Site icon حديقة المقالات

جنون الأسعار في الدول العربية .. صرخات مكتومة

جنون الأسعار

جنون الأسعار في الدول العربية .. صرخات مكتومة بقلم د محمد علي عبدالوهاب استشاري تطوير المؤسسي والهيكلة، تناول الكاتب موضوع ارتفاع الأسعار  وأثر ذلك على استقرار المواطن في الدول العربية، جاء المقال في ٤٠٥ كلمات ، يستغرق دقيقتان و 15 ثانية للقراءة الصامتة ، تكرر فيه عبارات : جنون الأسعار(2) البلدان العربية (2) الإسراف والب٫خ(2) وكلمات الأسعار (7) البلدان (5) الدول (4) . الكلمات الدليلية لهذا المقال: #صرخات_مكتومة ،  #ارتفاع_الأسعار ،  #استراتيجيات_المواجهة ، #الشعوب_العربية

جنون الأسعار في الدول العربية .. صرخات مكتومة

د محمد علي عبدالوهاب

يعاني أغلب شعوب البلدان العربية من غلاء الأسعار، والتي لا تتناسب مع دخولهم، فالأسوق بهذه الدول تعمل في ظل غياب تام للأجهزة الرقابية؛

كما ساهمت عملية التطبيق الأعمى لأسلوب اقتصاديات السوق في هذه البلدان على ارتفاع الأسعار؛ نظرا لأن بيئة هذه البلدان كانت غير مستعدة للاحتكام لهذه الآليات نظرا لاحتكار مجموعة من رجال الأعمال لإنتاج واستيراد السلع الاستراتيجية والحيوية

مما ساعد في ظهور احتكار القلة وعدم وجود منافسة كاملة، كما إن هناك ضعف في القدرات الفنية لأجهزة الرقابة وتواضع إمكانياتها البشرية والمادية وانتشار الرشوة في صفوف بعض رجالها

مما تسبب في تحكم التجار والمنتجين في الأسعار وأصبحت لديهم الحرية الكاملة في فرض الأسعار على حكومات هذه الدول قبل مواطنيها الفقراء،

كذلك اعتماد هذه البلدان على الاستيراد بعملات أجنبية من الخارج كان له أثر على جنون الأسعار لتذبذب سعر صرف هذه العملات.

فضلا عن ارتفاع أسعار الخدمات الحكومية التي تقدمها الدولة لمواطنيها من قبل بعض أجهزتها التي لم يتم خصخصتها أو التي تحتكر تقديمها أو تساهم بنسبة كبيرة في راس مالها.

وزيادة أسعار هذه الخدمات كان له عدة أسباب منها حاجة أغلب هذه الحكومات للاقتراض من الخارج وخاصة من المنظمات الدولية والتي يأتي في مقدمتها صندوق النقد الدولي الذي يشترط رفع الدعم الحكومي نهائيا هذا من جانب،

ومن جانب أخر الإسراف والبذخ وعدم الاهتمام باقتصاديات التشغيل والتكاليف من جانب بعض المسئولين الحكوميين ساهم كل ذلك في إرتفاع أسعار هذه الخدمات.

إذن ما هو المخرج؟

لا توجد حلول كثيرة أمام حكومات هذه الدول للحفاظ على القدر الضئيل من شعبيتها غير إتباع استراتيجيات وسياسات تعمل على استقرار الأسعار وتنحاز للفقراء والطبقة المتوسطة والتي منها:

أولا: تشجيع منظمات المجتمع المدني على أن يكون لها دور بارز في التنمية والإنتاج، ومراقبة الأسعار ومحاربة الفساد.

ثانيا: إصلاح منظومة الدعم

والتي تتمثل في تبني مشروع قومي كبير تشارك فيه جميع أجهزة الدولة لإنشاء قواعد بيانات موحدة لمواطنيها بحيث تتمكن الدولة في أقرب وقت ممكن من حصر الأسر الفقيرة ودعمهم لحمايتهم من تقلبات الأسعار.

ثالثا: يجب على الدولة التدخل المباشر في النشاط الاقتصادي من خلال إقامة المشاريع الإنتاجية على أن يتم إدارتها بأسلوب المشاركة مع القطاع الخاص لضمان حسن إدارتها.

رابعا: تشجيع إقامة المشرعات الصغيرة والمتوسطة من خلال قروض ميسرة، على أن يتم منح المواطنين الفقراء قروض بدون فوائد لتشجيعهم على الاستثمار.

خامسا: يجب على أجهزة الإدارة الحكومية في البلدان العربية تقليص مصروفاتها وإعلان التقشف من خلال إلغاء وظائف الخبراء والمستشارين، والقضاء على جميع مظاهر الإسراف والبذخ وتقليل تكاليف التشغيل والإنتاج.

سادسا: يجب التصدي للمحتكرين والفاسدين من خلال قوانين وتشريعات صارمة.

د. محمد علي عبد الوهاب

استشاري تطوير المؤسسي والهيكلة

دكتوراه الإدارة العامة- كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة

مراسلة الكاتب

مقالات #د_محمد_علي_عبدالوهاب

#اقتصاد #غلاء #الأسعار

Exit mobile version