Site icon حديقة المقالات

واقع تطوير المناهج في المملكة العربية السعودية

واقع تطوير المناهج في السعودية

واقع تطوير المناهج في المملكة العربية السعودية ، موضوع يتضمن دراسة عن عن التغيير و التطوير في المناهج الدراسية للكاتب الأستاذ سلطان الشهراني

تغير مصطلح تطوير ودراسه تناولت ذلك

و واقع تطوير المناهج في المملكة العربية السعودية

بقلم : سلطان سياف الشهراني

أولاً: مفهوم تطويرالتطور لغة يعني التغيير، أو التحويل من طور إلى طور

فطبقاً للمعجم الوسيط فإنه كلمة تطور تعني تحول من طورة،

كما تعني كلمة التطور التغيير التدريجي الذي يحدث في بنية الكائنات الحية وسلوكها،

كما تعني أيضاً التغيير الذي يحدث في تركيب المجتمع أو العلاقات أو النظم أو القيم السائدة فيه،

أما التطوير اصطلاحا فهو يعني على وجه العموم التحسين وصولا إلى تحقيق الأهداف المرجوة بصورة أكثر قعالية على وجه العموم التحسين وصولا إلى تحقيق الأهداف المرجوة بصورة أكثر فعالية وكفاءة،

وفي هذا المجال نشير إلى الخلط الذي كثيراً ما يكتشف استخدام مصطلحي التغيير والتطوير،

إذ إن هناك فروقاً رئيسة بين هذهين المصطلحين ينبغي على القائمين بعملية التطوير إدراكها، وهذه الفروق هي:

1.قد يتجه التغيير أحياناً نحو الأفضل وأحياناً أخرى نحو الأسوأ؛ فكثيرا ما نسمع بأن القيم قد اندثرت وتدهورت وظهرت قيم وعادات أخرى،

وأحياناً تتغير اتجاهات بعض الأفراد بصورة لا تتناسب مع مجتمعنا مثل التعصب واللامبالاة والأنانية وتقبل الشائعات والاعتقاد بالخرافات،

وأحياناً أخرى نسمع بأن التغيير قد أدى إلى تقدم وتحسن مثل المناداة بالسلام واحترام العمل اليدوي والتعاون مع الآخرين،

وعدم التعصب، وبذا قد يكون التغيير إيجابيا أو سلبيا.

أما التطوير فهو عملية تقوم على أسس علمية هادفة تؤدي دوماً إلى التقدم والارتفاع بمستوى النظام المطور إلى أفضل صورة ممكنة من الكفاءة والفعالية

ومن هنا يمكن القول بأن التطوير يستلزم التغيير، في حين أن التغيير قد يؤدي أو لا يؤدي إلى التطوير.

قد يتم التغيير في بعض الأحيان بإرادة الإنسان،

وقد يتم في أحيان أخرى بدون إرادة الإنسان، وهنا يكون تغيراً وذلك عندما يكون السبب فيه عوامل ومؤثرات خارجية ليس للإنسان دخل فيها مثل التغيرات الجغرافية،

والتغيرات التي تحدث في سطح الأرض نتيجة التفاعلات التي تحدث في باطن الأرض.

أما التطوير فلا يتم إلا بإرادة الإنسان ورغبته الصادقة، ومن هنا يمكن القول بأن إرادة الإنسان تعد شرطاً ضرورياً لعملية التطوير،

أما التغيير فقد يتم بإرادة الإنسان أو بدون إرادته.

3.قد يكون التغيير جزئياً أو قد يكون جذرياً، فقد يحدث التغيير في جزء معين من النظام المراد تغييره،

أو قد يشمل التغيير الهيكل التنظيمي للنظام ومكوناته والمسلمات القيمية التي يرتكز عليها. (علي،ص22-23).

ثانيا: ما يخص الدراسات العلمية التي تناولت تطوير المنهج

فهناك دراسةعنوانها ” نحو مناهج متطورة من أجل التميز” للدكتور/ رضاء السعيد.

وكانت خلاصة هذه الدراسة العلمية وضع نقطة بداية الدائرة مستمرة من التأمل والمراجعة والتجنب للمناهج الدراسية،

تنظمت جميع أنشطة الطلاب والمعلمين والآباء والإداريين بالمدارس وذوي العلاقة بالعملية التعليمية في المجتمع المحلي المحيط بالمدرسة والعمل نحو مناهج تحقق التميز

وهي مرحلة تتطلب العمل الجماعي من كل المهتمين بشوؤن التعليم على المستوى المحلي من خلال مناخ عمل يتسم بالتحدي والانجاز والتحسين والتطوير

مما ينعكس مباشرة على شكل وجودة المستقبل.

ثالثاً: واقع التطور في المملكة العربية السعودية

يذكر الحسين (2017م، ص173-175) أن من أهم ملامح التطور في المناهج والكتب الدراسية ككل في المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر مايلي:

1.دمج وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي في وزارة واحدة هي وزارة التعليم بقرار ملكي كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظة الله

يؤمل من ورائه تطوير التعلم بكاملة بشكل متكامل في المملكة العربية السعودية.

2.مواءمة الكتب الدراسية لتكون صالحة للبنين والبنات بدلاً من الكتب السابقة حيث كانت هناك كتب للبنين وأخرى للبنات.

3.أصبح لكل مادة من المواد كتاب للمتعلم وكتاب للنشاط ودليل للمعلم تسير جنباً إلى جنب لتؤدي النتائج المتوقعة منها

كما بنيت الدروس على هيئة وحدات دراسية وتم إضافة موضوعات جديدة،

كما تم وضع تقويم لكل درس وتقويم شامل لكل وحدة دراسية.

4.تفعيل استخدام التقنية وربطها بالكتب الدراسية ودمجها في عملية التعليم والتعلم وهي بذلك مناهج رقمية، كما أنها تركز على تفعيل دور الوسائل التعليمية بشكل أكبر أثناء التدريس،

واستخدام طرائق تدريسية واسترتيجيات حديثة.

5.الميل لجعل المتعلم هو محور العملية التعليمية والتربوية حيث تركز الكتب الدراسية على التعلم الذاتي وتنمية مهارات التفكير المختلفة كالتفكير الناقد والإبداعي وحل المشكلات.

6.تركز الكتب الدراسية على المهارات الأدائية من خلال العمل والممارسة الفعلية للأنشطة،

وربط المعلومات والتعلم بالحياة الواقعية.

7.تحقيق التكامل والترابط بين المواد الدراسية رأسياً وأفقياً، حيث تم دمج بعض المواد كاللغة العربية بفروعها المختلفة، القواعد،

والنصوص الأدبية والإملاء الإنشاء أو التعبير والخط في مادة واحدة، وكتاب يسمى (لغتي الجميلة) في الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية،

و (لغتي الخالدة) في المرحلة المتوسطة.

مما سبق ندرك أن عملية تطوير المنهج التي تتم في مراحل التعليم العام بالسعودية لا تقتصر على إعداد الوثائق المواد التعليمية.

بل تمتد لتشمل المفهوم العلمي الحديث للمنهج.

وهذا يعني أن تشمل عملية التطوير طرق التدريس وأساليب القياس والتقويم والوسائل التعليمية والأبنية المدرسية والإدارة المدرسية،

بالإضافة إلى تدريب المعلمين والمديرين والمشرفين

تدريباً يتناسب مع أهداف التطوير التي رسمها المسؤولون عن التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية،

لذلك فمن المؤمل أن يحقق هذا المشروع نتائج طيبة على أرض الواقع إن شاء الله تعالى.

المراجع

1- الحسين، أحمد محمد (2017م). صناعة الكتاب المدرسي. السعودية.

2- علي، محمد السيد (2010م). اتجاهات وتطبيقات في المناهج وطرق التدريس.عمان:دار المسيرة للنشر.

3- السعيد، رضاء مسعد (2009م). تطوير المناهج الدراسية بين الأصالة والمعاصرة. الؤتمر العلمي الحادي والعشرون. المجلد الأول.

سلطان سياف الشهراني

Exit mobile version