تفسير حلم رؤية نبي الله إبراهيم عليه السلام للكاتب عبدالله محمد تناول فيه الحديث عن هذا الموضوع بالآيات والأحاديث
تفسير حلم رؤية نبي الله إبراهيم عليه السلام
بقلم عبدالله محمد
وإبراهيم عليه السلام يعني في الرؤيا امتحان وبلاء فعندما كسر الأوثان التي كان يعبدها قومه توعدوه بالحرق والقتل والقصة معروفة .
وإبراهيم لمن كان يريد ان يقيم الحجة على أحد يعني نصرا والمناظرة التي كانت بينه وبين النمرود معروفه ،
وقد ذكرها الله جل جلاله في كتابه العزيز فقال
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾
( البقرة 258)
ومن رأى إبراهيم يؤذن في المنام، فهو حج له بأذن الله جل جلاله.
وربما كانت رؤية إبراهيم عليه السلام ، تعني كثرة الذرية والولد لمن تأخر له الانجاب،
وربما تعني رؤية إبراهيم عليه السلام بناء بيت لمن رأى الرؤيا،
وذلك لقيامه ببناء الكعبة المشرفة هو وأبنه إسماعيل عليهما السلام .
وربما تعني طول عمر لمن رأى الرؤيا فقد طال عمر إبراهيم عليه السلام،
يقول الله عز وجل على لسان سارة زوجة إبراهيم عليه السلام :
﴿قَالَت يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ﴾ ( هود 72)
وقد تكون رؤية إبراهيم عليه السلام ابتلاء لمن قوي أيمانه بالله عز وجل ،
وذلك لمحنته وابتلائه عندما امرة الله بذبح أبنه الوحيد آنذاك اسماعيل عليه،
وإبراهيم عليه السلام ، هو أول من عبر من العراق إلى فلسطين ،
فرؤيته في الحلم قد تعني اغتراب وهجرة لمن يفكر في ذلك.
اكتشاف شيء جديد في الكون
وإبراهيم عليه السلام ، يعني رجلا متفكرا بالكون ،
وربما تعني لمن اشتغل بالفلك والنجوم ، اكتشاف شيء جديد في الكون ، لم يتم اكتشافه من قبل ،
وذلك لأنه تامل النجوم، والقمر، والشمس ،
فلما أفلت (غابت عن البصر) قال أني لا احب الآفلين،
فقد علم من دون أن يعلمه أحد ، إلا الله جل جلاله ، أن هذه المخلوقات ، لو كانت تستحق العبادة ، رغم ما تقدمه من فوائد للكون ،
لما قبلت أن يغيب الكون عن نظرها ، ولما غابت واختفت .
ولذلك أدرك إبراهيم عليه السلام أن الإله الذي يستحق العبادة لا بد أن يتصف بالثبات والصمود
ولا بد أن يكون مدرك لكل ما يجري في الكون دون إعطاء الفرصة أن يغيب الكون عن نظرة او سمعة ،
وهذه الصفة لم تتحقق في النجوم ، والقمر، والشمس ،
ومن هنا أدرك أنه كما هو مخلوق لا يستحق العبادة ، فأنها أيضا مخلوقة لا تستحق االعبادة
ولذلك توجه بوجهة إلى الذي خلق هذه المخلوقات فقد اخبرنا الله عز وجل عن ابراهيم علية السلام انة قال
﴿ِإِنِّى وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (الانعام 79)
وإبراهيم عليه السلام قد يعني ، ولد بارا بوالديه ، فرغم أن إبراهيم اختلف مع أبيه في العقيدة ، وطريقة العبادة والتفكير ،
فعندما كان والد إبراهيم يعبد الأوثان والأصنام ،
كان إبراهيم قد وجه وجهه إلى الله عز وجلال حنيفا مسلما قبل أن تاتية الرسالة ،
وهذا ما أكده القران الكريم وعلى الرغم من اختلاف العقيدة بين النبي والاب
كان ابراهيم يستغفر لابية ويتحدث الية بلين ولطف قال الله عز وجل نقلا عن ابراهيم علية السلام
﴿ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴾ (مريم 47)
إبراهيم عليه السلام وأبيه
وحاول إبراهيم عليه السلام أن يثني أباه عن عبادة ما لا يضر ولا ينفع وما لا يسمع ولا يبصر، بقول تعالى :
﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا﴾ ( مريم42)
هذا فكر رجل عاش قبل آلاف السنين دون حاجة إلى أن يرى هذا الكون الواسع بالمجاهر والتلسكوبات ،
فعلم أن لا بد لهذا الكون من خالق ، وأن من صفات هذا الخالق أنه يسمعك ويراك في كل وقت وحين ،
وأنك أي المخلوق لا تستطيع أن تراه الا بتامل مخلوقاتة في هذا الكون .
فنظر في الإنسان ، ونظر إلى الشجر والكون والطيور وكل شيء استطاعت عيناه أن تنظر الية .
فلم يرى في هذه المخلوقات كلها إلا إبداع لخالق خلق هذه الأشياء جميعا
فعبده دون أن يبصره ببصره، وأنما ببصيرته ،
فكيف بمن يعبد انسان ، كان ياكل الطعام ويشرب الماء ، أو يعبد بقرة أو قردا، أو تمثالا من حجر لا يضر ولا ينفع من دون الله جل جلاله ،
ونحن في زمن العلم ، واكتشاف الحقائق.
ومن الغريب ! أن عالم من علماء الغرب اشتهر بعلمه الواسع ، وسعة أفقه وهو (دارون) وضع نظرية تسمى بنظرية النشؤء والطبيعة ؟
وقال أن أصل الإنسان هو من القرد ، وأن أصل القرد ، هو من الطبيعة ،
وأن هذا لقول ينطبق على كل ما يدب على وجه هذا الكون ، من بشرا وحيوان.
وعندما اقترب أجله قال أريد أن اعترف للجميع ، ممن عندي الان ،
والى من يسمعني أنني لم اكن أصاب بالصداع وألم في الرأس إلا عندما أنظر إلى طائر الطاووس وجماله ، وعظمة إبداعه ، ورسمه ، وألوانه .
فأعلم أن هذا الطاووس لا يمكن أن تكون الطبيعة أوجدته لوحدها بمحض الصدفة ،
وأنه لا بد لهذا الطاؤوس من خالق خلقه
وهنا يكمن وجه المقارنة ، بين إبراهيم عليه السلام ، وهذا العالم الذي لم ينفعه علمة
Be the first to comment on "تفسير حلم رؤية نبي الله إبراهيم عليه السلام"