Site icon حديقة المقالات

كن وسطاً… !

كن وسطاً

كن وسطاً

كن وسطاً… ! مقال للكاتبة د. نيرمين ماجد البورنو . إن سعادة الإنسان في ضميره الذي يدفعه الى المعاني الانسانية الأصيلة والتي تتوج صاحبها لحياة سامية أصيلة

كن وسطاً… !

د. نيرمين ماجد البورنو

كن وسطا بين الاقتراب والابتعاد, فقيمتك في نطقك, ورزقك في توكلك, وأخلاقك في سلوكك, ومستقبلك في همتك, ومنزلتك في علمك, ودينك في اخلاصك ,

فاحرص أن تغرس في حقول القلوب زهرة ناصعة البياض,

وأجعل الأرواح تبتسم في غيابك

وكن ذاك الانسان البسيط الذي صنع أثر ثم عبر دون أن يجرح ويقسو ويظلم أحد,

وكن وسطا في العلاقات فلا تتعامل بحدة عند أي خلاف ولا تتنازل عن حلمك ومستقبلك وهدفك ومصالحك,

النجاح في العلاقات يكمن في اتقان فن المسافات فلا تقترب الى حد ابصار العيوب ولا تبتعد الى حد نسيان المحاسن,

زن علاقاتك وكن وسطا,

وكن متزناً معتدلا, لا بعيدا فتنسي ولا قريبا فيكتفي منك,

ولا ثقيلا فيستغني عنك ولا خفيفا يستهان بك,

ولا تكن مهتما حد الاختناق فالقفص مهما كان جميلا لا يلغي حنين الطير للحرية,

فالاعتدال كالخيط الدقيق يحتاج إلى ضبط الميزان حتى لا يطغى جانب على آخر،

وفيه وبه تنتظم جواهر الفضائل والأخلاق الفاضلة, كان نزار قباني محقا حين قال: إذا لم يزيدك البعد حُباً فأنت لم تُحب حقاً.

جوهر الانسان

يجب على الانسان أن يكون جوهر وروح يتجاوب مع الأحداث فيرق للضعيف ويألم للحزين ويحنو على المسكين ويمد يده للملهوف

ينفر من الإيذاء ويكون مصدر خير وسلام لمن حوله,

ويجب أن يكون صادقا في حياته قولا وفعلا ولا يكن متناقض بين قول جميل وفعل لا يليق به,

كن إنسانا وفيا شهما عطوفا ورحيما حتى لو كان صدقك موجعا,

كن صادقا وثابتا مهما كان الثمن,

كن هينا لينا وهادئا وصادقا يحبك الخلق والخالق,

كن بلسما للجرح دائما ولا تكن علقما تزيد الجرح عمقا,

كن مشرقا مهما استبدَّ بك الضجر,

كن بلسما يهدي السرور لمن عبر,

واغرس لنفسك صالحا ترجو به طيب الأثر,

هناك خمسون قاعدة في الحب كان أولها :كن صادقا مع من تحب والتاسعة والأربعون تعلم كيف تنساه اذا خذل قلبك!

هناك أشخاص كالبلسم الذي يلطف وينعم حياة من يكونون معه فهم كاليد الحانية التي تساعد أكثر ما تحبط وتعمر أكثر مما تهدم,

وجودهم في حياتك اليومية ربما يخفف ولا تشهر بهم,

وفي وقت الأزمات يكونوا نعم المعين الذي يأخذ بيدك سواء بالكلمة أو الفعل أو المساندة المحسوسة ,

إن سعادة الإنسان في ضميره الذي يدفعه الى المعاني الانسانية الأصيلة والتي تتوج صاحبها لحياة سامية أصيلة,

الطيبون زهرة الحياة وبهجتها بهم تأنس الأرواح وتزهر الدروب.

كن من أصحاب النفوس السامية

كن طيباً مهما تجد في طريقك من أناس جُبلت نفوسهم على الأذى, وألفت الشر واعتادت أن تزرع الكره في الأرجاء,

لكن حذارى أن تميل عن نهجك الطيب الى حيث يريدون,

فليكن السمو اختيارك فالطيبون هم الأقوياء ولا يستخف بقوتهم الا الضعفاء!

لان النفس تهرم وتشيب كالجسد تماما , فقد نري في مجتمعاتنا اليوم شخصا هرما مثقلا بالهموم وهو في ريعان شبابه

والسبب في ذلك هو نفسه التي هرمت بداخله ,

فلا تلم نفسك وصالحها وسامحها وتجاوز عن اخطائها واذا اصابتك الهموم فاشغل نفسك ولا تركز على همومك لأنها ستزول وسترحل مع الوقت فاعتبرها مؤقته,

ولكنك اذا ركزت عليها فان من المحتمل ان يـأتيك المزيد وستثقل همومك وكاهلك بها وستؤثر على نفسك وتؤذيها وبالتالي ستهرم روحك قبل شكلك,

ان العاقل من يعرف كيف يتعامل مع مشاكلة وهمومة وتكون نظرنة نظرة تفاؤل وأمل لتطيل عمره ويصح جسده, فلتضع لنفسك مكانه لائقة,

وكن وسطا كي لا تشيب قبل الأوان, فلقد صدق أبو القاسم الشابي في قصيدته لحن الحياة حين قال :

ومن لم يعانقه شوق الحياة,

‎تبخر في جوها واندثر,

‎ومن لا يحب صعود الجبال,

يعش أبد الدهر بين الحفر,

أبارك في الناس أهل الطموح ,

ومن يستلذ ركوب الخطر.

Exit mobile version