د. نيرمين ماجد البورنو
أي قوة تلك والتي جعلتني لم أنتبه لإعاقتها بقدر روعة ابتسامتها ,
سحرت وشدت القلوب قبل العقول , فاذا كانت الاعاقة تصنع شخصاً يقهر المستحيل ,
فالكل يتمنى أن يكون معاق،
الإعاقة بنظر الإنسان الواعي هي عقبات تُعيق تفكيره ومنطقه قبل جسده ,
لأنه يوجد داخل كل انسان شرارة من النار وطاقه ابداعية خلاقة ,
ربما فقد العديد منا إمكانية استخدام أجزاء منها بسبب حادث أو مرض ,
ولكن هذا الواقع لا يشكل أهمية كبيرة لان الشي الأهم هو أن نمتلك الروح الانسانية والقدرة على التفكير المنطقي السليم .
المتعارف علية في مجتمعاتنا قديما إن كلمة معاق تعني الشخص الذي فقد عضواً من جسده وسببت له بالإعاقة والعجز سواء كلي أم جزئي عن فعل شيء ما ,
أما اليوم فلقد استبدلت كلمة معاق بذوي الاحتياجات الخاصة لانهم أثبتوا للعالم أنهم قادرين وفاعلين على فعل كل شيء بمفردهم ودون مساعدة من أحد ,
ونرى من جانب اخر أنه يوجد في مجتمعنا من هم معاقو والجسد سليم ,
فلقد باتت المشكلة في العقول مما جعل تفكيرهم وتخطيطهم لحياتهم أعاقة ,
أي اعاقة تلك والتي صنعت من مشاهير وعلماء ومخترعون وأطباء وفلاسفة امثال : أديسون ,
مصطفي الرافعي ,
طه حسين,
بيتهوفن ,
هيلين كيلر,
فرانكلين روزفلت ,
وغيرهم الكثير ممن صنعوا سيرتهم لتعم الجميع وليدركوا أن الاعاقة ليس لها حاجز لتقف ,
بل أنهم تميزوا بعقولهم والتي أضاءت لهم الفكر ليصلوا ويبدعوا ويقاوموا فكانت نظرتهم للحياة بمعني مختلف مميز ,
ولم يكتفوا بذلك فزادتهم أرادة وتحدياً ليكتشفوا للأصحاء ما عجزوا عن اكتشافه ومعرفته وفهمه واستطاعوا بالصبر والتحدي أن يصنعوا من إعاقتهم نافذة تطل بهم نحو مستقبل مشرق ليحققوا ويحولوا نظرات الشفقة الي انبهار ,
ولقد شاهدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الصور لذوي الاحتياجات الخاصة والتي أبرزت مواهبهم والتي أكدت بانها ليست بحاجة لجسد كامل ليبرزها ,
وأجمل نموذج على ذلك ستيفن هوكينج قاهر الصعاب ومتحدي الزمن فلقد حقق النجاح برغم أصابته بمرض التصلب الجانبي والذي يعد المرض المميت والذي لا علاج له ,
وهو في الحادية والعشرين من عمره ,
لكنه كان مفعم بمعرفة كيفية عمل الأشياء حيث أطلقوا عليه في المدرسة لقب أينشتاين،
وتوقع الأطباء أنه لا يعيش أكثر من سنتين وبالتحدي والإقبال على النجاح استطاع قهر العجز وإبهار الأطباء بإصراره وعزيمته حتى تجاوز عمره الـ72 عامًا،
حيث حصل على الدكتوراه في علم الكون من جامعة كامبرج ،
وحصل على درجة الشرف الأولى في الفيزياء واستطاع أن يتفوق على أقرانه من علماء الفيزياء وبطريقة لا تصدق كان يجرى كل الحسابات في ذهنه وشارك ابنته الروائية في كتابة كتب الأطفال لتقديم شرح مبسط عن الكون بطريقة روائية 2007عام.
فلنعمل بمقولة “”انظروا إلى النجوم وليس أقدامكم” فلندعهم يعيشوا بسلام من دون نظرات الشفقة والرحمة والاحسان ,
بل ويجب أن نعاملهم كأشخاص طبيعيين مثلي ومثلك ,
ولتتضافر كل الجهود المحلية والدولية من أجل ترسيخ وتطوير مفاهيم الدمج الشامل لذوى الاحتياجات الخاصة في المجتمع ,
ولنطلق العنان لإبداعاتهم ,
ولنستبدل كلمه معاق بكلمة ذوى العزم والارادة .