Site icon حديقة المقالات

نفسية الرجل بعد الزواج

نفسية الرجل بعد الزواج هو العنوان الذي اخترناه للمقال الثاني من رسائل من امرأة متزوجة إلى زوجة شابة لـ تيموثي.ش.أرثر . ترجمة : أمل عمر بسيم الرفاعي

نفسية الرجل بعد الزواج

رسائل من امرأة متزوجة إلى زوجة شابة – ​الرسالة الثانية

تيموثي.ش.أرثر . ترجمة : أمل عمر بسيم الرفاعي

عزيزتي ليزي!

​لستُ أدري تمامًا فيما إذا كان السرور أم الألم هو ما شعرتُ به أكثر عندما قرأتُ الآن إجابتك على رسالتي الأخيرة.

فقد لمستُ بأن هناك بعض خيبة أمل قد بدأتْ تغزو قلبك الذي لا زال شابًّا,

وبأنه ليس بالقلب السعيد على الرغم من أنك تتحدثين بشكل إيجابي عن واجباتك الجديدة كزوجة.

لكنني لم ألمس ذلك اللون الزاهي في وصفك الحالي لما كان يُلوّن ما كنتِ تتوقعينه للمستقبل…

​يبدو أنك قد بدأت بالفعل تشعرين بأن عالم اهتمامات زوجك يختلف عن عالمك,

وبأن بإمكانه أن يشعر بالسعادة حتى لو كنتِ بوضع لا يُمكنك مشاركته سعادته تلك.

أليس كذلك؟

​ليزي الغالية!​

لستِ أول من انتابها مثل هذا الشعور ولستِ أول من استيقظتْ فجأة من أحلام الحب المثالي.

لا … لذا لا داعيَ لأن تشعري بأي ندم ولا داعيَ لأن تتبدد آمالك؛ ما سوف يزيد من حزنك,

وإنما عليك أن تفكري بعقلانية.

فكّري بمقدار ما على كاهل زوجك من التزامات ومن متطلبات ومن واجبات تجاه المجتمع…

وبأن عليه الكثير من الالتزامات التي يجب أن يؤديها بالشكل المناسب لو أراد الحفاظ على مركزه الحالي في المجتمع…

​كنتِ قبل زواجكما ـ بالطبع ـ كل ما يشغل وما يستحوذ على تفكيره, وكل ما تتوقف عليه سعادته.

كان لديه كل ما في الكون من حماس في سعيه للحصول عليك كزوجة له,

وهو ما كان قد جعله يبتعد من وقت لآخر عن التفكير بأية التزامات و بأية متع أخرى قد تتدخل أو تُعيق ذلك الهدف الهامّ الذي كان يسعى إليه…

لكن عليك أن تُدركي بأن كل ذلك قد انتهى في الوقت الحاضر, وبأن عليه مثله مثل الآخرين أن يستمر في تقدّمه,

وأن يتطلع إلى أمور أخرى عليه أن يُحقّقها وأن يسعى لنيلها…

الابتسامة بدلاً من الاستياء

​أنت تقولين بأنه عندما تركك بمفردك ذات مساء, كنتِ قد عاقبتِه عندما عاد بأن أظهرتِ له استيائك الشديد.​

والآن ـ ليزي العزيزة! ـ هل كانت تلك الطريقة المناسبة لجعله يُقلع عن ذلك؟

هل سيكون عليه ألا يختلط بالمجتمع؟

هل عليك لكي تعترضي أن تجعلي من نفسك زوجة سيئة الطباع لكي يشعر زوجك باستيائك؟

هل سيفضّل زوجك بذلك في المرة المقبلة عدم التأخّر في العودة إلى المنزل؟​

فكّري من جديد بما كتبتُه لك!

وعليك عندما قد يكون زوجك مُجبَرًا على تركك بمفردك من جديد ألا تُظهري استيائك، وألا تنظري إليه بكآبة,

وإنما استقبليه بابتسامة وبكلمات طيبة,

ومن جهة أخرى عليك أن تحاولي أن تشغلي نفسك أثناء غيابه بالمطالعة أو بالموسيقى أو بأي عمل يدويّ…

​اجعلي كل شيء في المنزل يبدو له بهيجًا لدى عودته

وصدِّقيني بأن زوجك سوف يُقدِّر ـ كثيرًاـ ذلك التصرف البعيد عن الأنانية.

​يجب أن يكون منزل الزوجية مُشرقًا ومشعًّا بالسعادة على الدوام,

وأن تكون مهمة الزوجة أن تُبعد عن نفس زوجها ـ دومًا ـ كل ما يشعره بعدم الرضى وكل نكد وتبرُّم ومُشاكسة…

فذلك الأسلوب الذي تتبعه بعض الزوجات في معاقبة أزواجهن ينعكس دومًا عليهن بأضعاف مضاعفة…

​أيُّ رجل ـ مهما ظهر مُشاكسًا ـ لابد أن يتأثر بالكلمات الطيبة التي لها دومًا تأثيرها المُضاعف,

وليس هناك أي رجل مهما كان مُحبًّا ومُخلصًا لا يجعله الوجه المُتجّهم ونظرات الاستياء يبتعد تدريجيًا عن عشّ الزوجية…​

ابنتي العزيزة!​ لا تدعي مشاعر الحزن هذه تزداد لديك وتُسيطر على تصرفاتك.

صدِّقيني بأن بإمكانك أن تتغلبي عليها وأن تتخلصي منها بكل سهولة لو أردتِ ذلك بالفعل.

وقد حان الوقت الآن لكي تبذلي كل ما لديك من مقدرة للسيطرة عليها.​

الفارق بين الحبيب وبين الزوج المُحب

كنتُ أعلم بأن هناك الكثير مما قد يجعل امرأة شابة تزوجت حديثًا تشعر بالأسف قبل أن تمر عدة أيام على زواجها,

وهو الأمر الذي سيجعلها تُدرك ذلك الفارق بين الحبيب وبين الزوج المُحب.

لاشك أنها سوف تفتقد في البداية ذلك التكريس الكامل منه لكل ما كان لديها نزوات ومن رغبات,

ولما كان لها من تأثير عليه,

وبما كانت تتلقاه منه من إطراء…

ولاشكّ بأنه كان من المُمتع جدًّا أن تحظى كل كلمة كانت تقولها بالاهتمام,

وبأن يتم تنفيذ جميع رغباتها,

وهذا ما قد يجعلها بعد زواجها تشعر بأنها بائسة مُهمَلة.​

قد يكون ذلك متعبًا بالنسبة لشابة لديها مثل ما لديك من إحساس مرهف,

لكنك لو حاولتِ أن تتعاملي مع الأمر بعقلانية, فسوف تكوني أكثر سعادة,

وهو ما سيجعلك تحافظين على إخلاص زوجك المُحب…

أعلم بأنه قد يكون من العسير عليك تصديق ذلك, لكنك لو فكرتِ ـ مليًّا ـ أكثر بالأمر فسوف تجدينه من الحكمة.​

لو فرضنا أن زوجك سيظلّ كما كان قبل زواجكما وبأنه سوف يتخلى عن جميع علاقاته الاجتماعية,

وبأنه سوف يكرر لك باستمرار عبارات الحب, وبأنه سيكون حولك بشكل دائم يرقب كل خطواتك…

فهل تخالفيني بالرأي بأن ذلك سوف يصبح مُتعبًا ومُملًا بعد فترة؟…

ألن تشعري بالملل من ذلك التكريس ومن ذلك العرض المستمر للعواطف؟…

وهل بإمكانك أن تشعري بالفخر بزوج لا يتقدم في المجال الاجتماعي وفي العمل حتى لو كان ذلك لأجلك؟…

لا!… لا يا عزيزتي!… فكري من جديد بالأمر.

أمعني التفكير وسوف تجدين بأن من الأفضل ألا يتخلى زوجك عن الاختلاط بأصدقائه من حين لآخر؛

لذا لا تستقبليه بوجه مُتجهم عندما يعود…​

عزيزتي ليزي!​

حاولي تجربة هذه الطريقة عندما سيتركك زوجك في المرة القادمة بمفردك, واكتبي إليّ عن نتيجة ذلك.​

والآن وداعًا مؤقتًا يا صديقتي العزيزة.

مقالات مختارة
تيموثي.ش.أرثر
ترجمة : أمل عمر بسيم الرفاعي
التدقيق اللغوي: خيرية الألمعي

راجعها للنشر في حديقة المقالات : حسن بن علوان الزهراني

Exit mobile version