الصومال واستحالة التطبيع مع إسرائيل مقال للكاتب الصومالي عبدالله قاسم دامي يستعرض فيه مواقف الصومال الدولية تاريخياً تجاه القضية الفلسطينية
الصومال واستحالة التطبيع مع إسرائيل
عبدالله قاسم دامي
منذ الستينات في القرن الماضي، كان الجواز الصومالي والذي كان يعتبر حينها من أقوى الجوازات في إفريقيا والشرق الأوسط يحمل لافتته الشهيرة
“لا يسمح لحامل هذا الجواز بالسفر إلى إسرائيل وجنوب إفريقيا”،
إسرائيل التي كانت ولا تزال تحتل أرض فلسطين،
وجنوب إفريقيا التي كانت تمارس ذاك الزمان بالتمييز العنصري والإضطهاد العرقي ضد السكان السود الأصليين.
إشتهرت الجمهورية الصومالية في تاريخها بتأييد الشعوب المضطهدة
والوقوف جنبا إلى جنب مع القضايا المصيرية للأمة الإسلامية والعربية والإفريقية.
حيث أرسلت الصومال في منتصف السبعينات بعثة عسكرية سرية للمشاركة في تحرير كل من الموزمبيق وأنغولا،
كما أنها دعمت الشعب الفليبيني المسلم “شعب مورو” الذي كان يناضل في أقصى قارة أسيا،
وكان الدعم الصومالي للقضية الفلسطينية بارزا
وكان موقفها واضحا كبدر القمر في جميع المجالس الدولية والإقليمية.
القدس وفلسطين وقبة الصخرة، وزيتون عسقلان وحجر المقاومة في أكناف بيت المقدس، وأولى القبلتين وأرض الإسراء والمعراج،
أسماءٌ وأثارٌ خلدت في أذهان المسلمين خصوصا أولئك السمر الأبنوس الذين قطنوا في القرن الإفريقي البعيد،
هذه القضية مدفونة في أفئدة الأمة الصومالية شعبا وأفرادا،
حيث كان الموقف البطولي لنائبة الكونغرس الأمريكي إلهان عمر دليلا قويا على موقف الشخصية الصومالية من هذه القضية
رغما عن إعتذارها لاحقا بسبب ضغوطات الرئيس دونالد ترامب.
رغم أن الصومال ليست في نفس المقام التي كانت فيه يوما، إلا أنها تتماسك بموقفها المناصر للقضية الفلسطينية والقضايا المشابهة الأخرى،
ولا تزال الصومال حكومة وشعبا في خندق واحد مع الشعوب المضطهدة في نضالهم ضد الظلم والإستعمار
في وقت تهرول فيه بعض الدول العربية إلى التطبيع مع الإحتلال الصهيوني وتدبير المؤامرات ضد الشعب الفلسطيني.
عبدالله قاسم دامي