لنشجِّع برقي وبلا تعصُّب مقال للكاتب الأستاذ موسى العايد، هل التَّعصب والتَّعنصر من أولويات التَّشجيع؟ وهل مقاتلةِ بعضُنا البعضُ من بنود التَّشجيع؟
لنشجِّع برقي وبلا تعصُّب
بقلم موسى العايد
تجمَّعوا كتجمُّعِ الجيشِ للحربِ وتوحَّدُوا تحت سقفٍ واحدٍ مُلئت السَّاحات وصُدرت الهتافات هنا وهنا،
ورفعت الشِّعارات الملوِّحة بالنَّصر،
أنفاس تتصاعدُ كتصاعدِ الطُّيور للسَّماء ودموعٍ تنسابُ كانسيابِ المطر على النَّافذة،
ففي الطُّرقات، تجِدُ من يحملَ الرَّايات ويلوِّحُ بها ويسمع الأشرطة الموسيقية التي تتغنَّى بذلك،
كما تسمع أصوات من بعيد تصدر بارتفاع كارتفاع الموج لو أنَّها صُدرت بغير ذلك لكان خيرا لهم،ولغُفر لهم،
تعصُّبٌ شديد وكلام غير مألوف،
يتكلَّم أحدهم بحرقةٍ وشراسةٍ ويُنْسِبُ النَّصرُ لنفسه وليته مَن حقَّقه…..
تتعجَّب عندما تسمع هذا القول وتبكي عندما تنظُر إليهم تقول في نفسك مابال هؤلاء القوم،
فإذا ما أقتربْتَ منهم وسألتُهم لِما كلّ هذه الأقوال والصِّفات وهذا التَّعصب لأجابوك فريقي واشجِّعه،
فهل بات التَّشجيع هكذا؟!!!
هل التَّعصب والتَّعنصر من أولويات التَّشجيع؟!!!
وهل مقاتلةِ بعضُنا البعضُ من بنود التَّشجيع؟!!!
أم هل المشادَّات الكلامية التي يخرج فيها القول القبيح باتت من شروط التَّشجيع؟!!!
كلا ومائة كلا ما هكذا تورد الإبل وما هكذا يكون التَّشجيع
التَّشجيع أسلوب حضاريٍّ راقيٍ لايملكه إلا أصحاب النفوس الرَّاقية،
أمَّا هؤلاء المتعصِّبين لا يعقلون قيمة التَّشجيع ولا أهميّته،
يعتقدون أنَّ التَّشجيع بالتَّعصب هم يفكرون خارج الصندوق تفكيرهم ضيق حدودهم سطحية،
فيتناحرون فيما بينهم ويتراشقون الكلام لأجلِ ناديٍ فكلٌّ منهم ينعت الآخر بأقبح الصِّفات ويصل بهم الأمر إلى تخوين بعضهم البعض،
لأنَّهم لا يعون التَّشجيع،
ولو أنَّهم يعون التَّشجيع لما سمعنا هذا الهراء،
ولما رأينا ما رأيناه في ساحات الملاعب من مشاجرات…..
وفي الأندية الخارجية ممَّا يُثير التَّساؤل أنَّ بعض هؤلاء يتعصَّبون لمن لايمتُّ للأمة ولا للغة بشيء،
فهم لا يكتفون بالتشجيع فقط،
إذ يتعصَّبون تعصُّبًا شديدًا ويتفاخرون بهم وربَّما يتناحرون في ما ببينهم من أجل هؤلاء،
كفى بنا هراء،
فلنشجعهم برقي إذا أردنا ذلك وعلينا أن ننبذ التَّعصب ولكلِّ شخصٍ حريةِ التّّشجيع،
لما لا تكونوا يا معشر المتعصِّبين كأمثال هؤلاء الذين تجدهم يشجِّعون وينبهرون بفريقهم ومن حقهم ذلك فإذا ما أنتهت المبارة انطلقوا كالرُّمح فلا يحملون الكراهية أو العنصرية أو التَّعصب،
وإذا ما جادلوك يجادلونك برقي وبلا تعصب هؤلاء من عرفوا قيمة التَّشجيع وأيقنوا أن الرياضة للترفيه وليس للتَّنفير والتكريه،
فعلينا جميعًا أن نخرج عقولنا من هذه الدائرة العمياء وأن نكون المثل الأعلى في التَّشجيع وأن ننتمي لأنديتنا دون تعصُّب أو تعنصر،
لكلِّ مشجِّع منتميًا لناديه توخى التَّعصب وأنبذ العنصرية فالرِّياضة وجدت للتَّرفيه، لا لغير ذلك.
ملاحظة أنا لا أنكر التَّشجيع ولكن أُعيِّب على أولئك المتعصِّبين والمتعنصرين.
معًا للتَّشجيع الحضاري ونبذ التَّعنصر والتَّعصُّبية
لنشجِّع برقي وبلا تعصب
بقلم موسى العايد
سرايا