أشلاء وأرصدة .. مقال للكاتب فارس محمد عمر توفيق ، يصف اجتماع افتراضي خلف الفوضى القاتلة في سوريا الجريحة .
أشلاء وأرصدة ..
بقلم فارس محمد عمر توفيق
نقلها المترجم الروسي عن صاحبه.
“وجدنا أطنانا قديمة عدلناها وجددناها بعد استلامنا آخر تحويل وسنرسلها خلال يومين. هذا دعمنا”.
تمطى الأمريكي وابتسم قائلا:
“قبضنا حصتنا، وشحنتنا الكاملة تحركت في وقتها وستصل بحراً منتصف ليل آخر الأسبوع فلنحتفل”.
وزع الصيني صورا للحاضرين، وتحدث لمترجمه الذي قال للجالسين:
“جديدنا صوره بين أيديكم، سيعجبكم ويهيمن على السوق وفي الميدان”.
تكلم الإسرائيلي غاضبا، ونقل الأمريكي ملخص كلامه للآخرين:
“يقول إن هيمنتكم غير صحيحة، فما جربناه نحن هو الأفضل،
وتعرفون أن بعضه تسرّب بسرعة بين المتناحرين من قبل اتفاقنا هذا بزمن فلندع التفاضل بيننا إلى التعاون عليهم وفي مصالحنا”.
ألقى جليسهم الكولومبي بحبوب ومساحيق في أكياس صغيرة إليهم وهو يغمزهم ويرفع إبهامه، فقال مترجمه:
“هذه بضاعتنا المشهورة وهي إضافة لا غنى عنها،
ودسها في شحناتكم جميعا يضمن قبولها وحركتها ويضمن حقوقكم بسرعة، فاضمنوا لنا حصتنا.
ومن أراد عينات أخرى أهديناه بسرور”.
كثر ضجيج المتآمرين وضحكهم، ثم لفتتهم اوراق يوزعها عضو جديد من بورما وهمهمته مع مترجمه الذي التفت اليهم قائلا:
“نتوقع باقي تمويلكم لمشاركة فرقة خاصة منا بأسلحتنا المحلية المعروفة متانتها، فجاثومنا كلنا هو الاسلام”.
“نرحب بكم معنا، والذي يضاف اليوم مردوده لنا جميعا، أموال وخبرات وإبادة ملة لا تناسبنا”،
قالها المترجم الايراني.
شرعوا يوقعون ويشربون ويأكلون قبيل انصرافهم، ثم دخل مترجم من كوريا الشمالية لاهثا رافعا ملفا وقال:
“صديقكم يعتذر عن الحضور، وهذه صفقاته وموافقاته مع سائر الأطراف، ومعها ترتيبات الاجتماعات القادمة”.
في الأسابيع التالية اشتدت الحرب في سوريا العزيزة الدامية، وتدفقت معدات وأسلحة وسموم،
وتناثرت أشلاء البشر تختلط بآثار بيوت ومآذن ومدارس ومزارع، وتجمعت أرصدة وتعالت ضحكات.