مهنة التعليم رسالة الأنبياء مقال للكاتبة الأستاذة رقية العلقم عن شرف هذه المهنة وما ينبغي أن يكون عليه المعلم من الخلق والسلوك
مهنة التعليم رسالة الأنبياء
رقية العلقم
أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا
هنيئا للمعلم بشرف هذه المهنة العظيمة، فقبل أن تكون مهنة فهي رسالة وأمانة
تكبد في حملها على عاتقه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم معلم الناس الهدى
فهي رسالة الأنبياء.
وأي شرف أكبر من أن الله عز في علاه وملائكته الطاهرون يصلون على معلم الناس الخير،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير).
وللمعلم مكانة مرموقة في المجتمع،
فلقد كان أبناء الخليفة العباسي هارون الرشيد الأمين والمأمون يتسابقان بعد انتهاء الدرس في تقديم الحذاء لمعلمهم الكسائي
فسأل الخليفة الكسائي: من أعز الناس يا كسائي؟
قال: أعز الناس أنت يا أمير المؤمنين.
قال هارون: بل أعز الناس من يتسابق أبناء أمير المؤمنين لتقديم الحذاء له.
وفي المقابل على كل معلم أن يستشعر هذه المهنة العظيمة لأنه يحمل بيده مصباح العلم والمعرفة لينير العقول
وهو قدوة لطلابه،
لذا عليه أن يتحلى بالخلق الإسلامي الرفيع، ويقتدي بسلوكيات النبي الكريم،
وأن يوطد علاقة أخوة ومحبة مع طلابه والتواصل الدائم مع الأهل للرقي بمستوى الطالب.
وعلى المعلم أن يسعى دائما للاطلاع على كل ما هو جديد في مجال تخصصه وإيجاد بيئة تعليميه آمنة تحفز الطالب على الإبداع،
ويتطلب منه أن يسعى في تطوير نفسه ليواكب التقنية الحديثة التي أصبحت ضرورة من ضرورات التعليم،
وأن يوظف كل إمكاناته لجذب الطلاب ومراعاة الفروق الفردية بينهم ومراعاة ميولهم وهواياتهم،
وأن يبتعد عن الطرق التقليدية في نقل المعلومات ويتيح للطالب البيئة التعليمية المناسبة التي تساعده على التعلم بنفسه والابتكار.
وأيضا على المعلم أن يحرص على تطبيق استراتيجيات التعلم الحديثة التي تجعل من الطالب محور العملية التعليمية وتحفزه على تقويم أدائه وتحسين مستواه،
بالإضافة إلى تحفيز الطالب على البحث عن المعلومات والحقائق من مصادر المعرفة وتنمية مهارات البحث العلمي لديه.
رقية العلقم