أنا أحق بالملابس منك أيتها الدمية ! يجب على المجتمعات معاملة أطفال الشوارع على انهم الضحية الاولي لأخطاء المجتمع وافراده , وليس على أساس انهم مجرمون، د. نيرمين البورنو
أنا أحق بالملابس منك أيتها الدمية !!!!!
د .نيرمين ماجد البورنو
أعطني طفلاً صالحاً ، أعطك مجتمعًا زاهرًا , وأعطني طفل شارع، أعطك مجتمعًا فاسدًا ,
هل تساءلنا يوما من هم أطفال الشوارع ؟؟؟
وهل يقطنون البيوت مثلي ومثلك ؟؟
وهل يوجد في قاموسهم اللغوي كلمة ماما وبابا ؟؟
وهل هم أيتام ام لقطاء ؟؟؟
وهل نظرتنا اليهم نظرة شفقة أم انهم مجرمون ؟؟؟
ومن هو المسئول عن دفعهم للجوء في أحضان الشوارع ؟؟؟!!!
لقد انتشرت ظاهرة أطفال الشوارع بشكل كبير في مجتمعاتنا , حيث بتنا نشاهدهم يعيشون على الأرصفة ووسط المزابل ويرتدون ملابس ممزقة كأنما قد ولد بها ,وطعامهم من حاويات النفايات ,
صور مأساوية عديدة
فمنظر الطفل الواقف على أشاره المرور والمرتدي ملابس ممزقة عليها اثار أوساخ ووجهه مسود وتنبعث منه رائحة كريهة ,
والطفل النائم على الأرض منتظر لقمة عيش ,
وأطفال يبيعون المناديل يتجولون في الشوارع بين السيارات والأرصفة
وحتى في القطارات وأبواب المساجد ومواقف السيارات بل وحتى على أبواب المقابر تجد أيادي صغيرة نحيلة تمتد لتتوسل إليك،
ورغم اختلاف الطرق التي ينهجونها يظل المشهد مؤلما بمنظر هذه الأيادي الصغيرة ,
وأناس يعبروا عن استيائهم من هذا الظاهرة المزعجة , مطالبين باتخاذ إجراء صارم يحد من تلك الظاهرة التي زادت في الآونة الأخيرة.
لسان حال أطفال الشوارع ينطق للدمي ويقول أنا أحق منك بهذه الملابس لتسترني وتقنيي من برد الشتاء القارس أيتها الدمى ,
أطفال دفعت بهم ظروف عدة الى الشارع
منها الفقر المدقع , وتردي للظروف الاقتصادية والتعليمية ,
فتلك الظروف المأساوية حجة عثرة في طريق تقدم المجتمعات ,
ومن هنا تظهر مشكلة أكبر وهي عمالة الاطفال ,
ومنهم من يهرب بنفسه من جحيم العنف المنزلي والاضطهاد فيستظلون بأحضان الشوارع وتحت الكباري والجسور ,
ويجدونه محل ميلادهم ومقرهم
ومنهم من يتعرض للابتزاز والانحلال والسرقة والتنمر والاستغلال والتحرش وممارسات مشينة في حقوق تلك البراعم الصغيرة ,
وبالتالي ازدياد في معدل الجريمة بالمجتمع , لأجل كسب لقمة العيش في ظل ظروف بئيسة تفتقر لبيئة أمنة وسط حضن أسري.
أطفال الشوارع والمجتمع
يجب على المجتمعات معاملة أطفال الشوارع على انهم الضحية الاولي لأخطاء المجتمع وافراده , وليس على أساس انهم مجرمون ,
وكما يجب على الدول ان تبذل الجهد في تفعيل النصوص القانونية والتشريعية
والتي تؤكد فيها على حقوق الطفل في التعليم والعيش الرغيد وضمان سلامته وصحته التي تتأثر بوضعه المعيشي واحواله الاجتماعية للحد من تلك الظاهرة ,
فما من طفل يريد التخلي عن لعب ولهو الصبا ليقذف بنفسه في مستنقع الشتات والمعاناة ,
دعونا لا ننظر لهم بعين الازدراء، بل بعين الرحمة والإنسانية .