هل نسينا القيم والآداب والوصايا الإسلامية؟ ابحثوا عن الأنقياء، وساهموا في تغيير الصفات الذميمة إن وجدت، وابتعدوا عن سوء الظن بينكم .. مشاعل عبدالله
هل نسينا القيم والآداب والوصايا الإسلامية؟
بقلم مشاعل عبدالله
هل نسينا القيم والآداب والوصايا الإسلامية؟
دائمًا يتبادر إلى ذهني مجموعة من التساؤلات، بعد العودة من المناسبات، أو من موعدٍ في عيادة الأسنان، أو العمل، ويلفت نظري تصرف مجموعة من الأشخاص وليس “الكل” وأتعجب..
حقيقة لا أعلم لماذا يتسابق البعض إلى سوءِ الظن قبل معرفة الأمر، أين آثار تلك النواهي الربانية في صدورنا وعقولنا
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”.
هل نسينا العمل بها؟
أم مع تطور الحياة أصبحنا لا نبالي وتركنا ما تعلمنا في المدارس والجامعات خلفنا؟!
لماذا لم يعد إفشاء السلام أمرًا مهمًا كما في السابقِ، سواءً في المكالماتِ أو في المجالسِ أو حتى في بدايةِ الرسائل في مواقعِ التواصل الاجتماعي،
على سبيل المثال: “الواتساب”، نعم ” “الواتساب” قد يبدو لكم ما ذكرت مضحكًا، ولكن لا أحد يتصور كم يحزنني حينما يرسل البعض رسالة “نصية” أو ” واتساب “خالية من السلام!
ألا نستحق منكم السلام؟
بل تذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ».
قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فشمته، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ».
كذلك لا أعلم لماذا “يتنمر” البعض منّا على الآخر في ملبسه، وخلقته، ولهجته، ولونه، حيثُ أصبحت بعض مجالسنا ضحك واستهتار وتنمر،
بل قد تحتوي بعض النكت على مجموعة لا بأس بها من التنمر، ونساهم من دونِ أن نشعر في نشرها!، بل لا يقف الأمر هنا،
هُناك من لا يخلو حديثه من الحسد ويُظهر الخير في ثوبِ النصيحة ويبطن الشر،، ليس الكل وإنما ” البعض” منّا
أين نحن من قولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تحاسَدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبِعْ بعضكم على بيع بعضٍ، وكونوا – عباد الله – إخوانًا،
المسلم أخو المسلم: لا يظلِمه، ولا يخذُله، ولا يكذِبه، ولا يحقِره، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث مراتٍ – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ: دمُه ومالُه وعِرضه”.
لا أعلم لماذا يتباهى البعض بسوءِ الرد وقمع الآخر وإحباطه، يسارع إلى الذم قبل المدح، ويلتقط زلاته، يوبخ هذا ويزجر هذا فيتقي الناسُ لسانه،
ربما جهلاً منه قول الرسول صلى الله عليه وسلم:” يا عَائِشَةُ، إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ الَّذِينَ يُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ أَلْسِنَتِهِمْ”.
بل والبعض لا يحترم المكان وجلاسه، ولسانه يخدش الحياء، اتقوا الله في أنفسكم لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن “اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ”
ختامًا أضيف إلى ذلك تعجبي من مسارعة البعض إلى قطعِ العلاقات، لذلك أقول لكم: تناسوا الأذية واعفوا وبادروا،
جمعتكم قرابة وصداقة أو سنوات دراسة وأيام جميلة وذكريات ترجع جذور البعض منها إلى الطفولة،
ابحثوا عن الأنقياء، وساهموا في تغيير الصفات الذميمة إن وجدت، وابتعدوا عن سوء الظن بينكم، يقول في ذلك المتنبي:
إذا ساء فعلُ المرء ساءت ظنونه، وصدّق ما يعتاده من توهمِ
وعادى محبّيه بقول عداته، وأصبحَ في ليلٍ من الشك مُظلمِ
أصادق نفس المرء من قبل جسمِه، وأعرفها في فعله والتكلمِ
وأحلم عن خلّي وأعلم أنه، متى أجزه حلمًا على الجهلِ يندمِ
وإن بذل الإنسانُ لي جود عابسٍ، جزيتُ بجود التارك المتبسِّمِ
مشاعل عبدالله