رمضان على الطريقة المصرية مقال للكاتبة سارا محمد علي يتطرق لوصف رمضان في مصر وما يميزه من موروث ثقافي عن غيره من البلدان
رمضان على الطريقة المصرية
سارا محمد سامي
تتميز اغلب الشعوب الإسلامية بتمسكها بمورثها الثقافي الذي تستقي منه الكثير من عاداتها اليومية و مُثلِها الأخلاقية ،
لهذا فان مناسبة كحلول شهر رمضان لا يمكن بأي حال أن تمر دون استعدادات تتناسب و قيمة هذا الشهر الكريم ،
إذ ينتظر المسلمون كل سنة قدوم هذا الضيف المُبجل على أحر من الجمر لما يضفيه من حركية بين أفراد المجتمع الواحد .
لا يقتصر الاستعداد لشهر رمضان على الاستعداد الروحي للأفراد،
فالحكومات بدورها مُلزمة بالتأهب لإنجاح هذا الشهر الذي لا يُعد مجردة مناسبة تعبدية بل مناسبة اقتصادية أيضا تحتاج لتخطيط مسبق لاستيعابها كما يجب.
تُعد مظاهر استقبال هذا الشهر في مصر واحدة من أكثر المظاهر جمالا و جلالا حول العالم ،
إذ تغُص الساحات و الشوارع صباحا بالأطفال حاملين “فوانيس رمضان” الشهرية بأياديهم الصغيرة،
أما ليلا فتتحول هذه الساحات و الشوارع إلى مكان للكرنفالات و الحفلات شعبية التي تباعُ فيها أشهى الحلويات المصرية كالكنافة والقطايف ،
والمشروبات الرمضانية مثل الخروب والتمر الهندي بالإضافة إلى خيام وموائد الرحمن التي تُعد خصيصا لإطعام الفقراء و المحتاجين من باب الوحدة و الألفة و التماسك بين طبقات المجتمع الواحد .
دور الحكومة المصرية في رمضان
ككل سنة تعقد الحكومة المصرية مجلس وزاري موسع قبل حلول الشهر الكريم لِتَدَارُس خُطط إنجاح هذه المناسبة الدينية ،
فالحكومة مطالبة بتوفير احتياجات المواطنين من خدمات و سلع أساسية بأسعار مناسبة إضافة إلى تشديد الرقابة على الأسواق والتجار
إذ يكثر أن يقع التلاعب بالأسعار الحقيقية أو احتكار بعض السلع الضرورية من قبل بعض التجار الانتهازيين
بغية الربح السريع على حساب القدرة الشرائية للمواطن البسيط.
كما تصدر الحكومة أمرا بتعديل مواعيد العمل للمخابز والبقالين حتى 11 مساءً،
إضافة لتمديد ساعات العمل لوسائل النقل العموم حتى يتسنى للجميع الاستمتاع بالأجواء الرمضانية حتى ساعة متأخرة من الليل .
دور الإعلام المصري
القنوات الفضائية المصرية تنتظر بدورها حلول الشهر بفارغ الصبر إذ تتضاعف نسب المشاهدة في رمضان مقارنة بباقي السنة
خاصة و إن الشاشة المصرية تتميز بقدرتها على اختراق كل الخارطة العربية نظرا لسهولة فهم اللهجة المصرية عكس بعض اللهجات الأخرى
لذلك يتسابق المنتجون على تمويل الأعمال الرمضانية بداية من المسلسلات الكوميدية و الدرامية و صولا إلى البرامج الدينية .
سارا محمد سامي