Site icon حديقة المقالات

التعدد وتزوير العلمانيين للقرآن للدكتور عبدالحميد بنعلي

التعدد

التعدد وتزوير #العلمانيين للقرآن للدكتور عبدالحميد بنعلي مقال فقهي جاء في سياق الرد على شبهة منع التعدد بدعوى عدم المقدرة على تحقيق العدل، المقال في ٤٠٥ كلمة و ١٢ فقرة ، تكرر فيه كلمة ( العدل ١٠ مرات ) و ( التعدد ٤ مرات ) والحب ( ٣ مرات ) وكلمات ( العلمانيين ، القرآن ، النساء ، العلماني، الناس ، الزوجات ) مرتين . يستغرق المقال من الوقت للقراءة الصامتة دقيقتان و ١٥ ثانية

التعدد وتزوير العلمانيين للقرآن

يقولون: إن القرآن أباح التعدد بشرط العدل، وهذا العدل ذُكر في آية أخرى أنه مستحيل،

فالنتيجة أن التعدد محرم وممنوع ! (نفس النهج الباطني في تحريف الشرع)

والجواب عن هذا الزور من وجوه:

1- الله تعالى إنما شرط العدل المادي بين الزوجات، وهو العدل في المبيت والنفقة والسكنى بالمعروف،

ولم يشترط العدل المعنوي المتعلق بالمشاعر والحب والبغض؛

لأن هذا شيء خارج قدرة الإنسان، والتكاليف إنما تناط بالمقدور الممكن لا بالممتنع،

والعدل في الشعور هو العدل المنفي في قوله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم}.

2- لو كان العدل المشروط على المعددين هو العدل الشعوري لما أباح الله التعدد من البداية؛

لأنه يعلم أن العدل في الحب والبغض مستحيل؛ ولحرمه تحريما أبديا،

أما أن يبيح ثم يحرم بهذه الطريقة حسب التفسير العلماني فهذا فيه إعطاء باليمين وسحب بالشمال، وهو شيء ينزه الله عنه.

3- نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أخلق الناس بفهم القرآن ودلائله،

وقد رأيناه عليه الصلاة والسلام يعدد في الزوجات مع إقراره وتصريحه بأن بعض نسائه أحب إليه من غيرهن،

وكان يقول: “اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك” يعني في أمور الحب وما يتبع ذلك،

وسئل عن أحب الناس إليه فقال: ” عائشة “.

وما زال الصحابة والتابعون يعددون من غير نكير.

فلا تميلوا كل الميل:

4- لما نفى الله تعالى إمكانية العدل بين الزوجات في كل شيء بما في ذلك المشاعر قال بعد ذلك: {فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة}

أي بما أنكم لن تقدروا على توزيع الحب والمشاعر بالسوية بين نسائكم فلا يبعثكم ذلك على الجور في الأمور المادية فتذروا المرأة المبغوضة كالمعلقة أي لا هي مزوجة ولا هي مطلقة !

والآية نص صريح واضح على أنه لا بأس بالتعدد مع انتفاء العدل في المشاعر،

ولكن المزورين الكذابين يأبون إلا الكذب على الله.

ولو كان الأمر كما يقولون لكانت الآية هكذا {ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم [فلا تعددوا، أو فلا تتزوجوا أكثر من واحدة] ولكنه قال: {فلا تميلوا كل الميل} أي سددوا وقاربوا

5- نحن نعلم أن هؤلاء العلمانيين لا يهمهم قران ولا سنة،

وانما يحاولون أن يلزموا به المسلمين عبر تزوير حقائقه والجدال في مسلماته،

كما قال تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم}

وهو من تجليات التحول العلماني الذي أشرنا إليه سابقا، أي هدم الدين بالدين نفسه.

وبعد كل هذا فهؤلاء الباطنية لا يغيظهم أبدا أن يعدد الرجل في خليلاته ويوظف المرأة في مجال العهر إنما يغيظهم الطهر والعفة والحلال

فما أشبه حالهم بقوم لوط الذين قالوا: {أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون}

#عبد_الحميد_بنعلي .

 

مقالات الدكتور عبدالحميد بنعلي في حديقة المقالات

اقرأ كتاب : أثر الخلاف الفقهي على الحكم القضائي للدكتور عبدالحميد بنعلي

Exit mobile version