صداقة الروح والبوح !!! مقال للكاتبة د. نيرمين البورنو عن واحدة من أسمى العلاقات الإنسانية في الحياة ، الصداقة وأهمية الصديق . في 600 كلمة مقال ماتع يستغرق ثلاث دقائق للقراءة الصامتة
صداقة الروح والبوح !!!
د .نيرمين ماجد البورنو
محظوظ من لديه ظل ونبض
فوجود الصديق في حياتنا بحد ذاته نعمة لأن الصداقة من أسمي وأنبل العلاقات الانسانية
قد نخجل في بعض الأحيان أن نلقبهم أصدقاء فقط لأنهم شيء أكبر من تلك الكلمة فهم بمثابة الاخوة بل أعمق
فعندما أطبطب على وجعه فهذا لا يعني بأنني مشفقة عليه بل يعني أني اطبطب على روحي حينها
فالأصدقاء أرواحهم متشابهة في الجرح والبوح
قل لي من تعاشر أقل لك من أنت
وهناك من بين كل الأصدقاء صديقٌ واحدٌ يُشبهُ البحر، تزورهُ كلما ضاقت و زادت الالام على صدرك ولا تُغادرهُ إلا وقد زال همُّك، فالصداقة بمثابة ملح الحياة ,
فهل سألنا أنفسنا ذات يوم: من هم أصدقاؤنا وكم لدينا منهم؟؟؟
وما هي الاهتمامات والسمات التي تجمعهم فهل هي المصالح ام المحبة الخالصة ؟؟؟
تعتبر الصداقة من أجمل العلاقات الانسانية النبيلة التي تربط بين شخصين أو أكثر,
فربما يتفقان في وجهات النظر ويشتركان في الاهتمامات الفكرية والاتجاهات والميول وتكون علاقتهم قائمة على أساس المحبة والمودة والتعاون ,
فالنبات لا ينبت الا حينما يسقي بالماء ويجد عناصر غذائه ؛
فالصداقة أشبه بالتجربة الكيميائية لا تخمين فيها فلا يتفاعل عنصر الصوديوم مع الكلور الا برفقة عنصر الماء ,
والصداقة مواقف وليست عشرة عمر ,
من هو الصديق
إن الصديق هو الأخ الذي لم تلده الأم،
فجمال الحياة بأصدقاء أوفياء،
وليس بالضرورة أن تلتقي بهم دوماً،
ولكنك تشعر بالأمان لوجودهم، تسعد لحضورهم تشتاق لأجوائهم ،
فعندما سئل الفيلسوف اليوناني أرسطو عن الصداقة،
قال إنها «روح واحدة تسري في جسدين، وبدونها تستحيل الحياة، وإن امتلكت جميع أسباب السعادة»,
فعندما تقرر الرحيل خذ صديقا منصتا يقيك حر رحيلك ؛
فالأصدقاء الحقيقين هم الذين يرسمون البسمة الحقيقية في حياتنا،
مهما تعددت المحطات وأخذتنا المشاوير,
ربما تبعدنا الأماكن وتخطفنا مجريات الحياة ونشعر بالغربة حتى لو احتشد المكان بمئات البشر ؛
لكننا في لحظة ما نشعر باننا بحاجة الي اصدقائنا الذين نثق بهم ونشعر بهم ونستعيد ذكرياتنا معهم فالصداقات الحقيقية بلسم للروح يقي من جفاف الحياة وجديتها ,
ذاكَ صديقي الذي لا يعنيهِ من كُلِ ذلكَ إلا أنني صديقُه.
حقيقة السعادة
السعادة ليست في امتلاك المال والجاه والمناصب والثراء ,
بل هي غني النفس والشعور بالأمن والأمان والقناعة مع الاشخاص الذين نشاركهم اللحظة ,
فالإنسان لا يستطيع العيش بدون وجود أصدقاء حقيقيين يتقاسمون معه فرحه وحزنه ومشاكله،
والصداقة في اللغة العربية مشتقة من الصدق، والصدق هو نقيض الكذب،
وبهذا يكون تعريف الصداقة بأنها صدق النية والإخاء، والصديق الحقيقي هو من صَدَقَكْ، أي نصحك ؛
فهي علاقة بين شخصين ينبغي أن يتوافر فيها التوازن لكي تصبح العلاقة صحية وليست طرف يعطي والاخر يأخذ فقط ,
صديقي من يهاتفني ليقول لي انه يحبني فقط ,
وهو أولُ من أطرقُ بابَهُ إذا أُصِبتُ بِضرر،
وهو الذي ما إن تخاصَمنا حتى أجدهُ نعم الذي يغفر,
وهو الذي لا أجد حرجا معه فلا أزين حروفي ولا انمقها معه فهي تخرج بدون تنقيح ,
أن الحياة زاد وخير زادها صديق يهون عليك مرارة الايام وقسوتها ,
فالصداقة حلم وكيان يسكن الوجدان ,
فكن صديقي ولا تبرح , فان صادقت فحب وأهتم وأبذل وأعطي ,
فالصداقة منا ونحن منها حتى لو عشنا نتمنى وجودها حتى لو مررنا بتجارب فاشلة ,
وأن الباحث عن الصداقة الحقيقية كالذي ينقب عن المعادن النادرة،
لذا يقول هنري آدمز «إذا كان لك صديق واحد فأنت محظوظ، وإذا كان لك صديقان فأنت أوفر حظاً،
فإن كان لك ثلاثة فذلك مستحيل»؛
إن الصداقة الحقيقة تسكن القلب وتملأ النفس سكينة ،
ويصدقها القول والفعل مهما كان بسيطاً بعفوية ودون تكلف,
والمهم في الموضوع هو كيف نختار الأصدقاء الذين لا يحسبون بعددهم بقدر دورهم في حياتنا،
فقد يحتفظ الفرد بدائرة ضيقة من الصداقات،
غير أنها تغنيه بصدق صداقتها عن الكثير من الغثاء الذي لا نفع فيه ولا رجاء منه,
فتلك هي الصداقة وهذا هو الصديق!!!
Be the first to comment on "صداقة الروح والبوح !!!"