الإنتماء مقال للكاتب د. طارق الغنام تطرق فيه للكلام عن تعريف مفهوم الانتماء موضحاً أن هناك عوامل تؤثر على رفع معدلات الانتماء
الانتماء
بقلم : د. طارق الغنام
الانتماء للوطن يعد ركيزة من ركائز القيم الوطنية التي يُنظر إليها بكثير من الاحترام والتقدير.
و الانتماء – لمن لا يعرف – هو حالة حسية ايجابية يشعر من خلالها المرء بانسجامه مع وطنه
و من ثم يسلك كل السلوكيات الإيجابية التي من شأنها أن يوصف بأنه محبٌ لوطنه، مخلصٌ له، مدافعٌ عنه .
والإنسان منذ ولادته تولد معه نزعة الانتماء لذلك فإن الأسرة هي الوعاء الأول الذي يُستقى منه الانتماء
و من ثم الولاء ..
و يمثل الانتماء في حد ذاته حاجة من الحاجات الضرورية للإنسان التي يحرص على إشباعها ليقهر عزلته وغربته ووحدته ،
و هو سبب رئيسي في تماسك أفراد المجتمع ..
و من الثابت أن المرء لا يستطيع أن يشبع حاجته للانتماء إلا من خلال جماعة يعتنق معاييرها ومبادئها ، وقيمها ،
جماعة تستطيع أن تشبع حاجاته الأساسية و تحميه و يستمد قوته منها و تحقق ذاته و تقدره .
لذا فقد تنبهت الدول المتحضرة لذلك و سعت سعياً حثيثاً لأن ترتقي بحالة الانتماء
فعملت على غرس مبادئها و قيمها فى شعوبها و إشباع احتياجاتهم و توحيد معاييرها،
فلقد أدركت أن الهوة بين تطبيق المعايير الصالحة و القيم السامية و بين الواقع و متطلباته و احتياجاته ،
أول ما يصطدم به المرء حينما يستشرف حياته العملية .
عوامل تؤثر على رفع معدلات الانتماء
إننا – و نحن في هذه المرحلة الحاسمة من حياة أمتنا- ينبغي أن ندرك أن الانتماء حالة يعيشها الفرد داخل الوطن ،
فإن كنا نسلم بأنها تلازمه، إلا أن هناك عوامل تؤثر على رفع معدلات الانتماء ، و أخرى تنال من هذه العوامل ،
و أننا ينبغي أن نولي العوامل التي تؤثر على ترسيخ حالة الانتماء اهتماماً يليق بأهميتها؛
فكلما ارتفعت مؤشرات الانتماء ، كان أفراد المجتمع أكثر تماسكاً و قدرة على مواجهة التحديات ، و التزاماً بالقوانين و القواعد السلوكية، و احترام العادات و التقاليد ، و الفخر برموزهم الوطنية و الاعتزاز بوطنهم ،
و كلما هبطت مؤشرات الانتماء كلما ارتفعت معدلات التمرّد و العنف و مخالفة القوانين، و التستر على الخائنين، والفاسدين، والتعاون مع العدو ضدّ مصلحة الوطن.
فإذا كان حب الوطن واجباً على كل فرد تجاه وطنه، فهذا الواجب ينبغي أن يدفعنا إلى أن نعزز حالة الانتماء و أن نتكاتف و نتعاون و نتآلف لبناء وطننا بالوقوف صفاً واحداً في مواجهة التحديات.
د. طارق الغنام
elghanamtarek@yahoo.com
Be the first to comment on "الإنتماء"