذكرنى بشخص اخر وهو الصهيونى الفرنسي – برنار ليفي- والملقب ” بعراب الثورات العربية”
الذي كان له الجهد الكبير في ثورة ليبيا و سوريا
و هو الان ينوي بل اكد ذلك حين قال انه يتمنى ان يصل الربيع العربي الى الجزائر .
و السؤال لماذا يا يا ليفي تتمنى ذلك ؟؟
من البديهى انه مع شركائه يريد الفوضى فى الجزائر ومن المؤكد ان الفوضى لن تكون الا بتحريض و بث النزاع داخل الجزائر
و انه لن يجد شريكا اروع من -فرحات مهنى-
زعيم الحركة التى تنادي بضرورةاقامة دولة للامازيع مستقلة عن الدولة الحالية الجامعة لكل التيارات و الطوائف
وهذا ما جعلنى اكتب هذه الرسالة المتواضعة التى تحمل فى الواقع 3 رسائل .
الرسالة الاولى اليه بالخصوص
اما الرسالة الثانية فهى الى برنار ليفي
و الرسالة الثالثة الى الشعب الجزائري بكل مكوناته و طوائفه من عرب و امازيغ.
الرسالة الاولى :
اظن ان فكرتك حول التقسيم لن تنجح لما ؟؟
لاننا لن نستطيع باي طريقة ان نقول شعب امازيغي و شعب جزائري فالامازيغ منا و نحن منهم .
راجع تاريخ هذه البلاد العريقة و ستعرف ان العرب ما استطاعوا فعل شئ بدون اخوانهم القبائل
و كذلك العكس صحيح و محاولة التقسيم هاته التى تلجا فيها الى الغرب و الى اسرائيل لتحضى بدعم منهم هى فكرة يرفضها الجميع نحن ابناء دولة واحد و مشاكلنا تحل فيما بيننا
لا نريد من الغرب و من الصهاينة ان يتدخلوا ليحلوا مشاكل الاخوة
وما تدخل الغرب فى بلاد الا و خربوها و فرقوا ابناء الوطن الواحد الى شيع و قبائل تتقاتل فيما بينهم …
نحن(الامازيغ و العرب وباقى الطوائف ) نريد ان نضع اليد فى اليد لبناء دولة ديمقراطية تتسع للجميع
نبنيها معا و نطورها معا و نشرفها بين الامم معا الم تسمع فى حياتك عبارة ”فى الاتحاد قوة”
الم ترى اليوم فى ظل هذا الحراك المبارك الاتحاد بينهم … اختم رسالتى القصيرة لك بقول الله:
”إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (النور /19)
والفاحشة بمعنى الفتن و التحريض بما يخالف ما يريده الله من خير و سداد لهذه الدولة المباركة .
الرسالة الثانية :
برنار ليفي لك منى رسالة قصيرة كذلك لكن مضمونها يسع تفكيرك و نواياك فى ديننا
نعتقد و نجزم ان من يسعى لتحريض وبث سم الفتن لن يحصل على ما يريده وان بدى له ذلك و كان فى امر الواقع
وانا اقول لك ستتفاجئ كثيرا ان حاولت تجريب السيناريو الليبي او السورى هنا فى الجزائر …الجزائر ليست ليبيا و ليست سوريا .
اعلم ان للجزائر رجال من الامازيغ و العرب سيكونون حصنا منيع لهذه البلاد يحميها من كل شئ سيئ هؤلاء الرجال سيموتون فقط من اجل هذه البلاد
فعقولهم اكبر من عقلك بمئات المرات و اخشى ان ينقلب السحر على الساحر .
الرسالة الثالثة:
ولك ايها الشعب الجزائري الابي الشريف من قبائل و من عرب ومن باقى الطوائف الاخرى
الف تحية ابهرتم الجميع بتماسككم و اتحادكم و جعلتم اعداء هذه البلاد يعيدون حساباتهم الاف المرات
انتم من تضمنون استقرار هذه البلاد .
انا متاكد كل التاكيد انكم ستنتصرون فى هذه المعركة السلمية و سيسقط هذا النظام وستنتصرون بهذا الانتصار
انتصار اخر اعظم من الاول و هو احباط فكرة التقسيم و الانفصال من اجل ان نبقى اخوانا متحابين الى ان يرث الله الارض و من عليها …
و اختم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ).
Be the first to comment on "رسالة الى فرحات مهنى و برنار ليفي"